إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علي عليه السلام والجهاد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علي عليه السلام والجهاد

    علي ( عليه السلام ) والجهاد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وشفيعنا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين

    وبعد:
    الإسلام هو الدين الوحيد الذي يحافظ على الأمن والسلام , وهو الذي يحافظ على النفوس والأموال والحقوق أكثر من أي دين آخر , وأبغض شيء عند الإسلام هو إراقة دماء البشر وسلبهم نعمة الحياة بغير حق , ولكن الشرع والعقل والقانون يسمح بإراقة دم كل من يقف حجر عثرة في سبيل إسعاد أبناء البشر .
    مثلاً بلدة ليس فيها طبيب ولا دواء , وقد انتشرت فيهم الأمراض وأخذت منهم كل مأخذ , فجاء طبيب يداوي المرض ويهب لهم الدواء مجاناً وبلا عوض , ويصلح كل ما فسد ويعيد أليهم ما فقدوه من الصحة والعافية والسلامة ليعيشوا سعداء أصحاء .
    وإذا بجماعة يحولون بين الطبيب وبين تداوي الناس ويحاربونه بكل ما لديهم من قوة ليحطوا من نشاط الطبيب , وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً , وكلما صاح فيهم الطبيب وصرخ وذكر لهم الهدف الذي يبتغيه لأجلهم وهو الخير ازدادوا عناداً , وجعلوا يهددون المرضى – الذين قد تحسنت صحتهم ولمسوا العافية من نصائح الطبيب – بالوعيد , وكأن هؤلاء لا يعجبهم أن يروا السلامة والصحة تخيمان على رؤوس المرضى .
    أليس هؤلاء أشد خطراً من الأمراض الفتاكة التي تهدد البشر بالفناء ؟

    فالمريض هو المجتمع الجاهلي الفاسد , والطبيب هو الرسول , والمهرجون الذين هم المناوئون للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) , على هذا أمر الإسلام بجهاد المشركين والكفار الذين حاربوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم كان في مكة وهجموا عليه ليقتلوه وكفاه الله شرهم , واضطر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يترك مسقط رأسه ويهاجر من وطنه كي يستطيع الاستمرار في الدعوة إلى مبدئه وإذا بالأعداء يطاردونه , وتتحزب الأحزاب ضده , ويستعين بعضهم ببعض للقضاء على الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ومبدئه وعلى كل من اعتنق ذلك الدين الذي اعتبروه ديناً جديداً .

    ولا بد للرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقف أمام هؤلاء للدفاع عن نفسه ومبدئه فهو بحاجة ماسة إلى الأنصار والأعوان ليقاوم بهم أعداءه الألداء , وهم – الأنصار – أصحابه الذين أسلموا على يديه وهاجروا من مكة , وفيهم الشيوخ والكهول والشبان والمراهقون , وقد امتلأوا حباً للأسلام وتسلحوا بسلاح الإيمان الذي هو أقوى سلاح .
    ولكن غريزة حب الحياة ما فارقتهم في بدء الأمر , فمن الصعب المستصعب عليهم أن يخوضوا غمار الموت , ويستقبلوا السيوف والرماح وخاصة وأنهم الأقلون عدداً وعدة وعدوهم هو الأكثر عدداً وعدة . وقعت الحرب الأولى للمسلمين في منطقة بين المدينة ومكة يقال لها :
    " بدر " فقد خرج الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بجيشه إلى ذلك الموضع واستقبل المشركين الذين قصدوه من مكة , وفي بدر التقى العسكران وكان عدد المسلمين ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً , وعدد المشركين بين التسعمائة والألف وقد اجتمع مشركو مكة وكفارها , وفيهم أقطاب الشرك كأبي جهل وأبي سفيان , وهم يزعمون أن الغلبة لهم والنصر والظفر من نصيبهم , ولكن الله أراد شيئاً آخر , فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله .
    وكان علي ( عليه السلام ) له الحظ الأوفر والنصيب الأكثر من الشجاعة ومقاتلة الأبطال ومنازلة الشجعان , ولا أقصد من كلمتي هذه أن علياً(عليه السلام) كان سفاكاً للدماء , بل المقصود : أن إيمان علي ( عليه السلام ) بالله كان فوق كل غريزة وكل اتجاه , مع العلم أنه كان يومذاك في ريعان الشباب , والشاب أكثر تعلقاً بالحياه , من الشيخ الذي قضى وطره من حياة الدنيا , مع ذلك لم يكن علي ( عليه السلام ) يعرف للخوف معنى , ولا لجبن مفهوماً في نفسه , بل كان يستقبل الموت برحابة صدر ويهرول في الحرب جانب العدو كأنه يقصد شيئاً يحبه حتى أجمع المسلمون وغير المسلمين أن علياً أشجع العرب والعجم , ولم يشهد التاريخ له مثيلاً ونظيراً فضلاً من أن يرى أشجع منه .
    وهذه نبذة من غزوات الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) التي حضرها الإمام . وكان نصيبه من الجهد والعناء أكثر من غيره , ولم يسلم علي(عليه السلام) من سهام الأعداء وسيوفهم , بل كانت الجراحات تأخذ من مقاديم بدنه كل مأخذ , ولو لا حفظ الله وعنايته لكان علي من المقتولين في تلك الحروب .
    قال ابن أبي الحديد :
    وأما الجهاد في سبيل الله فمعلوم عند – صديقه وعدوه – أنه سيد المجاهدين وهل الجهاد لأحد من الناس إلا له ؟ وقد عرفت أن أعظم غزوة غزاها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأشدها نكاية في المشركين : بدر الكبرى التي قتل فيها سبعون من المشركين , قتل علي نصفهم , وقتل المسلمون والملائكة النصف الآخر , وإذا رجعت إلى مغازي محمد بن عمر الواقدي تاريخ
    الأشراف ليحيى بن جابر البلاذري وغيرهما علمت صحة ذلك , دع من قتله في غيرها كأحد والخندق وغيرهما . . .

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
    يتبع انشاء الله تعالى

يعمل...
X