مدرسة الامام الباقر (عليه السلام)
انهال رجال العلم من التابعين وغيرهم على مدرسة الامام الباقر (عليه السلام) مع وجود تلك الخطط التي ضربها الامويين ليصرفوا الناس عن اهل البيت (عليهم السلام) وتقدموا بالتهديد والتوعيد وحذروا من خالف ذلك واظهروا كوامن الحقد وقديم الخصومة ولا يروق لهم ان يذكرهم احد بخير وقاموا الى جانب ذلك بالمغريات الخداعة من بذل المال واسناد الوظائف لمن عرفوا منه الانحراف عن ال محمد (عليهم السلام).
ولكن تلك الخطط التي ساروا عليها لم تنجح النجاح المطلوب فاجتاز اكثر المسلمين تلك العقبات وحفظوا لأهل البيت منزلتهم وعرفوا مقامهم وما وهبهم الله من علوم هم احوج ما يكونوا اليها فتحملوا في سبيل اخذ العلم ونشر الاحكام في جميع الاقطار مصاعب وواجهوا محنا ولكنها تهون عليهم في سبيل نصرة الحق واظهار الحقيقة .
وقد نشأ الامام الباقر في عصر قوة الدولة وامتداد سلطانها وشدة نفوذها ومع ذلك فقد قام بما يجب عليه من الدعوة لله ونشر تعاليم الاسلام والقاء دروس الاخلاق والعلوم الدينية والحث على التمسك بالدين والابتعاد عن الظَلمة الذين اتخذوا مال الله دولا فازدحم العلماء على ابواب مدرسته وانتشروا في اقطار المملكة الاسلامية يحملون للناس اصدق الحديث واظهروا الحقائق التي حاول الامويون اخفاءها بأبراد التمويه والخداع .
وقد كان يؤلمهم موقف الامام الباقر وتقض مضاجعهم شهرته في الافاق ولكن ماذا يصنعون والحجاز يخلص له بالولاء والمدينة المنورة ترعى جانبه وتقدر منزلته .
ولا يستطيعون ان يحركوا جانب المدينة مرة اخرى وهي المركز الاسلامي واليها تقصد وفودهم في اخذ الاحكام فكان هو وحيد عصره في ارشاد الناس وتحذيرهم من الزيغ والضلال واليه يرجعون في معضلات المسائل فيحل لهم عقالها ويوضح لهم ما اشكل عليهم فهمه من احكام الدين فكان قوله الفصل وحكمه العدل .
وكان (عليه السلام)اذا دخل مكة انثال عليه الناس يستفتون عن اهم مسائل الحلال والحرام ويستفتحون ابواب مشاكل العلوم ويغتنمون فرصة الاجتماع به ليزودهم بتعاليمه واذا اقام بمكة عقدت له حلقة ينضم فيها طلاب العلم بل علماء الامة .
وقصده العلماء للسؤال وكشف الحقائق مثل عمر بن عبيد وطاووس اليماني والحسن البصري ونافع مولى ابن عمر وغيرهم ممن يطول ذكرهم (انظر الاحتجاج للطبرسي وكتاب الارشاد) وقد ناظر اهل الفرق وخاصمهم وبين لهم فساد ارائهم وسوء معتقداتهم وكان(عليه السلام ) يزود الوافدين بتعاليم قيمة ويدعو الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة .
وكان لانتعاش العلم في ذلك العصر اثر في اتجاه الناس الى الاخذ عن اهل البيت واتسعت مدرسة الامام الباقر فكان (عليه السلام)قد وحّد جهوده الى نشر العلم فاتجهت اليه طلاب الحقيقة لانه خير زاد واعظم مرشد .
وهو اول من اسس علم الاصول وفتح بابه وفتق مسائله ومن بعده ولده الامام الصادق (عليه السلام) وقد امليا على اصحابهما قواعده وجمعوا من ذلك مسائل دونها المتأخرون حسب ترتيب المصنفين فيه برواية مسندة اليهما من دون دخل لآرائهم فيها ولا وضع قول الى جنب قولهما .
