بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على محمد وآل محمد
السلام عليكم

كان يشارك الناس في الامهم ويعطف على ضعيفهم
ورأى الناس يه بكل وضوح الاخلاق العلويه النبيلة التي تعود الى الفكر المحمدي الاصيل .
فتنكر له المامون اشد التنكر , واخذ يكيد له المكائد في غلس الليل
فمنع العلماء والفقهاء من الاتصال به والانتهال من فيض علومه
ومنع خُلص شيعته من مقابلته .
وكان تقلده لولاية العهد امتحانا عسيرا , فقد فرضت عليه رقابة شديدة
واحيط بقوى مكثفة من الامن .
وبسبب الضغوط التي احاطه المامون بها جعلته يدعو الله تعالى
ان ينقله من دار الدنيا الى دار الاخرة فقال (عليه السلام) :
(اللهم ان كان فرجي مما انا فيه بالموت فعجل اليّ الساعة) .
زهد (عليه السلام) بالدنيا فاذا به ذو عرش في قلوب الملايين
يملك مشاعرهم ومحبتهم .
ادى امانة ربه رافضا اي تعاون مع الظالمين
ودون ان يشترك باي عمل في جهاز الدولة
لكي لا يهب حكومة الظلم اي شرعية
وليكشف انها لم تكن قائمة على حكم الله العادل .
ولما هوى البدر من عليائه واظلمت الدنيا بفقده
كان نبأ استشهاد الامام الرضا (عليه السلام) كالصاعقة على قلوب المؤمنين
فقد تلقوا الخبر المؤلم بحزن عميق
لانهم شعروا انهم فقدوا بأستشهاده كل ماكانوا يأملونه من رجوع الحق الى نصابه
فيعود الى ربوعهم العدل السياسي والاجتماعي ويتخلصون من أئمة الظلم .
فبأستشهاد امامهم خابت امالهم فنخر الحزن قلوب الجميع .
ورثاه (عيه السلام) الكثير من الشعراء
منهم شاعر اهل البيت (دعبل الخزاعي) الذي كان يردد :
ياحســرةَ تتــردد وعبــرة ليـــس تنفــــد
على علي بن موسى بن جعفر بن محمد
قضى غريبا بطوس مثل الحسام المجرد
ياطوس طوباك صرت لابن احمد مرقـد
انه شمس الشموس لكل الاجيال لانه باق في الوجود منذ ان ابدع الله الخير .
لقد ذهب العباسيون واندثروا وانطفأت قناديل فتوحاتهم
لانهم كانوا محكومين بغرائز الاثرة والاستبداد وحب التوريث للمال والضياع
اما علي وابناؤه (عليهم السلام) فقد تمسكوا بشريعة الاسلام واحكامه
ومبادئ الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم) واخلاقه .
فكانت لهم مواقف ثابته حافظوا عليها وحقوق معلنة استشهدوا دونها
.
ولقد اصبح مرقده المقدس قبلة انظار العارفين
ومحط اهل الفكر والعلماء والاتباع في مشهد المقدسة
التي سميت بذلك لوجود ضريحه المبارك
فصارت بقعة من رياض الجنة مازالت ولاتزال مركزا للاشعاع الفكري ..
يهفو اولياؤه الى زيارتها شوقا ليعبروا عن مودتهم لذوي القربى .

دمتـــــم بخيـــــر
تعليق