بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
طرق التعليم في التربية .. الجزء الثالث
سنتحدث في هذا الجزء عن واحدة من طرق التعليم ، وهي طريقة ( التعليم التعاوني ) .
والتعليم التعاوني هو أسلوب تدريسي يعمل فيه التلاميذ في مجموعات صغيرة ، لزيادة تعلمهم ، وتعليم بعضهم بعضاً . والتعلم التعاوني يمكن الطلاب من أن يعملوا متعاونين من أجل زيادة تعلمهم انطلاقا من مبدأ يتمثل بالآتي : ( أنا اتعلم وأعلم الآخرين ما أتعلمه ، وهم كذلك يفعلون مثلي ) . وشعار الطلاب في ذلك هو ( نجاحك يعود علي بالفائدة ، ونجاحي يعود عليك بالفائدة ) .
وهناك تاريخ طويل وغني من الاستخدام العملي للتعليم التعاوني فقد أيد الفيلسوف الروماني سنيكا التعلم التعاوني من خلال قوله : ( عندما تعلم شخصاً ما فإنك تتعلم مرتين ) .
والقرآن الكريم يذكر ايضا التعاون من خلال قوله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان ) .
وبحسب الدكتور حمزة أبو النصر فإن التعليم التعاوني يؤدي إلى تحقيق المزايا الآتية :
1 – زيادة درجة الإتقان : إن قيام المتعلمين بالتعاون لإنجاز المهام يسهم اسهاماً كبيراً في زيادة درجة اتقانهم .2 – زيادة سرعة الإنجاز .3 – اكتساب مهارات اجتماعية جديدة : كالقيادة ، والادارة والتواصل مع الآخرين .4 – يعلم التلاميذ كثيراً من القيم ، مثل ( التعاون ، والعمل في مجموعة ، وبناء الثقة واتخاذ القرار ، وحسن الاستماع والتحدث ، والالتزام بالأدوار المحددة لكل منهم ) .
ويعتمد نجاح التعلم التعاوني – كنظام أو طريقة للتعليم – في جزء كبير منه على دور المعلم التعاوني باعتباره مهندس هذا النظام . لأنه هو الذي يدير ويوجه هذه المجاميع ويتنقل بينها ويتفقدها ، وكذلك يعالج التفاعل داخل هذه المجاميع .
ويبقى أنه على المعلم أن يلاحظ أعداد كل مجموعة ، لأنه كلما كان عدد أعضاء المجموعة أكبر كلما كان عدد الأعضاء المشاركين في النقاش أقل .
ولتحقيق تعلم تعاوني فعال يرى الدكتور حمزة أبو النصر أنه لابد من اتباع الخطوات التالية :
1 – اختيار الوحدة او موضوع الدراسة .2 – عمل ورقة منظمة من قبل المعلم لكل وحدة تعليمية .3 – تنظيم فقرات التعلم وفقرات الاختبار .4 – يقسم الطلبة الذين يدرسون باستخدام هذه الاستراتيجية إلى مجموعات تعاونية تختلف في بعض الصفات كالتحصيل والذكاء .5 – خضوع جميع الطلبة لاختبار فردي ، حيث ان كل طالب هو المسؤول شخصياً عن انجازه .
وللتعلم التعاوني أهمية كبيرة في الصحة النفسية للطلاب وبحسب عالمة النفس هورني ( أن أساس الصحة النفسية هو القدرة على إقامة علاقات تعاونية والحفاظ عليها ) . لأنه من المعلوم ان من يتمتع بصحة نفسية جيدة هو ذلك الشخص الذي يحقق التوافق والتكيف مع نفسه ومع الآخرين .
وفي الختام تكمن أهمية التعلم التعاوني في أن الإنسان بطبيعته وبفطرته هو كائن اجتماعي لا يستطيع العيش بمفرده وإنما في جماعات ، وعلى المعلمين والمدرسين ان يحققوا أفضل تعليم للطلبة من خلال استغلالهم لهذا الجانب .
وفق الله جميع العاملين في حقل التربية والتعليم لكل خير ولخدمة ابنائنا الطلبة .
-------------------------------المصادر :1 - الشامل في التعليم والتعلم والتدريس ، تأليف : د . حمزة أبو النصر .2 - طرائق التعليم في علم التربية ، تأليف : مارك برو .
تعليق