تويت
قال الإمام علي إبن الحسين زين العابدين عليهما السلام
في رسالة الحقوق
{وأما حق رجليك فأن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك، ولا تجعلها مطيتك في الطريق المستخفة بأهلها فيها، فانها حاملتك وسالكة بك مسلك الدين، والسبق لك ولا قوة إلا بالله }
حقوق الجوارح / حق الرجلين
خلق الله الرجلين للإنسان نعمة عظيمة يسعى بهما إلى قضاء حوائجه لينال الأهداف البعيدة التي تتطلب حركة ومشياً لكن عليه أن يستخدم هذه النعمة في طاعة الله ومعونة عباده. فقد يقطع المسافات الطويلة من أجل إعانة فقير وقضاء حاجة إنسان مؤمن ينفس عنه كربه. وقد يقطع الصحراء ليؤدي فريضة الحج التي أوجبها الله على القادرين من عباده، وقد يسعى برجليه للجهاد في سبيل الله والدفاع عن حقوق عباد الله المؤمنين ضد الطغاة المغتصبين. كما يستطيع برجليه أن يعتدي على اعراض الناس وأموالهم ويفسد بين المتحابين منهم أو يقتل مسلماً من عباد الله الصالحين دون حق. فبهما يمكنه تحصيل الحسنات كما أن بهما يستطيع أن يكتسب المحرمات.
فإذا الرجل هي الأداة التي وهبها الله تعالى للإنسان ليتسنى له الأنتقال بواسطتها من مكان لأخر وجعلهما أثنتان كي يحصل الإنسان على مشية مستقيمة سوية ، وجعلهما ذوات أنحناءات وتقوسات ليتمكن من تحريكها بحركات مناسبة وجعل أرتكاز الجسد عليهما أثناء الوقوف وأفاض جزء من قدرته العظيمة لها كي تعمل وتتحرك بتلك القدرة التي وهبها لها ناهيك عن وصفها التشريحي والعلمي الدقيق الذي توصل إليه العلم الحديث .
إذن أداة المشي هي الأرجل والمشي حركة فطرية خلقت مع الإنسان ومامن شي خلقه الله تعالى إلا وله عمل خاص وحق على الإنسان وبينها في مطلع حديثنا .
المشي وأنواعه في القرآن الكريم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز
المشي لطلب الرزق
(( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)) (الملك: 15)
(( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا )) (الفرقان: 20)
أي المشي الى مواطن الرزق فيكد ويعمل ليعيش هو وأفراد أسرته وأن يسعى الى مواطن الخير والصلاح وهذا الأمر لم يستثني الله تعالى أحدا سواء كان نبي أو مرسل أو وصي أو إنسان عادي .
مشي الوقار والسكينة
(( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )) (الفرقان: 63).
أي أن يمشي الفرد بسكينة ووقار فلا يلتفت يميناً وشمالاً بل يكون ألتفاته بين رجليه مستقيماً معتدلاً .
وقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام :
المقصود في هذه الأية الكريمة
هو الرجل الذي يمشي بسجيته التي جُبِلَ عليها لايتكلف ولايتبختر ، والتبختر مشي المتكبر والمرائي المعجب بجماله وكماله .
فكان الإمام علي إبن الحسين زين العابدين عليهما السلام :
إذا مشى لايجاوز يده فخذه ولايخطر بيده وعليه السكينة والخشوع .
وقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام :
وكان علي إبن الحسين عليهما السلام يمشي مشيةً كأن على رأسه الطير ؛ لايسبق يمينه شماله )
أي وصفه بالسكينة والوقار ، لم يكن فيها طيش ولاخفة ؛ لأن الطير لاتكاد تقع إلا على شيء ساكن .
مشي النساء
التوجيه الإلهي التربوي للنساء عن كيفية المشي الذي يناسب طبيعة المرأة وفطرتها،
فيقول سبحانه
1-(( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ))(النور: 31)
وهو مانعانيه في زماننا الحاضر
من لبس الكعب العالي والطرق به أثناء المشي في أواسط الطرق والشوارع والأسواق ، ومن أبداء زينة المكياج ولبس الحلي والملابس الشبه عارية .حيث لايجوز لها أن تتطيب أو تعطر ملابسها وتخرج من بيتها فيشم ريح الطيب منها الأجنبي .
2- (( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا... )) (القصص: 25).
إن وصف الله تعالى لمشية تلك الفتاة المحتشمة بقوله أنها تمشي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ، لم يأت هكذا دون فائدة أو دلالة، بل له دلالة تربوية حكيمة، تجعل هذه الفتاة مثالاً رائعاً للمرأة الموافقة لفطرتها، التي لم تتعود أصلاً لمثل هذا الخروج من بيتها، ولكن لما أحوجتها الضرورة خرجت بتلك الصفة الطيبة الكريمة، فليكن لكِ يا فتاة الإسلام في تلك الفتاة المثل الرائع، والقدوة الحسنة.
