اسمه: محمد.
كنيته: ابو جعفر.
والده: علي بن الحسين السجاد.
جده: الحسين سيد الشهداء.
أمه: فاطمة بنت اﻹمام الحسن المجتبى، قال عنها اﻹمام الصادق (عليه السﻼم): (كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن امرأة مثلها).
ألقابه: الباقر، الشاكر، الهادي. وï»»دته: ولد اﻹمام الباقر بالمدينة سنة57 للهجرة في غرة رجب.
استشهاده: توفي مسموما بالمدينة عام114 للهجرة وله من العمر57 سنة
. أوï»»ده: له سبعة أوï»»د وهم: جعفر (الصادق) وعبد الله وإبراهيم وعبيد الله وعلي وزينب وأم سلمة، ولم يعقب منهم إï»» الصادق (عليه السﻼم).
أشهر اخوته: زيد الشهيد. أزواجه: فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأم حكيم بنت أسد، واثنتان أخريات. ملوك عصره: عاصر اﻹمام الباقر (عليه السﻼم) خمسة من ملوك بني أمية وهم: الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، وتوفي في ملكه بعد أن دس إليه السم. صفته: كان اﻹمام الباقر (عليه السﻼم) ذو هيبة وجﻼل، وقد جلس عنده عكرمة فارتعش من هيبته وجﻼلته، وكان معتدل القامة، أسمرا، بدينا نوعا ما، وكان كثير الذكر، يمشي ويذكر الله تعالى، له خال على خده، جعد الشعر حسن الصوت. عاش اﻹمام الباقر مع جده الحسين نحو أربع سنين، ومع أبيه35 سنة، وبعد أبيه18 سنة وهي مدة إمامته. نقش خاتمه: (ظني بالله حسن وبالنبي المؤتمن، وبالوصي ذي المنن وبالحسين والحسن) وروي (العزة لله) أو (العزة لله جميعا). حرزه: بسم الله الرحمن الرحيم يا دان غير متوان يا أرحم الراحمين إجعل لشيعتي من النار وقاء لهم ولهم عندك رضا واغفر ذنوبهم ويسر امورهم واقض ديونهم واستر عوراتهم وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم يا من ï»» يخاف الضيم وï»» تأخذه سنة وï»» نوم إجعل لي من كل غم فرجا ومخرجا. وï»»دته ولد اﻹمام الباقر (عليه السﻼم) في شهر رجب المبارك عام57 هجرية، وتلقفه أهل البيت بالتقبيل والسرور، إذ لطالما كانوا ينتظرون وï»»دته التي بشر بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) منذ عشرات السنين. النص على إمامته كان من سنة اï»·ئمة الهداة (عليهم السﻼم) أنهم يرجعون الناس إلى اﻹمام المعصوم قبل أن يفارق اﻹمام السابق الدنيا، وكان دأبهم أن تكون الوصية واضحة وامام أعيان الناس لكيﻼ يدعي أحد الوصية. وفي اعتقادنا- الشيعة- أن لكل إمام وصية ونص من اﻹمام السابق عليه ويضاف إليها ظهور المعجزات عنه الدالة على صدق دعواه، وليس ظهور المعجزة على يد اï»·وصياء بأمر غريب بل ظهرت المعجزات من قبل على يد يوشع بن نون وصي موسى وعلى يد أصف وصي سليمان وغيرهم. وهكذا أوصى اﻹمام السجاد (عليه السﻼم) باﻹمامة ومواريث اï»·نبياء إلى ولده اﻹمام الباقر (عليه السﻼم) عندما حضرته الوفاة، حيث التفت إلى ولده وهم مجتمعون عنده مع بعض اï»·صحاب اï»·جﻼء، ثم التفت إلى محمد الباقر وقال: (يا محمد هذا الصندوق اذهب به إلى بيتك)، قال: (أما إنه لم يكن فيه دينار وï»» درهم