بسم الله الرحمن الرحيم
الشجرة الغريبة
يُحكى ان قوماً وصلوا ذات يوم لقريةٍ لا يسكُن فيها بشر ، يعبر أرضها نهر ماء عذب ، وينمو في تربتها شجر كثير ، فقرر القوم أن يحطوا رحالهم فيها ، ويتخذوها سكناً بعد سنين طوال من الترحال .
وقد أجّج فضولهم شجرة غريبة من بين الشجر .. تشُقّ الارض ، لم يُرَ لها مثيل في جمال زهرها وخِضَر ورقها وغضاضة جذعها وطيب ثمرها ، فصارت محطاً لهم حين ينوون الراحة ، وملعباً لأطفالهم . وحظت هذه الشجرة الغريبة برعاية الجميع ، فكانوا يسقونها بماء النهر ، وينظفون مايسقط منها من الورق المصفر . وهي يوماً بعد آخر تكبُر بشكل مذهل فتزداد تجذراً في التربة من دون ان يستطيع أحد أن يطال عِلة ذلك !
الى ان وقف حكيم قبالها ، واشار للناس ان يقطعوها من اخر جذر لها لئلا تبلُغ مبلغاً لايستطيع عنده احد قطعها أبداً ،
فصدّ أهل القرية عمّا وجّه له الحكيم مُبررِّين ذلك بأن جمال الشجرة آسر ، والتطلّع اليها يجذب الناظر !
ومرت الاسابيع والشجرة تزداد في الطول على نحو يُحيّر العقول ، ثم لاحظ المزارعين موجة ذبول للزرع تجتاح المنطقة المحيطة بالشجرة الغريبة رغم أنهم يسقونها _ المزروعات_ بماء النهر .
فااقترح احدهم حفر المنطقة لمعرفة علة الذبول ، وعند الحفر تفاجأ المزارعون بجذور في غاية الطول مصدرها الشجرة الغريبة .. تمتص كل المياه !
ياترى هل اقتنع المزارعون اخيراً باقتلاع الشجرة الغريبة ؟! لا ، بل قرر المزارعون الاكتفاء بالشجرة الغريبة وثمرها عمّا سواها من الشجر الذابل من شدة افتتانهم بها .
وكبرت الشجرة الغريبة لتمتد جذورها أميالاً فصار من الصعب اقتلاعها ، واصبحت القرية في جفاف شديد بسبب جفاف النهر وموت بقية الشجر ، فلجأوا للشجرة الغريبة ليسدوا جوعهم بثمرها ، فتفاجأوا بأنها بلا ثمر !
عِبرة :
الدنيا كشجرة خبيثة .. ظاهرها جميل طيّب ، باطنها قحطٌ شديد !
فيا أيها الانسان ..
احذر من ان تتجذّر في قلبك أغصان حب الدنيا !
احذر من ان تسقي شجرة الدنيا في قلبك .. فيصعب اقتلاعها!
يُحكى ان قوماً وصلوا ذات يوم لقريةٍ لا يسكُن فيها بشر ، يعبر أرضها نهر ماء عذب ، وينمو في تربتها شجر كثير ، فقرر القوم أن يحطوا رحالهم فيها ، ويتخذوها سكناً بعد سنين طوال من الترحال .
وقد أجّج فضولهم شجرة غريبة من بين الشجر .. تشُقّ الارض ، لم يُرَ لها مثيل في جمال زهرها وخِضَر ورقها وغضاضة جذعها وطيب ثمرها ، فصارت محطاً لهم حين ينوون الراحة ، وملعباً لأطفالهم . وحظت هذه الشجرة الغريبة برعاية الجميع ، فكانوا يسقونها بماء النهر ، وينظفون مايسقط منها من الورق المصفر . وهي يوماً بعد آخر تكبُر بشكل مذهل فتزداد تجذراً في التربة من دون ان يستطيع أحد أن يطال عِلة ذلك !
الى ان وقف حكيم قبالها ، واشار للناس ان يقطعوها من اخر جذر لها لئلا تبلُغ مبلغاً لايستطيع عنده احد قطعها أبداً ،
فصدّ أهل القرية عمّا وجّه له الحكيم مُبررِّين ذلك بأن جمال الشجرة آسر ، والتطلّع اليها يجذب الناظر !
ومرت الاسابيع والشجرة تزداد في الطول على نحو يُحيّر العقول ، ثم لاحظ المزارعين موجة ذبول للزرع تجتاح المنطقة المحيطة بالشجرة الغريبة رغم أنهم يسقونها _ المزروعات_ بماء النهر .
فااقترح احدهم حفر المنطقة لمعرفة علة الذبول ، وعند الحفر تفاجأ المزارعون بجذور في غاية الطول مصدرها الشجرة الغريبة .. تمتص كل المياه !
ياترى هل اقتنع المزارعون اخيراً باقتلاع الشجرة الغريبة ؟! لا ، بل قرر المزارعون الاكتفاء بالشجرة الغريبة وثمرها عمّا سواها من الشجر الذابل من شدة افتتانهم بها .
وكبرت الشجرة الغريبة لتمتد جذورها أميالاً فصار من الصعب اقتلاعها ، واصبحت القرية في جفاف شديد بسبب جفاف النهر وموت بقية الشجر ، فلجأوا للشجرة الغريبة ليسدوا جوعهم بثمرها ، فتفاجأوا بأنها بلا ثمر !
عِبرة :
الدنيا كشجرة خبيثة .. ظاهرها جميل طيّب ، باطنها قحطٌ شديد !
فيا أيها الانسان ..
احذر من ان تتجذّر في قلبك أغصان حب الدنيا !
احذر من ان تسقي شجرة الدنيا في قلبك .. فيصعب اقتلاعها!