بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
(( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا))
الايمان القاطع للعقائد وثبات عليها وهي ؛ التوحيد ،وارسال الرسل وانزال الكتب السماوية، وختم النبوة بمحمد صلوات الله وسلامه عليه، والبعث بعد الموت، والجزاء على الأعمال في الدار الآخرة، وأن الله تعالى متصف بكل كمال ، منزه عن كل نقصان ..الى غير ذلك .
وتحريم قتل النفس بغير الحق، وأكل الأموال بالباطل، والزنا، والإفساد في الأرض، ونحوها من الحقائق التي لا تتغير بتغير الزمان ولا المكان فقد تحولت رياح الحرب الباردة والصراع الى العقائد الاسلامية لضرب الفكر القويم من اعداء المسلمين وترك الخلافات المذهبية جانباً، والاخذ بما يقره الكتاب والسنة والغض عن الخلافات والقيام جميعاً في وجه أعداء المسلمين ودعوة المسلمين إلى الوحدة ونبذ التفرق وأنها ليست وليدة العصر بدأت منذ أن أنزل الله تعالى على نبيه (صلى الله عليه واله ) قوله : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)(2) .
وحثهم عدم التخاصم، وقال: ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) (3). لدعوة المسلمين إلى الاتحاد وتحريك النفوس وعدم
تفكك الأمة إلى وحداتٍ للتمييز العنصريّ والإقاليمي فيمكن ان يفسح المجال لتؤثر الدعوة أثرها المطلوب فتصل إلى الآفاق البعيدة ،فالواجب ان ندعوا المسلمين على اختلاف مذاهبهم لقطع أسباب الخلاف والتفرق.
وإن التقارب هو ان يفهم ويتفهم أتباع كل مذهب الاخر ليهبُ من نومتهم شيئاً فشيئا ؛وأخطر من هذه أن العدو مسيطر و قد تقدم في ميادين العلم واتسعه ، في حين أنّ الأمة الإسلاميّة تخوض النقاشات التي تنتهي بها الى الاشتباكات ! !
(4)وقد قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عند خروجه لحرب بني قريظة (من كان يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر فلا يصلي العصر إلاّ في بني قريظة فانطلقوا، فلما أدركهم العصر في الطريق صلى بعضهم وأصر البعض الآخر على أللا يصلوا إلاّ في بني قريظة، واختلفوا، فلما عادوا إلى الرسول واحتكموا إليه قال لكل فريق منهما أصبتم) .
نجد دعوى العقل والسيطرة على الغرائز وإخضاع النفس إلى الضوابط والقيود غير ان ثمة أياد أثيمةٍ تتلاعب بالأذهان الخالية والأفكار الساذجة في التوجه لسلوك الاختلاف والتنافس على الجاه والسلطة غير ان الاعداءيستغلون اختلافهم للاستيلاء على ثرواتهم ويحتلون أراضيهم فلا تبالي أمة بما يجري على الأخرى!!
ولعل هذا المعنى من الاختلاف أشار إليه إبليس لعنه الله وتوعده للإنسان في موقفه من السجود لآدم وتمرده على الله تعالى..
ومن اسبابه الجهل والطغيان، وتحول بعض الممارسات السلوكية إلى عادات ثابتة قال تعالى : ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما ألقينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون) (5) .
الأمر الذي أدى إلى إنقسام الناس إلى جماعات متعصبة وأحزاب متفرقة يقتل بعضهم البعض الآخر ويشرده من دياره، أو يستعبده ويستغله من اجل مصالحه وحاجاته وإرضاء لرغباته ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) (6).
ولا شك أن هناك صعوبات وعراقيل تحول بيننا وبين مبتغانا من دعم الوحدة بين الشعوب الاسلامية ونستعين ب الله ونعتمد عليه فقد قال عز من قائل: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) (7)
________________________
1-هود 118 .
2ـ آل عمران: 103.
3ـ الأنفال: 46.
5ـ البقرة: 170.
6-الروم :41.
7-العنكبوت:46.
تعليق