ولكن كان مملوءا علما). فلما توفي السجاد (عليه السﻼم) جاء أخوته يدعون ما في الصندوق فقالوا للباقر: أعطنا نصيبنا من الصندوق، فقال: (والله مالكم فيه شيء ولو كان لكم فيه شيء ما دفعه إلي)، وكان في الصندوق سﻼح رسول الله وكتبه مع كتب وصحف اï»»نبياء السابقين. وروي أن اﻹمام السجاد (عليه السﻼم) قال ï»»بنه الباقر (عليه السﻼم): بني إني جعلتك خليفتي من بعدي ï»» يدعي فيما بيني وبينك أحد إï»» قلده الله يوم القيامة طوقا من نار. مناظراته لقد عرف عهد اﻹمام الباقر بكثرة المناظرات والمحاججات والحوارات المفتوحة، ï»·ن دولة بني أمية فتحت المجال للبدع والمذاهب المنحرفة واï»»تجاهات الضالة واﻵراء الفاسدة الكاسدة، فجلس اﻹمام الباقر بكل جهاد أمام هذه التيارات المنحرفة يوعظهم ويرشدهم ويصحح أفكارهم ويهديهم إلى الصراط المستقيم، ومن مناظراته التي سنذكرها ما يلي: الباقر مع عالم نصراني: جلس يوما اﻹمام الباقر إلى أحد علماء النصارى فقال لï»؛مام: هل أنت منا أم من اï»·مة المرحومة. فقال اﻹمام: بل من هذه اï»·مة المرحومة. فقال: من أيهم أنت من علمائهم أم من جهالها؟ فقال له: لست من جهالها. فاضطرب اضطرابا شديدا ذلك العالم وقال لï»؛مام: أسألك؟ فقال اﻹمام: سل. فقال النصراني: من أين ادعيتم أن أهل الجنة يطعمون ويشربون وï»» يحدثون وï»» يبولون؟ وما الدليل فيما تدعونه من شاهد؟ فقال اﻹمام: مثل الجنين في بطن أمه يطعم وï»» يحدث. فاضطرب النصراني ثم قال: هﻼ زعمت انك لست من علمائها؟ فقال اﻹمام: وï»» من جهالها. فقال لï»؛مام: أسألك عن مسألة أخرى؟ قال: سل. قال النصراني: من أين ادعيتم أن فاكهة الجنة أبدا غضة طرية موجودة غير معدومة عند جميع أهل الجنة؟ وما الدليل عليه من شاهد ï»» يجهل؟ فقال اﻹمام: دليله أن ترابنا أبدا يكون غضا طريا موجودا غير معدوم عند جميع أهل الدنيا ï»» ينقطع. فاضطرب النصراني فقال: أخبرني عن ساعة ï»» من ساعات الليل وï»» من ساعات النهار؟ فقال اﻹمام: هي الساعة التي بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. فقال النصراني: بقيت مسألة واحدة والله ï»·سألك عنها وï»» تقدر أن تجيب عليها، فقال: أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد وماتا في يوم واحد عمر أحدهما خمسون سنة وعمر اﻵخر مائة وخمسون سنة في دار الدنيا؟ فقال اﻹمام: ذلك عزير وعزيرة ولدا في يوم واحد فلما بلغا مبلغ الرجال خمسة وعشرون عاما مر عزير على حماره بأنطاكية وهي خاوية على عروشها (قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها). البقرة:259 فأماته الله مائة عام ثم بعثه على حماره، وكان عزيرة عمره مائة وخمسة وعشرون سنة، فعاشا سوية خمسة وعشرين سنة ثم قبضهما الله في يوم واحد. فهنض النصراني وقال: جئتموني بأعلم مني وأقعدتموني معكم حتى هتكني وفضحني. نعم هكذا كان اﻹمام الباقر (عليه السﻼم) يجيب عن مئات اï»·سئلة المحرجة والغريبة بكل رحابة صدر وتواضع ودون ضجر أو كسل، فإنهم (عليهم السﻼم) هكذا كانوا يبثون العلم في الناس ويرفعون مظاهر التخلف والغباء. نظرية اﻹمامة دأب اﻹمام الباقر أن يؤسس للناس نظرية اﻹمامة بشكل واصح من خﻼل محاوراته ومناظراته، ولذك لما كان بعض الناس يسألونه: أن إنسانا ينقطع إصبعه ويضع عليه دواءا فهل يمكنه الوضوء أو أنه يتيمم؟ فكان اﻹمام يترك ذلك ويقول أن هذا وأمثاله يفهم من القرآن، فمثل هذه اï»·مور ليست بالضخامة بل، القضية اï»·هم من اﻹصبع الواحد هي اï»·مة اﻹسﻼمية وجوهرها إمامة أئمة الهدى من آل محمد (صلى الله عليه وآله). والداعي الذي أدى باﻹمام الباقر إلى تكثيف الحوارات حول الخﻼفة واﻹمامة، هو أن المذاهب اï»·ربعة (المالكية، الشافعية، الحنبلية والحنفية) نشأت تقريبا في زمان اﻹمام الباقر، فأراد اﻹمام أن يوضح هوية المذهب الحق ونذكر إليك واحدة من محاوراته في اﻹمامة بشكل تام. معجزة للباقر (عليه السﻼم) قال أبو بصير: قلت يوما للباقر (عليه السﻼم): أنتم روثة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: نعم. قلت: ورسول الله (صلى الله عليه وآله) وارث اï»·نبياء جميعهم؟ قال: وارث جميع علومهم. قلت: وأنتم ورثتم جميع علوم رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: نعم. قلت: فأنتم تقدرون ان تحيوا الموتى وتبرئوا اï»·كمه واï»·برص وتخبروا الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم؟ قال: نعم نفعل ذلك بإذن الله تعالى. ثم قال: ادن مني يا أبا بصير. وكان أبو بصير مكفوفا (أعمى)، قال: فدنوت منه، فمسح بيده على وجهي فأبصرت السماء والجبال واï»·رض. فقال: أتحب أن تكون هكذا تبصر وحسابك على الله أو تكون كما كنت ولك الجنة؟ قلت: الجنة. فمسح بيده على وجهي فعدت كما كنت. عبادة اﻹمام الباقر (عليه السﻼم) العبادة بالنسبة للمعصومين تمثل حالة كمال وإشراق وليست عبارة عن تكليف يراد الخﻼص منه، بل كانوا يأنسون بالعبادة لله تعالى. حكى (أفلح) وهو خادم اﻹمام الباقر، قال: حججت مع أبي جعفر محمد الباقر (عليه السﻼم) فلما دخل المسجد ونظر البيت بكى، فقلت: بأبي أنت وأمي إن الناس ينظرون إليك فلو خفضت صوتك قليﻼ؟ قال: ويحك يا أفلح ولم ï»» أرفع صوتي بالبكاء لعل الله ينظر إلي برحمة منه فأفوز بها غدا. ثم طاف بالبيت وجاء حتى ركع خلف المقام فلما فرغ إذا موضع سجوده مبتل من دموع عينيه. فالباقر (عليه السﻼم) يعيش حالة القرب اﻹلهي والدنو الرباني واï»·نس والشوق للحق سبحانه وتعالى مثل جده النبي (صلى الله عليه وآله)، وهذ صورة واحدة من الكثير الذي ï»» يمكن أن نذكره هنا عن عبادة اﻹمام الباقر (عليه السﻼم). نعم لم تكن عبادتهم صوفية تعزلهم عن الناس وتمنعهم من الموعظة واﻹعانة واﻹيثار، بل كانوا في عمق العبادة يصلون الناس كعلي (عليه السﻼم) عندما أعطى خاتمه إلى الفقير وهو في ركوعه. حلم اﻹمام (عليه السﻼم) كان أحد الرجال يجلس عند اﻹمام الباقر (عليه السﻼم) ولكنه يبغض اﻹمام بغضا كبيرا، وكان يقول لï»؛مام الباقر: يا محمد أï»» ترى أني إنما