"والمعنى: أنها مستحيية في مشيها، أي تمشي غير متبخترة ولا مظهرة زينة."
وجاء في معجم الغني أسْتِحْيَاءٌ : ( مصدر اِسْتَحْيَا ). :- أَظْهَرَ اِسْتِحْياءً :-: اِحْتِشَامًا ، خَجَلاً ."
أما حق المرأة في الشارع فهو مابينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال:
" ليس للنساء من سروات الطريق ولكنها تمشي في جانب الحائط والطريق "
وقال الامام علي إبن أبي طالب عليهما السلام :
" ليس للمرأة أن تمشي وسط الطريق ، ولكن تمشي في جانبيه "
مشي القصد والتوسط
قوله تعالى
(( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ )) (لقمان: 19)
أي: امش مشيًا مقتصدا ليس بالبطيء المتثبط، ولابالسريع المفرط، بل عدلاً وسطًا بين بين
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
سرعة المشي تذهب ببهاء المؤمن .
وكان صلى الله عليه وآله وسلم إذا مشى مشى مشياً يعرف أنه ليس بمشي عاجز ولاكسلان .
جاءت المشاة الى النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم فشكوا إليه الأعياء ؛
فقال لهم صلى الله عليه وآله وسلم:
عليكم بالنسلان ؛ ففعلوا فذهب عنهم الأعياء ، فكأنما نشطوا من عقال .
والنسلان :هو مقاربة الخطوة مع الأسراع كمشي الذئب ،أي مشية الذئب إذا أسرع .
والأعياء :يعني التعب والكَلّ في المشي.
مشي التكبر والخيلاء
(( وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ))
(الإسراء: 37)
أي يمشي بتواضع ولايمشي متكبراً مفتخراً .
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
من مشى على الأرض أختيالاً لعنته الأرض ومن تحتها ومن فوقها .
آداب المشي كما بينه الإمام جعفر إبن محمد الصادق عليهما السلام قال :
إذا كنت عاقلاً فقدم العزيمة الصحيحة والنية الصادقة ،
في حين قصدك إلى أي مكان أردت ،
وأنه النفس من التخطّي إلى محذور،
وكن متفكراً في مشيتك ،
ومعتبراً بعجايب صنع الله تعالى أينما بلغت ،
ولاتكن مستهزءاً ولامتبختراً في مشيتك ،
وغض بصرك عما لايليق بالدين ،
واذكر الله كثيراً،فإنه قد جاء في الخبر أن المواضع التي يذُكر الله فيها وعليها تشهد بذلك عند الله تعالى يوم القيامة وتستغفر لهم إلى أن يدخلهم الله الجنة ، ولاتكثرن مع الناس في الطريق فإن فيه سوء الأدب .
وأكثر الطرق مراصد (أي جمع مرصد: رصده ،رقبه ، قعد له على طريقه ليوقع به ،
مراصد : المكان الذي يرصد فيه أي يرقب فيه )
الشيطان ومتجرته فلا تأمن كيده وأجعل ذهابك ومجيئك في طاعة الله والسعي في رضاه ، فإن حركاتك مكتوبة في صحيفتك
قال الله تعالـى
(( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) (النور : 24
(( وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ غ– وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا )) الأسراء :13
<< :: فوائد المشــــــــي::>>
مع انها رياضة سهلة للغايه إلا انها تحمل الكثير من الفوائد و تحمي من أخطار كثيرة, و كل ما عليك هو المواظبه على المشي من ثلاث لخمس مرات بالأسبوع من ربع ساعة لساعة في كل مرة,
و هذه بعض فوائد المشي:
1- يساعد في التحكم في الوزن.
2- من أسهل التمارين لأغلب الناس
3- لا يحتاج لأجهزة معينه
4- من أسهل الطرق لتصبح أكثر نشاطا
5- يقلل من أعراض الاكتئاب
6- رياضة خفيفة و امنه
7- يقلل من الدهون المضرة و الكولستيرول
8- يقلل من ضعط الدم
9 يقلل من خطر الاصابة بالسكر و يساعد في التخلص منه
10- يقلل من خطر الاصابة ببعض انواع السرطان
11- يحسن الحالة المزاجية
12- يمنحك عظام قوية
13- يقلل من خطر الاصابة بالسكته القلبية
14- يقلل خطر الاصابة بأمراض القلب عموما
15- يقلل من خطر الاصابة بالكسر و غيره
16- يقلل من التوتر
17- يساعد في بناء العضلات
::::؛؛؛؛؛؛؛*****؛؛؛؛؛؛::::
القرآن الكريم
الأداب والأخلاق الاسلامية
ينابيع الحكمة
رسالة الحقوق
مكارم الخلاق
مواقع انترنت
تعليق