فالامام الباقر (عليه السلام)هو واضع علم الاصول وفاتح بابه واول من صنف فيه هشام بن الحكم صنف كتاب الالفاظ ومباحثها وهو اهم مباحث علم الاصول ثم من بعده يونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين صنف كتاب اختلاف الحديث ومسأئله وهو مبحث تعارض الحديثين ومسائل التعادل والتراجيح ثم اخذت حركة التأليف في الاصول من بعدهما بالتوسعة واشتهر منهم ائمة اعلام :منهم ابو سهل النوبختي والحسن بن موسى النوبختي وهما من علماء القرن الثالث ومن بعدهما ابن الجنيد وابو منصور الصرام وابن داود والشيخ المفيد والسيد المرتضى وغيرهم عدد كثير .
اما تلامذته الذين ألفوا في عصره فعددهم كثير:
منهم - ثابت بن دينار له كتاب يرويه الشيخ الطوسي بطريق واحد وله كتاب النوادر وكتاب الزهد رواهما حميد بن زياد عن محمد بن عياش .
وابان بن تغلب وهو من المؤلفين بشتى العلوم وكان من تلامذة الامام الباقر والصادق (عليهم السلام) ذكره ابن النديم.
وحجر بن زائدة الحضرمي له كتاب في الحديث يرويه عنه النجاشي بست وسائط .
وسلام بن ابي عمرة الخراساني له كتاب رواه عنه عبد الله بن جبلة والنجاشي بأسناده الى ابن جبلة عنه وهو من الكتب الموجودة الباقية بالهيئة الاصلية .
وكليب بن معاوية بن جبلة الصيداوي الاسدي له كتاب في الحديث يرويه عنه جماعة :منهم عبد الرحمن بن ابي هاشم ويرويه النجاشي بخمس وسائط عنه.
اما التفسير المنسوب الى الامام الباقر (عليه السلام) والذي يرويه عنه زياد بن المنذر ابو الجارود فقد ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست ورواه عنه بطريقتين كما ذكره صاحب الذريعة وابن النديم في الفهرست وغيرهم .
واصحاب الامام الباقر (عليه السلام) ورواة حديثه من الشيعة :
(ابان بن تغلب - بريد العجلي - بكير بن اعين- ابو حمزة الثمالي - جابر الجعفي - محمد بن مسلم- حمران بن أعين - زرارة بن أعين -عبد الملك بن أعين ).
(الامام الصادق والمذاهب الاربعة – المجلد الاول – اسد حيدر )
انهال رجال العلم من التابعين وغيرهم على مدرسة الامام الباقر (عليه السلام) مع وجود تلك الخطط التي ضربها الامويين ليصرفوا الناس عن اهل البيت (عليهم السلام) وتقدموا بالتهديد والتوعيد وحذروا من خالف ذلك واظهروا كوامن الحقد وقديم الخصومة ولا يروق لهم ان يذكرهم احد بخير وقاموا الى جانب ذلك بالمغريات الخداعة من بذل المال واسناد الوظائف لمن عرفوا منه الانحراف عن ال محمد (عليهم السلام).
ولكن تلك الخطط التي ساروا عليها لم تنجح النجاح المطلوب فاجتاز اكثر المسلمين تلك العقبات وحفظوا لأهل البيت منزلتهم وعرفوا مقامهم وما وهبهم الله من علوم هم احوج ما يكونوا اليها فتحملوا في سبيل اخذ العلم ونشر الاحكام في جميع الاقطار مصاعب وواجهوا محنا ولكنها تهون عليهم في سبيل نصرة الحق واظهار الحقيقة .
وقد نشأ الامام الباقر في عصر قوة الدولة وامتداد سلطانها وشدة نفوذها ومع ذلك فقد قام بما يجب عليه من الدعوة لله ونشر تعاليم الاسلام والقاء دروس الاخلاق والعلوم الدينية والحث على التمسك بالدين والابتعاد عن الظَلمة الذين اتخذوا مال الله دولا فازدحم العلماء على ابواب مدرسته وانتشروا في اقطار المملكة الاسلامية يحملون للناس اصدق الحديث واظهروا الحقائق التي حاول الامويون اخفاءها بأبراد التمويه والخداع .
وقد كان يؤلمهم موقف الامام الباقر وتقض مضاجعهم شهرته في الافاق ولكن ماذا يصنعون والحجاز يخلص له بالولاء والمدينة المنورة ترعى جانبه وتقدر منزلته .