أجيء إلى مجلسك حياءا مني منك وï»» أقول أن احدا في اï»·رض أبغض إلي منكم أهل البيت وأعلم أن طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم، ولكن أراك رجﻼ فصيحا لك أدب وحسن لفظ، فإنما اختﻼفي إليك لحسن أدبك. وكان ابو جعفر يقول له خيرا لن تخفى على الله خافية. ففي يوم من اï»·يام مرض هذا الرجل وكان من أهل الشام واشتد وجعه، عندها دعا ابنه وقال له: إذا مت فأت محمد الباقر وسله أن يصلي علي وأعلمه أني أنا الذي أمرتك بذلك. فلما كان في نصف الليل ظنوا أنه قد مات وسجوه، فلما أن أصبح الناس خرج ابنه إلى المسجد فلما صلى اﻹمام الباقر وتورك قال له: يا أبا جعفر إن فﻼن الشامي قد هلك وهو يسألك أن تصلي عليه. فجاء اﻹمام إلى داره، وأسند الرجل الشامي وأجلسه وسقاه شرابا، وقال ï»·هله: املئوا بطنه وبردوا صدره بالطعام البارد. ثم انصرف اﻹمام فلم يلبث قليﻼ حتى عوفي الشامي فأتى أبا جعفر فقال له: أشهد أنك حجة الله على خلقه وبابه الذي يؤتى منه فمن أتى غيرك خاب وخسر وضل ضﻼﻻ بعيدا. فقال له أبو جعفر: مابدا لك؟ قال لما أصابتني الغيبوبة وخرجت روحي عاينت بها وسمعت مناديا ينادي: ردوا عليه روحه فقد سألنا ذلك محمد بن علي (عليه السﻼم). ويروى أن نصرانيا ï»»قى اﻹمام الباقر في الشارع فقال له: أنت بقر؟ فقال له اﻹمام: ï»»، أنا باقر. فقال النصراني: أنت ابن الطباخة؟ قال: ذاك حرفتها. قال: أنت ابن السوداء الزنجية؟ قال: إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت غفر الله لك. فخجل النصراني من شدة حلم اﻹمام الباقر، وأخذه الحياء حتى رافقه اﻹمام وكلمه بأحسن الكﻼم فأسلم النصراني على يد اﻹمام. رحيل اﻹمام الباقر (عليه السﻼم) جاء في الفصول المهمة ï»»بن الصباغ المالكي أن الباقر مات مسموما، وكان ذلك في ملك هشام بن عبد الملك، وتشير المصادر أن هشام كان وراء سم اﻹمام (عليه السﻼم). يقول اﻹمام الصادق (عليه السﻼم): قال لي أبي ذات يوم في مرضه (على أثر السم): يا بني أدخل أناسا من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم، فأدخلت عليه أناسا منهم فقال: يا جعفر إذا أنا مت فغسلني وكفني وارفع قبري أربع أصابع ورشه بالماء، فلما خرجوا قلت له: يا أبت لو أمرتني بهذا صنعته ولم ترد أن ادخل عليك قوما تشهدهم، فقال: يا بني اردت أن ï»» تنازع وكرهت أن يقال أنه لم يوص إليه فأردت أن تكون لك الحجة. وبذلك يعلمنا اﻹمام درسا مهما حتى في أواخر حياته الشريفة، فعلينا أن نهتم بأمر الوصية ونعلنها بشكل ï»» يولد الشك في قلوب اﻵخرين، ثم إن اﻹمام الباقر أراد أن يعلم الناس بإمامة الصادق من بعده. وفعﻼ فقد قام اﻹمام الصادق بتغسيله وتكفينه على ما أوصاه ودفنه، ومضى إمامنا الباقر إلى سبيله مجاهدا محتسبا صابرا بعد حياة قضاها بنشر العلم وبث أحكام الدين وتفسير القرآن، فقد روى عنه محمد بن مسلم وهو واحد فقط (30000) حديث، فما حسبك بغيره، فسﻼم الله عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث.
