إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اختاروا ان يكون إلههم على صورة البشر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اختاروا ان يكون إلههم على صورة البشر

    مذاهب المسلمين في آيات الصفات وأحاديثها

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين المعصومين
    عندما قبل إخواننا السنة أحاديث الرؤية وأمثالها تورطوا فيها ، وانقسموا في تفسيرها من القرن الأول إلى أربعة مذاهب وأكثر ، وقد وُلِدَتْ هذه المذاهب العقائدية قبل أن تولد مذاهبهم الفقهية بمدة طويلة ، وبقيت حاكمة على أئمة المذاهب الفقهية وأتباعهم إلى يومنا هذا !
    المذهب الثالث : مذهب تفسيرها بالمعنى اللغوي الظاهر ، أي بالمعنى الحسي، والقول بأن الله تعالى له يد ووجه ورجل وجنب بالمعنى اللغوي الحسي ، وهو مذهب اليهود والنصارى ، وهو المذهب الذي تبنى نشره في المسلمين كعب الأحبار ووهب بن منبه ومن وافقهم من الصحابة ، ثم صار المذهب الرسمي الذي تعصب له الأمويون ، ثم صار مذهب من الحنابلة وقليل من الأشاعرة ، ثم حاول إحياءه ابن تيمية والوهابيون ، وألصقوه بالسلف وأهل السنة .
    والظاهر أن لقب ( المتَاولة ) الذي يطلقونه على الشيعة في بلاد الشام وفلسطين ومصر، جاء من هؤلاء المجسمة الذين كانوا يكفرون الشيعة وغيرهم من المسلمين المتأولين .
    ومع أن أكثرية إخواننا السنة متأولة ، إلا أن نَبْزَ لقب ( المتَاولة ) وَسُبَّتَهُ كان من نصيب الشيعة المظلومين ، وبقيت كلمة ( مِتْوَالي ) بكسر الميم ، أسوأ في ذهن خصوم الشيعة من كلمة كافر !
    وفيما يلي نعرض لهذه المذاهب بشيء من التفصيل :

    المذهب الأول : مذهب المتأولين
    احتج المتأولون وهم أكثرية العلماء بأن من الطبيعي في كل لغة أن نفسر ألفاظها بمعانيها المناسبة ، فنحمل اللفظ على معناه الحقيقي إلا إذا منع منه مانع لفظي أو عقلي فنحمله على معناه المجازي ، حسب أصول التخاطب التي يعرفها أهل الخبرة بتلك اللغة .
    وقد امتازت اللغة العربية على غيرها من اللغات بفصاحتها وبلاغتها لأنها استعملت أساليب متنوعة في التعبير منها : المجاز ، والكناية ، والإستعارة ، والتشبيه . . . إلخ .
    وعلى هذا الأساس تعامل الصحابة ومن عاصرهم مع ألفاظ القرآن الكريم والحديث الشريف ، وفهموا النصوص التي يخالف ظاهرها تنزيه الله تعالى بأنها تعابير مجازية من تشبيه المعقول بالمحسوس لتقريب صفاته تعالى وأفعاله إلى أذهان البشر ، وحكموا بأن ظاهرها الحسي غير مراد ، فيجب تأويلها بالمعاني المجازية ، فعندما يقول سبحانه : إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم، فلا يقصد باليد عضو اليد ولا شيئاً لله تعالى شبيهاً به، بل يقصد أن الله تعالى هو طرف المبايعة وقدرته وهيمنته وجلاله أعلى من المبايعين .
    وهذا أمر طبيعي في اللغة حتى في حياتنا اليومية ، فعندما يقول لك شخص: قرت عينك بعودة مسافرك ، فإنك تشكره لأنك تفهم أن ( قرت عينك ) تعبير مجازي ودعاء لك بالطمأنينة والهدوء المعنوي لا المادي ، ولا تقول له إنك دعوت علي بالموت وأن تقر عيني حسياً عن الحركة !

