بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين.
من احد مصاديق نعم الله علينا الافتقار فلولا الافتقار لما لجأ معظم الناس الى الله تعالى او الى حقيقة وجود الله بداخل انفسهم على الرغم من كل المخلوقات التي خلقها الله تعالى وفي كل افلاك السماوات
( بِكَ عَرَفْتُكَ وانت دللتني عليك ودعوتني اليك ولولا انت لم ادري ما انت )
لولا الافتقار لما كان لوجودنا معنى الهي حكمتك انارت بصائر قلوبنا فلك الحمد، الهي افتقارنا في هذه الدنيا هو الذي يدلينا طريقك ومن هذه الانطلاقة يبين لنا الدين الحنيف ان الانسان وان كانت له كل ما في الارض وكل اسباب الحياة الكريمة والمعيشة الهنيئة وكل اسباب السعادة حسب ظنه الا انه سيكون مفتقد الى اهم شيء بالوجود وهو الله عز وجل وهو امر مهم للروح الانسانية فالله سبحانه وتعالى هو خالقنا وسبب في وجودنا في هذه الحياة الدنيا بل ما قبلها وبعدها وهذه حقيقة مسلم بيها ولكن علينا ان نعرف كيف الوصول اليه وكيف يمكن بيان معرفته وحقيقة وجوده؟؟؟!!!!
ان من احد مصاديق وجود الذات الالهية هي الدلالة من خلال خلقه سواء كان الملكوتي او الملائكي وهذا بحث مؤكد فكيف بنيت هذه الافلاك ورفعت هذه السموات وما الى ذلك من مكنونات في الارض والكون كله ولكن بقي كيف يستطيع المرء الوصول الى حقيقة الامر بداخله بذاته الروحانية؟؟؟؟(مِنْ أَيْنَ لِيَ الخَيْرُ يارَبِّ وَلا يُوجَدُ إلاّ مِنْ عِنْدِكَ )
انه الافتقار نعم الافتقار الى الله بالحقيقة في بادئ الامر قد لا يبدو لاول وهلة ان الفرد في وقت الافتقار يحتاج الى خالقه في باله انه يحتاج الى مال او الى لقمة العيش او الى شخص يعينه في تمشية مصلحة او معاملته في موقف ما ولكنه عندما يتجرد من هذا كله وخاصة عند المرض وعند الشعور انه لا ينفعه اي جه او اي شخص في اعانته وخروج من محنته الذي هو فيها الا قوة كبيرة خفية تعلم ما به وما يريد وما ينفعه فهنا تقدح الشرارة، شرارة المعرفة الحقة بالله تعالى وهذا ما كان فيه اختلاف الديانات وهذا هو الفرق بين المسلم المؤمن وغيره فالذين يكون على يقين ان الله كافيه وحاميه ومعينه يكون له نفس مطمئنة انه سيعينه على افتقاره الذي هو فيه وتزداد معرفته بالله تعالى اكثر واكثر، نسأل الله تعالى ان يطيل عمرنا لازدياد معرفته به وتوفيقنا لمراضيه ولكل خير.
تعليق