كنيته: ابو جعفر.
والده: علي بن الحسين السجاد.
جده: الحسين سيد الشهداء.
أمه: فاطمة بنت اﻹمام الحسن المجتبى، قال عنها اﻹمام الصادق (عليه السﻼم): (كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن امرأة مثلها).
ألقابه: الباقر، الشاكر، الهادي. وï»»دته: ولد اﻹمام الباقر بالمدينة سنة57 للهجرة في غرة رجب.
استشهاده: توفي مسموما بالمدينة عام114 للهجرة وله من العمر57 سنة
. أوï»»ده: له سبعة أوï»»د وهم: جعفر (الصادق) وعبد الله وإبراهيم وعبيد الله وعلي وزينب وأم سلمة، ولم يعقب منهم إï»» الصادق (عليه السﻼم).
أشهر اخوته: زيد الشهيد. أزواجه: فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأم حكيم بنت أسد، واثنتان أخريات. ملوك عصره: عاصر اﻹمام الباقر (عليه السﻼم) خمسة من ملوك بني أمية وهم: الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، وتوفي في ملكه بعد أن دس إليه السم. صفته: كان اﻹمام الباقر (عليه السﻼم) ذو هيبة وجﻼل، وقد جلس عنده عكرمة فارتعش من هيبته وجﻼلته، وكان معتدل القامة، أسمرا، بدينا نوعا ما، وكان كثير الذكر، يمشي ويذكر الله تعالى، له خال على خده، جعد الشعر حسن الصوت. عاش اﻹمام الباقر مع جده الحسين نحو أربع سنين، ومع أبيه35 سنة، وبعد أبيه18 سنة وهي مدة إمامته. نقش خاتمه: (ظني بالله حسن وبالنبي المؤتمن، وبالوصي ذي المنن وبالحسين والحسن) وروي (العزة لله) أو (العزة لله جميعا). حرزه: بسم الله الرحمن الرحيم يا دان غير متوان يا أرحم الراحمين إجعل لشيعتي من النار وقاء لهم ولهم عندك رضا واغفر ذنوبهم ويسر امورهم واقض ديونهم واستر عوراتهم وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم يا من ï»» يخاف الضيم وï»» تأخذه سنة وï»» نوم إجعل لي من كل غم فرجا ومخرجا. وï»»دته ولد اﻹمام الباقر (عليه السﻼم) في شهر رجب المبارك عام57 هجرية، وتلقفه أهل البيت بالتقبيل والسرور، إذ لطالما كانوا ينتظرون وï»»دته التي بشر بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) منذ عشرات السنين. النص على إمامته كان من سنة اï»·ئمة الهداة (عليهم السﻼم) أنهم يرجعون الناس إلى اﻹمام المعصوم قبل أن يفارق اﻹمام السابق الدنيا، وكان دأبهم أن تكون الوصية واضحة وامام أعيان الناس لكيﻼ يدعي أحد الوصية. وفي اعتقادنا- الشيعة- أن لكل إمام وصية ونص من اﻹمام السابق عليه ويضاف إليها ظهور المعجزات عنه الدالة على صدق دعواه، وليس ظهور المعجزة على يد اï»·وصياء بأمر غريب بل ظهرت المعجزات من قبل على يد يوشع بن نون وصي موسى وعلى يد أصف وصي سليمان وغيرهم. وهكذا أوصى اﻹمام السجاد (عليه السﻼم) باﻹمامة ومواريث اï»·نبياء إلى ولده اﻹمام الباقر (عليه السﻼم) عندما حضرته الوفاة، حيث التفت إلى ولده وهم مجتمعون عنده مع بعض اï»·صحاب اï»·جﻼء، ثم التفت إلى محمد الباقر وقال: (يا محمد هذا الصندوق اذهب به إلى بيتك)، قال: (أما إنه لم يكن فيه دينار وï»» درهم ولكن كان