    القاضي عياض ينقل إجماع المسلمين على التأويل
    * قال النووي في شرح مسلم مجلد 3 جزء 5 ص 24 :
    ( قال القاضي عياض : لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء ليست على ظاهرها ، بل متأولة عند جميعهم ) .
    * وقال في شرح مسلم مجلد 5 جزء 9 ص 117 :
    ( قال القاضي عياض قال المارزي : معنى يدنو : أي تدنو رحمته وكرامته لا دنو مسافة ومماسة ) .
    * وقال في جامع الأحاديث القدسية من الصحاح :
    ( قال النووي : هذا الحديث من أحاديث الصفات وفيه مذهبان وإن مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف أنها تتأول على ما يليق بحسب مواطنها ، فتأول مالك بن أنس معناه : تتنزل رحمته وأمره أو ملائكته ) .
    * وقال في : 0 : ( إن أول ما يجب على المؤمن أن يعتقد تنزيه الله تعالى عن مشابهة خلقه ، واعتقاد غير ذلك مخل بالإيمان ، واتفق العلماء من أئمة المسلمين قاطبة على أن ما ورد من الكتاب والسنة في ظاهره يوهم تشبيه الله تعالى ببعض خلقه يجب الإيمان بأن ظاهره غير مراد ، ولا يصح وصف الله تعالى بما يفيده هذا الظاهر من عمومه ) .
    * وقال في ( قال المازني في شرح الأحاديث : هذا ما يجب تأويله لأنها تتضمن إثبات الشمال فتقتضي التحديد والتجسيم ) .
    * وقال الذهبي في سيره ( وقال الطوفي : إتفق العلماء ومن يعتد بقوله أن هذا مجاز وكناية عن نصرة العبد وتأييده وإعانته ، حتى كأنه سبحانه ينزل نفسه من عبده منزلة الآلات التي يستعين بها ، ولهذا وقع في رواية : فبي يسمع ، وبي يبصر ، وبي يبطش ، وبي يمشي ) . انتهى .
    وسيأتي قول الوهابيين أن التأويل ضلال وإلحاد ، فلا بد أنهم يحكمون بضلال كل هؤلاء الذين تأولوا ، ومنهم أيضاً إمام الوهابيين في التجسيم ابن خزيمة الذي يوصي المفتي ابن باز بقراءة كتبه .

