بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآله الطيبين الطاهرين
شابٌ رزقهُ الله التوبة
روي عن الأمام السجاد (عليه السلام )
أنه : سافر عدة من الناس على متن سفينة ، وفجأة هّبت عليهم عاصفة أغرقت سفينتهم وجميع من كان عليها ،
إلا امرأة شابة استطاعت النجاة على جذع كان طافياً ، فالتجأت إلى جزيرة كبيرة مكتظّة بالسكان .
وكان في هذه الجزيرة شاب ماجن ،
التقتهُ المرأة الشابة على نحو الصدفة ،
وما أن رآها حتى تحركت شهوته تجاهها
ـ إذ كانت جميلة جداً ـ
فسألها عما إذا كانت من الأنس أو من الجن !
فأجابته وهي تعاني الإرهاق الشديد لما
تعرضت له و لما رأت من غرق الذين
كانوا معها في السفينة ،
بأنّها من الإنس ،
فاقترب منها الشاب بقصد الخطيئة ، فتفاجأ برؤية المرأة ترتجف بشدة و يهتزّ بدنها ، فسألها عن سبب ذلك ،
فقالت له بأنّها خائفة ،
فقال لها : وممن تخافين وليس من أحدٍ معنا ؟؟!
فأشارت بيدها إلى السماء و قالت : أخاف الله تعالى ...
وهنا أحس الشاب بانقلاب في نفسه حيث ترك جواب المرأة أثراً بالغاً فيه ،
ولم يشعر إلا وهو يهمّ بترك هذه المرأة العجيبة ،
و لكنه التفت نحوها قائلاً : إنّك تشعرين بكل هذا الخوف ولم ترتكبي ذنباً ،
فالويل لي أنا المذنب وقد أردت حملك على
ارتكاب الخطيئة !!
{ تبادرت إلى ذهني عدة أسئلة و أنا أقراء هذه القصة }
هل يشعر جميع المذنبين بهذا الإحساس أذا رفض المقابل ما يطلبوه منه ؟
أم لهذه المرأة درجة عالية من الأيمان استطاعة من خلالها التأثير على الشاب ؟
أم أن الله "عز و جل " أرسل هذه المرأة امتحان لهذا الشاب كي ينجيه مما هو فيه من الظلال ؟
وفي طريق عودته التقى الشاب راهباً من الرهبان فاتفق لهما أن سارا ، وحيث كان الراهب منزعجاً من شدة الحرّ ،
فقد قال : للشاب تعال لندعو الله تعالى ليرسل الله لنا غمامة نستظل بفيئها ونواصل مسيرنا .
ولكن الشاب الذي كان يشعر بشدة الخجل من سلوكه مع تلك المرأة ،
أجاب الراهب قائلاً : لا أشعر بالطهارة في نفسي كي يكون دعائي ذا فائدة ،
وإنني لأخجل من سيرتي السابقة حتى أقف بين يدي الله .
فقال له الراهب إذن سأدعو أنا ، و ما عليك إلا أن تؤمن على دعائي .
وفعلاً : توجه الراهب بالدعاء طالباً من الله تعالى أن يرسل عليهما غيمة تظلهما ليتخلصا بها من أشعة الشمس الحارقة ،
فأمن الشاب على دعائه .
ولم يمضِ عليهما كثير من الوقت حتى رأيا غيمة تسير فوق رأسهما وتظللهما إلى أن بلغا مفترقاً للطرق
فانفصلا عن بعضهما ،
كلاً باتجاه مقصده ، ولكن المفاجئ في الأمر أن الغيمة تبعت الشاب بينما بقي الراهب بلا ظلال !!
فأدرك الراهب أن الله تعالى قد استجاب لتأمين الشاب فحسب دون دعائه ، فأقترب منه وسأله عمّن يكون لينعم عليه الله بهذه المنزلة السامية ،
فقص عليه الشاب حكايته ،
فقال : له الراهب إن الله أنعم عليك بهذه المرتبة الرفيعة لما قدّمت بين يديه توبتك و أظهرت خوفك من المعصية " 1
سؤال أطرحه عليكم ما هو السبب في هذه السرعة التي
أظهر الله فيها رضاه عن هذا الشاب ؟؟؟
وفي الختام نسأل الله أن يرزق شبابنا قلوب صادقة وبناتنا الأيمان بالله والعفة
والحمد لله رب العالمين
1الكافي ج 2 ص69 ح 8
اللهم صلِ على محمد وآله الطيبين الطاهرين
شابٌ رزقهُ الله التوبة
روي عن الأمام السجاد (عليه السلام )
أنه : سافر عدة من الناس على متن سفينة ، وفجأة هّبت عليهم عاصفة أغرقت سفينتهم وجميع من كان عليها ،
إلا امرأة شابة استطاعت النجاة على جذع كان طافياً ، فالتجأت إلى جزيرة كبيرة مكتظّة بالسكان .