ولا يستطيعون ان يحركوا جانب المدينة مرة اخرى وهي المركز الاسلامي واليها تقصد وفودهم في اخذ الاحكام فكان هو وحيد عصره في ارشاد الناس وتحذيرهم من الزيغ والضلال واليه يرجعون في معضلات المسائل فيحل لهم عقالها ويوضح لهم ما اشكل عليهم فهمه من احكام الدين فكان قوله الفصل وحكمه العدل .
وكان (عليه السلام)اذا دخل مكة انثال عليه الناس يستفتون عن اهم مسائل الحلال والحرام ويستفتحون ابواب مشاكل العلوم ويغتنمون فرصة الاجتماع به ليزودهم بتعاليمه واذا اقام بمكة عقدت له حلقة ينضم فيها طلاب العلم بل علماء الامة .
وقصده العلماء للسؤال وكشف الحقائق مثل عمر بن عبيد وطاووس اليماني والحسن البصري ونافع مولى ابن عمر وغيرهم ممن يطول ذكرهم (انظر الاحتجاج للطبرسي وكتاب الارشاد) وقد ناظر اهل الفرق وخاصمهم وبين لهم فساد ارائهم وسوء معتقداتهم وكان(عليه السلام ) يزود الوافدين بتعاليم قيمة ويدعو الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة .
وكان لانتعاش العلم في ذلك العصر اثر في اتجاه الناس الى الاخذ عن اهل البيت واتسعت مدرسة الامام الباقر فكان (عليه السلام)قد وحّد جهوده الى نشر العلم فاتجهت اليه طلاب الحقيقة لانه خير زاد واعظم مرشد .
وهو اول من اسس علم الاصول وفتح بابه وفتق مسائله ومن بعده ولده الامام الصادق (عليه السلام) وقد امليا على اصحابهما قواعده وجمعوا من ذلك مسائل دونها المتأخرون حسب ترتيب المصنفين فيه برواية مسندة اليهما من دون دخل لآرائهم فيها ولا وضع قول الى جنب قولهما .
فالامام الباقر (عليه السلام)هو واضع علم الاصول وفاتح بابه واول من صنف فيه هشام بن الحكم صنف كتاب الالفاظ ومباحثها وهو اهم مباحث علم الاصول ثم من بعده يونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين صنف كتاب اختلاف الحديث ومسأئله وهو مبحث تعارض الحديثين ومسائل التعادل والتراجيح ثم اخذت حركة التأليف في الاصول من بعدهما بالتوسعة واشتهر منهم ائمة اعلام :منهم ابو سهل النوبختي والحسن بن موسى النوبختي وهما من علماء القرن الثالث ومن بعدهما ابن الجنيد وابو منصور الصرام وابن داود والشيخ المفيد والسيد المرتضى وغيرهم عدد كثير .
اما تلامذته الذين ألفوا في عصره فعددهم كثير:
منهم - ثابت بن دينار له كتاب يرويه الشيخ الطوسي بطريق واحد وله كتاب النوادر وكتاب الزهد رواهما حميد بن زياد عن محمد بن عياش .
وابان بن تغلب وهو من المؤلفين بشتى العلوم وكان من تلامذة الامام الباقر والصادق (عليهم السلام) ذكره ابن النديم.
وحجر بن زائدة الحضرمي له كتاب في الحديث يرويه عنه النجاشي بست وسائط .
وسلام بن ابي عمرة الخراساني له كتاب رواه عنه عبد الله بن جبلة والنجاشي بأسناده الى ابن جبلة عنه وهو من الكتب الموجودة الباقية بالهيئة الاصلية .
وكليب بن معاوية بن جبلة الصيداوي الاسدي له كتاب في الحديث يرويه عنه جماعة :منهم عبد الرحمن بن ابي هاشم ويرويه النجاشي بخمس وسائط عنه.
اما التفسير المنسوب الى الامام الباقر (عليه السلام) والذي يرويه عنه زياد بن المنذر ابو الجارود فقد ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست ورواه عنه بطريقتين كما ذكره صاحب الذريعة وابن النديم في الفهرست وغيرهم .
واصحاب الامام الباقر (عليه السلام) ورواة حديثه من الشيعة :
(ابان بن تغلب - بريد العجلي - بكير بن اعين- ابو حمزة الثمالي - جابر الجعفي - محمد بن مسلم- حمران بن أعين - زرارة بن أعين -عبد الملك بن أعين ).
(الامام الصادق والمذاهب الاربعة – المجلد الاول – اسد حيدر )
تعليق