    ابن خزيمة يؤول حديث : خلق الله آدم على صورته
    روى إخواننا السنة أن النبي(ص) سمع شخصاً يقول لآخر قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك ، فقال له : لا تقبح وجهه فإن الله خلق آدم على صورته .
    وقد تمسك بعض الصحابة بهذا القول وادعى أنه موافق لما عند اليهود من أن الله تعالى خلق آدم على صورته ، وأن الله تعالى على صورة البشر ! وروينا نحن عن أئمتنا(ع) أن مقصود النبي(ص) أن صورة أخيك هي الصورة التي اختارها الله تعالى لأبيك آدم(ع) ، فلا تقبحها. فالضمير في ( صورته ) يرجع إلى المسبوب ، لا إلى الله تعالى .
    وقد وافقنا عدد من علماء السنة في تفسير الحديث ، ومن أشهرهم ابن خزيمة صاحب الهجوم على عائشة الذي يسميه إخواننا إمام الأئمة ، والذي يقول برؤية الله تعالى بالعين ويتعصب لها !
    * قال في كتابه التوحيد طبعة مكتبة الكليات الأزهرية ص 37 : ( قال أبو بكر ( يعني بذلك نفسه ) : توهم بعض من لم يتحر العلم أن قوله : على صورته يريد صورة الرحمن ، عز ربنا وجل عن أن يكون هذا معنى الخبر ، بل معنى قوله : خلق آدم على صورته ، الهاء في هذا الموضع كناية عن اسم المضروب والمشتوم ، أراد صلى الله عليه وسلم أن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب الذي أمر الضارب باجتناب وجهه بالضرب ، والذي قبح وجهه فزجره صلى الله عليه وسلم أن يقول : ووجه من أشبه وجهك ، لأن وجه آدم شبيه وجه بنيه ، فإذا قال الشاتم لبعض بني آدم : قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك كان مقبحاً وجه آدم صلوات الله وسلامه عليه الذي وجوه بنيه شبيهة بوجه أبيهم، فتفهموا رحمكم الله معنى الخبر، لا تغلطوا ولا تغالطوا فتضلوا عن سواء السبيل ، وتحملوا على القول بالتشبيه الذي هو ضلال .
    وقد رويت في نحو هذا لفظة أغمض معنى من اللفظة التي ذكرناها في خبر أبي هريرة ، وهو ما حدثنا يوسف بن موسى ، قال ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقبحوا الوجه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن ، وروى الثوري هذا الخبر مرسلاً غير مسند ، حدثناه أبو موسى محمد بن المثنى ، قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال ثنا سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عطاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يقبح الوجه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن ، قال أبو بكر : وقد افتتن بهذه اللفظة التي في خبر عطاء عالم ممن لم يتحر العلم ، وتوهموا أن إضافة الصورة إلى الرحمن في هذا الخبر من إضافة صفات الذات ، فغلطوا في هذا غلطاً بيناً وقالوا مقالة شنيعة مضاهية لقول المشبهة، أعاذنا الله وكل المسلمين من قولهم!
    والذي عندي في تأويل هذا الخبر إن صح من جهة النقل موصولاً فإن في الخبر عللاً ثلاثاً ، إحداهن :
    أن الثوري قد خالف الأعمش في إسناده فأرسل الثوري ولم يقل عن ابن عمر . والثانية أن الأعمش مدلس لم يذكر أنه سمعه من حبيب بن أبي ثابت . والثالثة أن حبيب بن أبي ثابت أيضاً مدلس لم يعلم أنه سمعه من عطاء .
    فإن صح هذا الخبر مسنداً بأن يكون الأعمش قد سمعه من حبيب بن أبي ثابت ، وحبيب قد سمعه من عطاء بن أبي رباح ، وصح أنه عن ابن عمر على ما رواه الأعمش ، فمعنى هذا الخبر عندنا أن إضافة الصورة إلى الرحمن في هذا الخبر إنما هو من إضافة الخلق إليه ، لأن الخلق يضاف إلى الرحمن إذ الله خلقه، وكذلك الصورة تضاف إلى الرحمن لأن الله صورها، ألم تسمع قوله عز وجل: هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ، فأضاف الله الخلق إلى نفسه إذ الله تولى خلقه إلى آخر كلامه ، وكذاك قوله عز وجل : هذه ناقة الله لكم آية ، فأضاف الله الناقة إلى نفسه وقال : تأكل في أرض الله ، وقال : ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ، وقال : إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، فأضاف الله الأرض إلى نفسه ، إذ الله تولى خلقها فبسطها ، وقال : فطرة الله التي فطر الناس عليها ، فأضاف الله الفطرة إلى نفسه إذ الله فطر الناس عليها ، فما أضاف الله إلى نفسه على مضافين ( كذا ) إحداهما إضافة الذات والأخرى إضافة الخلق ، فتفهموا هذين المعنيين لا تغالطوا ، فمعنى الخبر إن صح من طريق النقل مسنداً : فإن ابن آدم خلق على الصورة التي خلقها الرحمن حين صور آدم ثم نفخ فيه الروح ، قال الله جل وعلا : ولقد خلقناكم ثم صورناكم .
    والدليل على صحة هذا التأويل أن أبا موسى محمد بن المثنى قال : ثنا أبو عامر عبدالملك ابن عمرقال: ثناالمغيرة وهو ابن عبدالرحمن، عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خلق الله آدم على صورته ، وطوله ستون ذراعاً . . . إلخ ) . انتهى .
    ونحن نقبل منه تأويله لهذا الحديث لأنه موافق للمنطق وموافق لمذهبنا ، ولكن الوهابيين تبنوا الحديث الذي فيه ( على صورة الرحمن ) ونسبوا إلى الخليفة عمر بأنه قبل مقولة اليهود بأن الله تعالى خلق آدم على صورة الله سبحانه وتعالى !
    وبذلك اختاروا ان يكون إلههم ) على صورة البشر !




  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمحد
    احسنتِ اختي (الفاطمية) وفقكِ الله وزادكِ علماً وعملاً

    تعليق

    يعمل...
    X