إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الثروة في القرآن:

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الثروة في القرآن:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يدور محور البحث حول كيفية استخدام الثروة وكيفية التصرف فيها من خلال ما أشار إليه القرآن الكريم:


    من الطريف أننا نلاحظ من خلال قراءتنا للآيتين(23)و(24) من سورة المؤمنون ما نستفيد
    منه بوضوح إن رسالة موسى عليه السلام كانت من البداية لمبارزة ثلاثة أشخاص وهم فرعون
    ووزيره هامان وصاحب الثروة العظمى قارون الذي اغتر بثروته وخدمه،
    والدليل على هذا الكلام حيث قال تعالى:

    ((ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب))
    ونستفيد من هذا النص القرآني إن قارون كان من المقربين من فرعون وكان على نفس خطه
    بل كان ممثلا عن فرعون في بني إسرائيل من جهة() وكان هو الأمين العام للصندوق
    في الدولة الفرعونية والمسؤول عن الخزائن جميعها من جهة اخرى()
    وهنا تتضح شخصية قارون حيث إن فرعون من أجل إذلال بني إسرائيل وسلب أموالهم
    اختار رجلاً منافقاً من بني اسرائيل وأودعه أزمة أمورهم ليستثمر هذه الأموال المسلوبة
    منهم لخدمة سلطة الدولة الظالمة المتمثلة بفرعون وأعوانه وليجعلهم حفاة عراة
    وبهذه الطريقة سوف يكتسب ثروة ضخمة أساسها الظلم والاستبداد وسلب الأبرياء،
    والقرائن تشير إلى أن مقداراً من هذه الثروة العظيمة وهذه الكنوز بقيت حتى بعد أن
    هلك فرعون بيد خازن أو أمين الصندوق آنذاك بيد قارون ولم يُطلع موسى عليه السلام
    على مكان الأموال لينفقها على الفقراء من بني اسرائيل وعلى كل حال مهما كانت مصادر
    الثروة التي حصل عليها قارون في عصر الطاغية فرعون سواء من سلب الأبرياء أو الإغارة
    على خزائن فرعون بعد هلاكه أو كما يقول البعض إنه قد حصل عليها عن طريق
    علم الكيمياء أو التجارة أو معرفته بأصول استثمار أموال المستضعفين،
    ومهما يكن الأمر فإن قارون آمن بموسى بعد ان انتصر موسى عليه السلام على فرعون
    وبدل وجهه بسرعة فائقة وأصبح من قراء التوراة وعلماء بني إسرائيل متستراً بالإيمان
    وهو في الواقع لم تدخل في قلبه ذرة من الايمان وأخيراً لما أراد موسى أن يأخذ من قارون
    زكاة المال خُدع به الناس وعرفنا كيف كانت آنذاك عاقبته.

    موقف الاسلام من الثروة
    لا ينبغي أن نستنبط من المسائل التي ذكرناها في القصة السابقة ان الاسلام يقف من الثروة موقفا سلبياً
    وانه يخالف خط الثراء كما لا ينبغي التصور ان الاسلام يشجع على الفقر وحياة الفقر،
    بل على العكس فانه يعد الثروة عاملاً مهما نحو الآخرة وقد عبر القرآن الكريم عن المال بالخير في قوله تعالى:
    ((إن ترك خيراً..)) أي مالاًَ كما ورد عن الامام الباقر عليه السلام حيث قال في هذا الصدد:
    نعم العون الدنيا على طلب الآخرة)() بل حتى الآيات التي تذم قارون أشد الذم لأنه اغتر بالمال
    هي شاهد بليغ على هذا الموضوع وغاية ما في الأمر ان الاسلام يقبل بالثروة التي بواسطتها
    نصل الى الدار الأخرى كما قال علماء بني اسرائيل الى قارون ((وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة..)) والاسلام يقبل بالثروة التي يرى فيها الاحسان لبني البشر حيث ان الاسلام يوافق على الثروة التي يتحقق فيها القول: ((لا تنس نصيبك من الدنيا)) ويمدحها.
    وأخيراً فان الاسلام لا يطلب الثروة التي يوجد بها الفساد وانتشاره في الأرض وبذلك سوف تنسى القيم الانسانية وبالتالي ستكون النتيجة الابتلاء مسابقة جنون التكاثر أو ان ينفصل الانسان عن ذاته ويغتر ويحتقر بني جنسه ولربما يتجرأ لما هو اعظم من احتقار بني البشر فيصل به الى مواجهة الانبياء كما فعل قارون حين واجه موسى الكليم عليه وعلى نبينا آلف التحية والسلام بل ان الذي يريده الاسلام من الثروة هو ان تكون وسيلة لملء الفراغ الاقتصادي وان تكون الفائدة عامة للجميع ولتكون كذلك ضمادا لجراح المحرومين والوصول بها الى اشباع الحاجات الاجتماعية وحلا لمشاكل المستضعفين كذلك وبالتالي نستنتج العلاقة بين هذه الثروة وهذه الاهداف المقدسة ليست بعلاقة دنيوية بل هي علاقة أخرويه كما ورد في الحديث عن الامام الصادق عليه السلام: ان احد اصحابه حينما جاء اليه شاكيا امره فقال: انا لنطلي الدنيا ونحب نؤتاها، فقال الامام عليه السلام: ماذا تحب ان تصنع بها؟

    فقال الرجل: أعود بها على نفسي وعيالي واصل بها واتصدق بها واحج واعتمر،
    فقال الامام عليه السلام: ليس هذا طلب الدنيا هذا طلب الآخرة ومن هنا يتضح فساد عقيدتين
    في ضمن هذا المجال: طائفه من المسلمين أو بتعبير أدق ممن يتظاهرون بالإسلام
    لكنهم في الواقع بعيدون عن تعاليم الاسلام فيعرفون الاسلام إنه محامٍ عن المستكبرين والطائفة الاخرى من بعض المغرضين الذين يريدون ان يمسحوا وجه الاسلام الاصيل ويجعلوه معاديا للثروة وليبينوا انه يقف الى جانب واحد فقط وهم جانب الفقراء وفي الاساس فان الامة الفقيرة لا تستطيع ان تعيش وحدها مرفوعة الرأس وحره كريمة لان الفقر وسيلة للارتباط بالأجنبي والتبعية والفقر اساس الخزي في كلا الدارين الدنيا والآخرة وهو يدعوا الانسان الى الاثم والخطيئة كما ورد عن الامام الصادق عليه السلام:
    (غنى يحجزك عن الظلم خير من فقر يحملك على الاثم)() كما انه يجب على المجتمعات الاسلامية جاهدة ان تسعى الى التقدم لتكون غنية غير محتاجة ولتبلغ مرحلة الاكتفاء الذاتي وان تقف على اقدامها وان لا تضحي بالاستقلال والعزة والشرف من اجل الفقر المذل الموجب للتبعية وتعلم ان منهج الاسلام الاصيل هو هذا لاغير.

    التعديل الأخير تم بواسطة علي الخفاجي ; الساعة 04-10-2014, 06:56 PM. سبب آخر:
يعمل...
X