وكان في هذه الجزيرة شاب ماجن ،
التقتهُ المرأة الشابة على نحو الصدفة ،
وما أن رآها حتى تحركت شهوته تجاهها
ـ إذ كانت جميلة جداً ـ
فسألها عما إذا كانت من الأنس أو من الجن !
فأجابته وهي تعاني الإرهاق الشديد لما
تعرضت له و لما رأت من غرق الذين
كانوا معها في السفينة ،
بأنّها من الإنس ،
فاقترب منها الشاب بقصد الخطيئة ، فتفاجأ برؤية المرأة ترتجف بشدة و يهتزّ بدنها ، فسألها عن سبب ذلك ،
فقالت له بأنّها خائفة ،
فقال لها : وممن تخافين وليس من أحدٍ معنا ؟؟!
فأشارت بيدها إلى السماء و قالت : أخاف الله تعالى ...
وهنا أحس الشاب بانقلاب في نفسه حيث ترك جواب المرأة أثراً بالغاً فيه ،
ولم يشعر إلا وهو يهمّ بترك هذه المرأة العجيبة ،
و لكنه التفت نحوها قائلاً : إنّك تشعرين بكل هذا الخوف ولم ترتكبي ذنباً ،
فالويل لي أنا المذنب وقد أردت حملك على
ارتكاب الخطيئة !!
{ تبادرت إلى ذهني عدة أسئلة و أنا أقراء هذه القصة }
هل يشعر جميع المذنبين بهذا الإحساس أذا رفض المقابل ما يطلبوه منه ؟
أم لهذه المرأة درجة عالية من الأيمان استطاعة من خلالها التأثير على الشاب ؟
أم أن الله "عز و جل " أرسل هذه المرأة امتحان لهذا الشاب كي ينجيه مما هو فيه من الظلال ؟
وفي طريق عودته التقى الشاب راهباً من الرهبان فاتفق لهما أن سارا ، وحيث كان الراهب منزعجاً من شدة الحرّ ،
فقد قال : للشاب تعال لندعو الله تعالى ليرسل الله لنا غمامة نستظل بفيئها ونواصل مسيرنا .
ولكن الشاب الذي كان يشعر بشدة الخجل من سلوكه مع تلك المرأة ،
أجاب الراهب قائلاً : لا أشعر بالطهارة في نفسي كي يكون دعائي ذا فائدة ،
وإنني لأخجل من سيرتي السابقة حتى أقف بين يدي الله .
فقال له الراهب إذن سأدعو أنا ، و ما عليك إلا أن تؤمن على دعائي .
وفعلاً : توجه الراهب بالدعاء طالباً من الله تعالى أن يرسل عليهما غيمة تظلهما ليتخلصا بها من أشعة الشمس الحارقة ،
فأمن الشاب على دعائه .
ولم يمضِ عليهما كثير من الوقت حتى رأيا غيمة تسير فوق رأسهما وتظللهما إلى أن بلغا مفترقاً للطرق
فانفصلا عن بعضهما ،
كلاً باتجاه مقصده ، ولكن المفاجئ في الأمر أن الغيمة تبعت الشاب بينما بقي الراهب بلا ظلال !!
فأدرك الراهب أن الله تعالى قد استجاب لتأمين الشاب فحسب دون دعائه ، فأقترب منه وسأله عمّن يكون لينعم عليه الله بهذه المنزلة السامية ،
فقص عليه الشاب حكايته ،
فقال : له الراهب إن الله أنعم عليك بهذه المرتبة الرفيعة لما قدّمت بين يديه توبتك و أظهرت خوفك من المعصية " 1
سؤال أطرحه عليكم ما هو السبب في هذه السرعة التي
أظهر الله فيها رضاه عن هذا الشاب ؟؟؟
وفي الختام نسأل الله أن يرزق شبابنا قلوب صادقة وبناتنا الأيمان بالله والعفة
والحمد لله رب العالمين
1الكافي ج 2 ص69 ح 8
تعليق