انا لست شيعيا !
___________________
___________________
حكى سماحة أية الله السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) إن الخطيب الحسيني المعروف الشهيد الشيخ عبد الزهراء الكعبي ذهب برفقة المجاهد الكبير أية الله السيد حسن الشيرازي إلى بغداد ليقنع مدير الإذاعة إن يبث قراءة (مقتل الحسين عليه السلام) وكانت مبادرة شجاعة منهما في ذلك الزمن (الستينيات الميلادية) ولكنهما بالتوكل على الله تعالى وبراعتهما في النطق والإقناع استطاعا إن يقنعاه ولو بصعوبة بالغة ، حتى إنهما لما خرجا من عنده لم يكونا على يقين بأنه سوف يفي بوعده، ولكنه وفى بتأييد من الله سبحانه فكان للمرة الأولى يسمع الناس في العراق ودول الخليج ( مقتل الإمام الحسين عليه السلام) يقرؤه الشيخ عبد الزهراء الكعبي من إذاعة بغداد، وكان ذلك في الساعة العاشرة صباح يوم عاشوراء. ولا يخفى ما كان لهذه الخطوة من اثأر بناءة عظيمة على الكيان الشيعي في المنطقة وأداء حكيم لتبليغ معالم الحق والمظلومية الحسينية. إلا إن الأعجب من هذا العجيب هو تكرار بث المقتل عصر ذلك اليوم أيضا! ولكن لا تعجب فان للحسين (عليه السلام) نفوذ إلى القلوب وإنما إنا وأنت وسائل قد تتهيأ لذلك بلطف الله وفضله وتوفيقه فنؤجر بذلك وهنيئا للمأجورين. فذهب الشهيدان السيد حسن الشيرازي والشيخ عبد الزهراء الكعبي ليستفسرا من مدير الإذاعة سبب تكرار البث علما انه كان مترددا في بثه للمرة الواحدة. فاخبرهما قائلا : إنني تلقيت بعد الانتهاء من البث مكالمة من احد أمراء الجيش (وهو من أبناء السنة) طالبني ببثه مرة ثانية، فقلت له: سيدي لا يستحسن بث موضوع مرتين في الإذاعة وهو يستغرق ساعات وليس دقائق، مضافا إنني أخشى من أبناء السنة معارضتهم للحديث عن خصومات الشيعة. فرد علي بصرامة حتى خفت إن يقتحم الإذاعة بمدرعاته بعد ساعة فيرميني في سجن النهاية ! قال : إنا أقول لك وإنا من أبناء السنة. قلت : حسنا سيدي .. ولكن اخبرني ماذا أتى بك إلى كلام الشيعة؟! قال : إنني لما رجعت إلى المنزل وجدت زوجتي جالسة عند المذياع وتبكي، سألتها مم بكاؤك؟ أشارت إلى المذياع ، ففهمت منها إن استمع، ولما سمعت الحديث جرت دموعي حزنا من غير أرادتي، ودقائق حتى انتهى الحديث فلم اسمع القصة كاملة، أريد إن يعيد بثه لي وللملايين من أمثالي كي نعرف حقائق ما جرى على أهل بيت النبي وأخفاها المعاندون، إنا لست شيعيا ولكني لن أتحمل طمس الحقيقة.
قصص وخواطر ص619-920
تعليق