مملوءا علما). فلما توفي السجاد (عليه السﻼم) جاء أخوته يدعون ما في الصندوق فقالوا للباقر: أعطنا نصيبنا من الصندوق، فقال: (والله مالكم فيه شيء ولو كان لكم فيه شيء ما دفعه إلي)، وكان في الصندوق سﻼح رسول الله وكتبه مع كتب وصحف اï»»نبياء السابقين. وروي أن اﻹمام السجاد (عليه السﻼم) قال ï»»بنه الباقر (عليه السﻼم): بني إني جعلتك خليفتي من بعدي ï»» يدعي فيما بيني وبينك أحد إï»» قلده الله يوم القيامة طوقا من نار. مناظراته لقد عرف عهد اﻹمام الباقر بكثرة المناظرات والمحاججات والحوارات المفتوحة، ï»·ن دولة بني أمية فتحت المجال للبدع والمذاهب المنحرفة واï»»تجاهات الضالة واﻵراء الفاسدة الكاسدة، فجلس اﻹمام الباقر بكل جهاد أمام هذه التيارات المنحرفة يوعظهم ويرشدهم ويصحح أفكارهم ويهديهم إلى الصراط المستقيم، ومن مناظراته التي سنذكرها ما يلي: الباقر مع عالم نصراني: جلس يوما اﻹمام الباقر إلى أحد علماء النصارى فقال لï»؛مام: هل أنت منا أم من اï»·مة المرحومة. فقال اﻹمام: بل من هذه اï»·مة المرحومة. فقال: من أيهم أنت من علمائهم أم من جهالها؟ فقال له: لست من جهالها. فاضطرب اضطرابا شديدا ذلك العالم وقال لï»؛مام: أسألك؟ فقال اﻹمام: سل. فقال النصراني: من أين ادعيتم أن أهل الجنة يطعمون ويشربون وï»» يحدثون وï»» يبولون؟ وما الدليل فيما تدعونه من شاهد؟ فقال اﻹمام: مثل الجنين في بطن أمه يطعم وï»» يحدث. فاضطرب النصراني ثم قال: هﻼ زعمت انك لست من علمائها؟ فقال اﻹمام: وï»» من جهالها. فقال لï»؛مام: أسألك عن مسألة أخرى؟ قال: سل. قال النصراني: من أين ادعيتم أن فاكهة الجنة أبدا غضة طرية موجودة غير معدومة عند جميع أهل الجنة؟ وما الدليل عليه من شاهد ï»» يجهل؟ فقال اﻹمام: دليله أن ترابنا أبدا يكون غضا طريا موجودا غير معدوم عند جميع أهل الدنيا ï»» ينقطع. فاضطرب النصراني فقال: أخبرني عن ساعة ï»» من ساعات الليل وï»» من ساعات النهار؟ فقال اﻹمام: هي الساعة التي بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. فقال النصراني: بقيت مسألة واحدة والله ï»·سألك عنها وï»» تقدر أن تجيب عليها، فقال: أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد وماتا في يوم واحد عمر أحدهما خمسون سنة وعمر اﻵخر مائة وخمسون سنة في دار الدنيا؟ فقال اﻹمام: ذلك عزير وعزيرة ولدا في يوم واحد فلما بلغا مبلغ الرجال خمسة وعشرون عاما مر عزير على حماره بأنطاكية وهي خاوية على عروشها (قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها). البقرة:259 فأماته الله مائة عام ثم بعثه على حماره، وكان عزيرة عمره مائة وخمسة وعشرون سنة، فعاشا سوية خمسة وعشرين سنة ثم قبضهما الله في يوم واحد. فهنض النصراني وقال: جئتموني بأعلم مني وأقعدتموني معكم حتى هتكني وفضحني. نعم هكذا كان اﻹمام الباقر (عليه السﻼم) يجيب عن مئات اï»·سئلة المحرجة والغريبة بكل رحابة صدر وتواضع ودون ضجر أو كسل، فإنهم (عليهم السﻼم) هكذا كانوا يبثون العلم في الناس ويرفعون مظاهر التخلف والغباء. نظرية اﻹمامة دأب اﻹمام الباقر أن يؤسس للناس نظرية اﻹمامة بشكل واصح من خﻼل محاوراته ومناظراته، ولذك لما كان بعض الناس يسألونه: أن إنسانا ينقطع إصبعه ويضع عليه دواءا فهل يمكنه الوضوء أو أنه يتيمم؟ فكان اﻹمام يترك ذلك ويقول أن هذا وأمثاله يفهم من القرآن، فمثل هذه اï»·مور ليست بالضخامة بل، القضية اï»·هم من اﻹصبع الواحد هي اï»·مة اﻹسﻼمية وجوهرها إمامة أئمة الهدى من آل محمد (صلى الله عليه وآله). والداعي الذي أدى باﻹمام الباقر إلى تكثيف الحوارات حول الخﻼفة واﻹمامة، هو أن المذاهب اï»·ربعة (المالكية، الشافعية، الحنبلية والحنفية) نشأت تقريبا في زمان اﻹمام الباقر، فأراد اﻹمام أن يوضح هوية المذهب الحق ونذكر إليك واحدة من محاوراته في اﻹمامة بشكل تام. معجزة للباقر (عليه السﻼم) قال أبو بصير: قلت يوما للباقر (عليه السﻼم): أنتم روثة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: نعم. قلت: ورسول الله (صلى الله عليه وآله) وارث اï»·نبياء جميعهم؟ قال: وارث جميع علومهم. قلت: وأنتم ورثتم جميع علوم رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: نعم. قلت: فأنتم تقدرون ان تحيوا الموتى وتبرئوا اï»·كمه واï»·برص وتخبروا الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم؟ قال: نعم نفعل ذلك بإذن الله تعالى. ثم قال: ادن مني يا أبا بصير. وكان أبو بصير مكفوفا (أعمى)، قال: فدنوت منه، فمسح بيده على وجهي فأبصرت السماء والجبال واï»·رض. فقال: أتحب أن تكون هكذا تبصر وحسابك على الله أو تكون كما كنت ولك الجنة؟ قلت: الجنة. فمسح بيده على وجهي فعدت كما كنت. عبادة اﻹمام الباقر (عليه السﻼم) العبادة بالنسبة للمعصومين تمثل حالة كمال وإشراق وليست عبارة عن تكليف يراد الخﻼص منه، بل كانوا يأنسون بالعبادة لله تعالى. حكى (أفلح) وهو خادم اﻹمام الباقر، قال: حججت مع أبي جعفر محمد الباقر (عليه السﻼم) فلما دخل المسجد ونظر البيت بكى، فقلت: بأبي أنت وأمي إن الناس ينظرون إليك فلو خفضت صوتك قليﻼ؟ قال: ويحك يا أفلح ولم ï»» أرفع صوتي بالبكاء لعل الله ينظر إلي برحمة منه فأفوز بها غدا. ثم طاف بالبيت وجاء حتى ركع خلف المقام فلما فرغ إذا موضع سجوده مبتل من دموع عينيه. فالباقر (عليه السﻼم) يعيش حالة القرب اﻹلهي والدنو الرباني واï»·نس والشوق للحق سبحانه وتعالى مثل جده النبي (صلى الله عليه وآله)، وهذ صورة واحدة من الكثير الذي ï»» يمكن أن نذكره هنا عن عبادة اﻹمام الباقر (عليه السﻼم). نعم لم تكن عبادتهم صوفية تعزلهم عن الناس وتمنعهم من الموعظة واﻹعانة واﻹيثار، بل كانوا في عمق العبادة يصلون الناس كعلي (عليه السﻼم) عندما أعطى خاتمه إلى الفقير وهو في ركوعه. حلم اﻹمام (عليه السﻼم) كان أحد الرجال يجلس عند اﻹمام الباقر (عليه السﻼم) ولكنه يبغض اﻹمام بغضا كبيرا، وكان يقول لï»؛مام الباقر: يا محمد أï»» ترى أني إنما أجيء إلى