بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآلِ محمد
اللهم صلِّ على محمد وآلِ محمد
لقد صدر من عمر بن الخطاب الكثير من المواقف السيئة ولكن هناك مخالفة كبيرة وقع فيها عمر ألا وهو الاعتراض على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) في رزية الخميس وقد ذكرها مسلم في صحيحه ولكن المصيبة هو ما تأوله النووي عند شرحه لصحيح مسلم !
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ. ثُمَّ جَعَلَ تَسِيلُ دُمُوعُهُ حَتَّى رَأَيْتُ عَلَى خَدَّيْهِ كَأَنَّهَا نِظَامُ اللُّؤْلُؤِ. قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ائْتُونِي بِالْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ - أَوِ اللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ - أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَداً ». فَقَالُوا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلم- يَهْجُرُ[1] .
يقول النووي عند شرحه لهذا الحديث تأويلاً لفعل عمر :
وَأَمَّا كَلَام عُمَر - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - فَقَدْ اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء الْمُتَكَلِّمُونَ فِي شَرْح الْحَدِيث عَلَى أَنَّهُ مِنْ دَلَائِل فِقْه عُمَر وَفَضَائِله ، وَدَقِيق نَظَره؛ لِأَنَّهُ خَشِيَ أَنْ يَكْتُب صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمُوراً رُبَّمَا عَجَزُوا عَنْهَا ؛ وَاسْتَحَقُّوا الْعُقُوبَة عَلَيْهَا لِأَنَّهَا مَنْصُوصَة لَا مَجَال لِلِاجْتِهَادِ فِيهَا ، فَقَالَ عُمَر : حَسْبنَا كِتَاب اللَّه[2] .
وهذا كلام غريب أن مخالفة الرسول يدل على الفضيلة ودقة النظر .
وفي كلام النووي عدة دعاوى :
منها : اتفاق العلماء المتكلمون على هذه الفضيلة . من هم هؤلاء ؟!
يحتاج كلامه إلى استقراء وبيان مَنْ هم هؤلاء الذين اتفقوا على شرح الحديث .
ومنها : من دلائل الفقه ودقة النظر مخالفة الرسول الكريم .
ومنها : أن عمر يخشى على المسلمين أكثر من الله ورسوله .
ولكن النووي بكلامه هذا هل تجاهل القرآن لأجل الحفاظ على ماء وجه عمر أم لم يقرأ القرآن كله ؟!!!! أم خوفاً على ماء وجه عمر خالف القرآن الحكيم .
ومن الآيات التي تناقض كلام النووي هي :
( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )[3] .
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين ...
تعليق