بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
البسملة والامام علي (عليه السلام)
محمد شهيد الفتلاوياللهم صل على محمد وآل محمد
البسملة والامام علي (عليه السلام)
تبدأ السور القرآنية المباركة بالبسملة لتخط للمؤمن نهج التوكل على الله سبحانه والاعتماد عليه فالقرآن الكريم يريد تربية الانسان المسلم على خُلق الاستعانة بالله تبارك اسمه في كل عمل من اعماله وان يشعر العبد في كل اعماله بالعلاقة والارتباط مع الله عزوجل ويكون احساسه بهذه العلاقة هو احساس الضعيف في مقابل القوي والمحتاج في مقابل الغني فهذا الانسان وباعتبار شعوره بالضعف والحاجة يستعين بالله تعالى الذي يتصف بالرحمة (الرحمن الرحيم) التي تعني افاضة المنفعة والرحمة والفائدة على الانسان ذلك الموجود الناقص الحقير الذليل الفقير الذي يطلب من خالقه ومُدبّر شؤونه لسد حاجته فالبدء بالبسملة يمثل ادباً من الاداب الاسلامية يسلكه المسلم عند كل امر مهم يريد القيام به وحيث ان السور القرآنية امور مهمة كان لابد ان تبدأ بـ (البسملة) تجسيداً لهذا الادب الاسلامي بل اكثر من ذلك حيث صارت البسملة شعاراً اسلامياً لا مجرد ادب يتأدب به المسلمون فهم يرددنها ويكررونها عند كل امر ليتميزوا بها عن غيرهم ولتصبح معلماً من المعالم التي تتصف وتتشكل بها حياتهم شأنها في ذلك شأن السلام والصلاة وغيرها ولهذا السبب كان ائمة اهل البيت (عليهم السلام) يجهرون بالبسملة حتى في الصلاة الاخفاتية ويأمرون شيعتهم بالجهر بها وهي من علامات المؤمن، اما علاقة الامام علي (عليه السلام) بالبسملة فبما انها جزء من القرآن الكريم فان الامام علي (عليه السلام) هو القرآن الناطق.
فقد روى الحاكم النيسابوري في كتاب (المستدرك على الصحيحين) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: (علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض) وايضاً ورد في الحديث النبوي (جُمع القرآن كله في سورة الفاتحة وجمعت سورة الفاتحة بالبسملة وجُمعت البسملة في الباء وجُمعت الباء في النقطة والنقطة هي انت يا علي).
تعليق