مجلسك حياءا مني منك وï»» أقول أن احدا في اï»·رض أبغض إلي منكم أهل البيت وأعلم أن طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم، ولكن أراك رجﻼ فصيحا لك أدب وحسن لفظ، فإنما اختﻼفي إليك لحسن أدبك. وكان ابو جعفر يقول له خيرا لن تخفى على الله خافية. ففي يوم من اï»·يام مرض هذا الرجل وكان من أهل الشام واشتد وجعه، عندها دعا ابنه وقال له: إذا مت فأت محمد الباقر وسله أن يصلي علي وأعلمه أني أنا الذي أمرتك بذلك. فلما كان في نصف الليل ظنوا أنه قد مات وسجوه، فلما أن أصبح الناس خرج ابنه إلى المسجد فلما صلى اﻹمام الباقر وتورك قال له: يا أبا جعفر إن فﻼن الشامي قد هلك وهو يسألك أن تصلي عليه. فجاء اﻹمام إلى داره، وأسند الرجل الشامي وأجلسه وسقاه شرابا، وقال ï»·هله: املئوا بطنه وبردوا صدره بالطعام البارد. ثم انصرف اﻹمام فلم يلبث قليﻼ حتى عوفي الشامي فأتى أبا جعفر فقال له: أشهد أنك حجة الله على خلقه وبابه الذي يؤتى منه فمن أتى غيرك خاب وخسر وضل ضﻼﻻ بعيدا. فقال له أبو جعفر: مابدا لك؟ قال لما أصابتني الغيبوبة وخرجت روحي عاينت بها وسمعت مناديا ينادي: ردوا عليه روحه فقد سألنا ذلك محمد بن علي (عليه السﻼم). ويروى أن نصرانيا ï»»قى اﻹمام الباقر في الشارع فقال له: أنت بقر؟ فقال له اﻹمام: ï»»، أنا باقر. فقال النصراني: أنت ابن الطباخة؟ قال: ذاك حرفتها. قال: أنت ابن السوداء الزنجية؟ قال: إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت غفر الله لك. فخجل النصراني من شدة حلم اﻹمام الباقر، وأخذه الحياء حتى رافقه اﻹمام وكلمه بأحسن الكﻼم فأسلم النصراني على يد اﻹمام. رحيل اﻹمام الباقر (عليه السﻼم) جاء في الفصول المهمة ï»»بن الصباغ المالكي أن الباقر مات مسموما، وكان ذلك في ملك هشام بن عبد الملك، وتشير المصادر أن هشام كان وراء سم اﻹمام (عليه السﻼم). يقول اﻹمام الصادق (عليه السﻼم): قال لي أبي ذات يوم في مرضه (على أثر السم): يا بني أدخل أناسا من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم، فأدخلت عليه أناسا منهم فقال: يا جعفر إذا أنا مت فغسلني وكفني وارفع قبري أربع أصابع ورشه بالماء، فلما خرجوا قلت له: يا أبت لو أمرتني بهذا صنعته ولم ترد أن ادخل عليك قوما تشهدهم، فقال: يا بني اردت أن ï»» تنازع وكرهت أن يقال أنه لم يوص إليه فأردت أن تكون لك الحجة. وبذلك يعلمنا اﻹمام درسا مهما حتى في أواخر حياته الشريفة، فعلينا أن نهتم بأمر الوصية ونعلنها بشكل ï»» يولد الشك في قلوب اﻵخرين، ثم إن اﻹمام الباقر أراد أن يعلم الناس بإمامة الصادق من بعده. وفعﻼ فقد قام اﻹمام الصادق بتغسيله وتكفينه على ما أوصاه ودفنه، ومضى إمامنا الباقر إلى سبيله مجاهدا محتسبا صابرا بعد حياة قضاها بنشر العلم وبث أحكام الدين وتفسير القرآن، فقد روى عنه محمد بن مسلم وهو واحد فقط (30000) حديث، فما حسبك بغيره، فسﻼم الله عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث.
تعليق