
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن سعدا لما مات شيعه سبعون ألف ملك، فقام رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
على قبره فقال: ومثل سعد يضم.
فقالت امه: هنيئا لك يا سعد وكرامة.
فقال لها رسول الله: يا أم سعد لا تحتمي على الله.
فقالت: يا رسول الله قد سمعناك وما تقول في سعد.
فقال: إن سعدا كان في لسانه غلط على أهله.
وحادثة موت سعد وتشيعه ودفنه وتفاصيل حديث وعمل النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) في التشييع
والدفن نذكرها في الحديث التفصيلي التالي:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اتي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقيل له: إن سعد بن معاذ قد مات.
فقام رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وقام أصحابه معه، فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب، فلما
أن حنط وكفن وحمل على سريره تبعه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بلا حذاء ولا رداء، ثم كان يأخذ يمنة السرير مرة
ويسرة السرير مرة حتى انتهى به إلى القبر، فنزل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) حتى لحده وسوى اللبن عليه، وجعل يقول:
ناولوني حجرا، ناولوني ترابا رطبا، يسد به ما بين اللبن، فلما أن فرغ وحثا التراب عليه وسوى قبره.
قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : إني لاعلم أنه سيبلى ويصل البلى إليه، ولكن الله يحب عبدا إذا عمل عملا أحكمه.
فلما أن سوى التربة عليه قالت ام سعد: يا سعد هنيئا لك الجنة.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): يا ام سعد مه، لا تجزمي على ربك فإن سعدا قد أصابته ضمة.
قال فرجع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ورجع الناس.
فقالوا له : يا رسول الله لقد رأيناك صنعت على سعد مالم تصنعه على أحد،
إنك تبعت جنازته بلا رداء ولا حذاء.
فقال (صلى الله عليه واله وسلم): إن الملائكة كانت بلا رداء ولا حذاء فتأسيت بها.
قالوا : وكنت تأخذ يمنة السرير مرة، ويسرة السرير مرة.
قال: كانت يدي في يد جبرائيل آخذ حيث يأخذ.
قالوا: أمرت بغسله وصليت على جنازته ولحدته في قبره ثم قلت :إن سعدا قد أصابته ضمة!
فقال (صلى الله عليه واله وسلم) : نعم إنه كان في خلقه مع أهله سوء.
وقال أبو بصير : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إن رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لما ماتت قام رسول الله
(صلى الله عليه واله وسلم) على قبرها، فرفع يده تلقاء السماء ودمعت عيناه.
فقالوا له: يا رسول الله إنا قد رأيناك رفعت رأسك إلى السماء ودمعت عيناك.
فقال : إني سألت ربي أن يهب لي رقية من ضمة القبر.
******************
تعليق