بسم الله الرحم الرحيم
(( إنا أعطيناك الكوثر+فصل لربك وأنحر
إن شانئك هو الأبتر))
صدق الله العلي العضيم
قوله تعالى: " فصل لربك وانحر" ظاهر السياق في تفريع الأمر بالصلاة والنحر على الامتنان في قوله: "إنا أعطيناك الكوثر " انه من شكر النعمة والمعنى إذا مننا عليك بإعطاء الكوثر فاشكر لهذه النعمة بالصلاة والنحر. والمراد بالنحر على ما رواه الفريقان عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن علي (عليه السلام) وروته الشيعة عن الصادق (عليه السلام) وغيره من الأئمة هو رفع اليدين في تكبير الصلاة إلى النحر.وقيل: معنى الآية صل لربك صلاة العيد وأنحر البدن ، وقيل: يعني صل لربك واستو قائما عند رفع رأسك من الركوع وقيل غير ذلك. قوله تعالى: " إن شانئك هو الأبتر " الشانئ هو المبغض والأبتر من لا عقب له وهذا الشانئ هو العاصي بن وائل . وقيل: المراد بالأبتر المنقطع عنالخير أو المنقطع عن قومه، وقد عرفت أن روايات سبب نزول السورة لا تلائمه وستجيئ.
(بحث روائي) في الدر المنثور أخرج البخاري وابن جرير والحاكم من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال:الكوثر الخير الذي أعطاه إياه قال أبو بشر قلت لسعيد ابن جبير فإن ناسا يزعمون أنه نهر في الجنة قال: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه.وفيه أخرج ابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت هذه السورة على النبي صلى الله عليه وسلم " إنا أعطيناك الكوثر " قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل: ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي؟ قال: إنها ليست بنحيرة ولكني أمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع فإنها صلاتنا وصلاة الملائكة الذين في السماوات السبع، وإن لكل شئ زينة وزينة الصلاة رفع اليدين عند كل تكبيرة . قال النبي صلى الله عليه وسلم: رفع اليدين من الاستكانة التي قال الله: " فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ".أقول: ورواه في المجمع عن المقاتل عن الاصبغ بن نباتة عنه (عليه السلام) ثم قال: أورده الثعلبي والواحدي في تفسيرهما، وقال أيضا: إن جميع عترته الطاهرة رووا عنه (عليه السلام)أن معنى النحر رفع اليدين إلى النحر في الصلاة . وفيه أخرج ابن جرير عن أبي جعفر فيقوله: " فصل لربك " قال: الصلاة " وانحر " قال يرفع يديه أولما يكبر في الافتتاح. وفيه أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: " فصل لربك وانحر " قال: إن الله أوحى إلى رسوله أن ارفع يديك حذاء نحرك إذا كبرت للصلاة فذاك النحر1
================================================== =================
1 -تفسير الميزان للسيد الطباطبائي
تعليق