يا قمرا تهابه النجوم ... وينطفئ عند بابه نور الكاذبين
حيدرعاشور
الصلاة في محرابك كانت لها لذة روحية خاصة،كنت أهيم بها في ملكوت الله وأنا اسبح في سماء حبك خائفا من شيء لا اعرفه أتحسسه وجوده حولي يغذيني خفية إيمانا راسخا في ذاتي وروحي الهائمة في هذا البحر العميق الذي لا اصل إلى شاطئه مهما حولت ..ترعرعت على هذا التهجد عند ضريحك ونهلت ..روحي تسبق جسدي نحو شباك وهي تطوف كأنها ملاك ترشدني بالهمس أينما يقف بصري نحو شباكك المقدس ،وكان قلبي يفز هلعا ويقشعر بدني خوفا بذكر اسمك .. كان اسمك عنوان العدل والإنصاف يسعى إليه كل الخائفين وجميع العاشقين على حد سواء ويرتجف منه المذنبين الذين تلطخت أيديهم بأطماع الحياة .. أن يقسموا في باسمك كذبا ... فشارتك بإذن الله باليد تخيب الكاذب وتفرح الصادق.
وليالي كثيرة ركضت كربلاء لضريحك تنظر غضبك على ضال أو فاسد أو باغي وهو يصرخ بأعلى صوته:دخيلك سيدي العفو سيدي أنا مذنب سيدي.. فتتشابك عليه الأيدي لأخذ أي جزء من ملبسه لأنه قد مسته بالتأكيد يدك الكريمة ..أي كرامة لك سيدي ،حين تثور غضبا يتصاعد الدخان من قبتك وتلك الليلة التي كان هدام يحاصر أبناء كربلاء ويروم قتلهم فكان ملاذهم ضريحك الشريف وهم متوسلون لله بك إن تحفظهم من شر طاغية وجيش ناصبي لا يعرف الغيرة والشرف،فكان غضبك يعلن وجوده في قبرك الشريف ،ومنارتك بشموخها كانت تعيق صواريخ وقنابل الشر لتحمي أنصارك وأنصار أخيك وأنصار أختك العقيلة وبنات أخيك... يا هول المصيبة وما عظمها كانت كربلاء وطف ثاني..اجزم خبراء القتل إن كمية الصواريخ والقنابل تنهي شعوبا كاملة لا مرقدا وسط مدينة .. فهذه من عظمتك وكرامتك عند الله.فكنت وأصبحت ومازلت ملاذا لكل شيعتك . وتذكروا الحاقدين هناك تاريخا أخر للأتراك وكيف أدبتهم ولازالوا أحفاد أحفادهم يتوسمون بك أن ترضى عليهم ويرتعبون من اسمك
سيدي أي شيء لا يعرفه مريديك وهم يحتمون فيك ..يشاهدوك في كل شيء وأنت موجودا في كل مكان.. يسبق اسمك كرمك ،وحلمك غضبك ..حينها كنت اصلي بباب قبلتك وتحت منصة زيارتك حين صرخت السيدات وهن يشاهدن صورتك وتجمهر الناس وأعلنت حينها الدولة القاسية الفانية حالة طوارئ ،وبدأت تعتقل كل من يحبك خوفا أن تخرج وأمامك أنصارك .. فكانت ليلة رعب ودرس لظلم الدولة على أبنائها وحقدها على سيرة وعقيدة ثورة أخيك وأنت خير ناصر له، فنعم الأخ المدافع عن أخيه ونعم البطل الذي حمل لواء ألطف بلا خوف وسقى بما استطاع من الهاشميات بماء الفرات...وعلا صوت من تيقن بك من السادة والشيوخ الأفاضل وهم يعلنون من يشاهد الصورة يطلب ما تعسره عليه أن يتحقق وكنت احدهم وزال عني مرضي الذي طال أمده في جسدي .
سيدي يا قمر بني هاشم إنهم اليوم يحصون كم شللت من أيادي التي قسمت بضريحك كذبا ويقرؤون سيرتك البطولية وكراماتك .. فهم لا يفقهون
تعليق