بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
هذه الأيام يشكلون على الشيعة بأنهم يبغضون الصحابة ويسبونهم ، ولكن يمكن أن نجيبهم بأن علي ( عليه السلام ) متفق على أنه من أجلِّ الصحابة وعائشة كانت تبغضه وإذا أردنا أن نتبع عمل الصحابة فلا بد لنا من بغض بعضهم ومنهم أمير المؤمنين ويعسوب الدين علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) وذلك إتباعاً لما كان في قلب عائشة اتجاه الإمام علي ( عليه السلام ) .
ولكن نجد البخاري يخفي هذه الحقيقة لا نعلم لماذا ؟ هل تدليساً أم حباً بصحابي دون صحابي ؟!
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي ، فَأَذِنَّ لَهُ ، فَخَرَجَ وَهْوَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلاَهُ فِي الأَرْضِ ، بَيْنَ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَيْنَ رَجُلٍ آخَرَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بِالَّذِي قَالَتْ عَائِشَةُ ، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ هَلْ تَدْرِى مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ قَالَ قُلْتُ لاَ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ هُوَ عَلِيٌّ[1] .
ولو سألنا لِمَ لمْ تسمِّ عائشة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟
نجد الجواب جلياً في مسند أحمد بن حنبل .
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ : قَالَ الزُّهْرِيُّ وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ : أَوَّلُ مَا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَاسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِهَا فَأَذِنَّ لَهُ فَخَرَجَ وَيَدٌ لَهُ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ وَيَدٌ لَهُ عَلَى رَجُلٍ آخَرَ وَهُوَ يَخُطُّ بِرِجْلَيْهِ فِي الْأَرْضِ
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ أَتَدْرُونَ مَنْ الرَّجُلُ الْآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ هُوَ عَلِيٌّ وَلَكِنَّ عَائِشَةَ لَا تَطِيبُ لَهُ نَفْساً[2].
فإذن سبب عدم ذكرها للإمام علي ( عليه السلام ) هو بغضها له ولكن هذا الأمر يوقعها في أمر عظيم وهو وقوعها في النفاق !!
ويؤيد هذا الكلام هذا الحديث :
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُسَاوِرٌ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ لَا يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ وَلَا يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ[3].
فالنتيجة : أن عائشة كانت تبغض علياً وأراد أن يخفي البخاري ذلك . ولكن أحمد ابن حنبل فضح البخاري بأنه مدلس وبيّنَ بغض عائشة لعلي ( عليه السلام ) .
وآخر دعوانا أنِ الحمد للهِ ربِّ العالمين ...
[1] . صحيح البخاري ، باب مرض النبي ووفاته ، ج 14 ، ص 383 .
[2] . مسند أحمد بن حنبل ج 52 ، ص 382 .
[3] . مسند أحمد بن حنبل ، ج 53 ، ص 461 .
تعليق