بسم الله الرحمن الرحيم
الهم صل على محمد وال محمد
في السنة الأخيرة من حياة النّبي صلى الله عليه وآله وسلم أدّى المسلمون مع رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم حجّة الوداع في عظمة وجلال ... أصحاب النبيِّ المشاركون في تلك الحجّة - الذين كانوا جماً غفيراً - يكادون يطيرون فرحاً لهذه السعادة الكبرى التي شرّفهم الله بها ... كانت الشمس ترسل أشعتها اللافحة المحرقة على الوديان والسهول ... اقترب وقت الظهيرة، واقترب الركب الكبير من أرض الجحفة، وظهرت من بعيد أرض "غدير خم" القاحلة الجافة المحرقة. كانت المنطقة، في الحقيقة تقع على مفترق طرق أربع حيث كان على الحجيج أن يتفرّقوا إلى الوجهة التي يقصدونها ... فجأةً إذا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصدر أمره للحجيج بالتوقُّف، فراح المسلمون ينادون الذين في مقدمة الركب أن يعودوا، وانتظروا حتى يلتحق بهم من كان في المؤخرة أيضاً ... وصعد مؤذن النّبي صلى الله عليه وآله وسلم ينادي في الناس لصلاة الظهر ... كانت الرياح لافحة محرقة، حتى اضطر بعضهم إلى أن يضع قسماً من عباءته تحت قدميه وقسماً منها فوق رأسه كي يتقي حرارة الحصى وأشعة الشمس ... انتهت صلاة الظهر. وهرع الحجيج يريدون نصب خيامهم الصغيرة التي كانوا يحملونها معهم يلوذون بها من حر الهاجرة. إلّا أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبرهم أنّ عليهم أن يستعدوا لسماع رسالة إلهية جديدة في خطبته، وكان الذين يقفون على مسافة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يستطيعون رؤيته، لذلك صنعوا له منبراً من أحداج الإبل ارتقاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال مخاطباً الناس بعد أن حمد الله وأثنى عليه:... «... فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين».
فنادى مناد: وما الثقلان، يا رسول الله؟
قال: الثقل الأكبر كتاب الله... والآخر الأصغر عترتي... فجأةً رأى الناسُ النبيَّ ينظر حوله... وما أن وقعت عينيه عَلَى علِـيٍّ حتى انحنى وأخذ بيد علِـيٍّ نحوه فرفعها حتى رُئِيَ بياض آباطهما، وعرفه القوم أجمعون، فقال: أيّها النّاس: من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: إنّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليّ مولاه،... ثمّ نظر إلى السماء ودعا اللهَ قائلاً: «اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصـر من نصـره، واخذل من خذله، وأدر الحقّ معه حيث دار...». انتهت خطبة النبيّ.... ثمّ لم يتفرّقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي... الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرّب برسالتي والولاية لعليٍّ من بعدي»(2).
الهم صل على محمد وال محمد
في السنة الأخيرة من حياة النّبي صلى الله عليه وآله وسلم أدّى المسلمون مع رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم حجّة الوداع في عظمة وجلال ... أصحاب النبيِّ المشاركون في تلك الحجّة - الذين كانوا جماً غفيراً - يكادون يطيرون فرحاً لهذه السعادة الكبرى التي شرّفهم الله بها ... كانت الشمس ترسل أشعتها اللافحة المحرقة على الوديان والسهول ... اقترب وقت الظهيرة، واقترب الركب الكبير من أرض الجحفة، وظهرت من بعيد أرض "غدير خم" القاحلة الجافة المحرقة. كانت المنطقة، في الحقيقة تقع على مفترق طرق أربع حيث كان على الحجيج أن يتفرّقوا إلى الوجهة التي يقصدونها ... فجأةً إذا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصدر أمره للحجيج بالتوقُّف، فراح المسلمون ينادون الذين في مقدمة الركب أن يعودوا، وانتظروا حتى يلتحق بهم من كان في المؤخرة أيضاً ... وصعد مؤذن النّبي صلى الله عليه وآله وسلم ينادي في الناس لصلاة الظهر ... كانت الرياح لافحة محرقة، حتى اضطر بعضهم إلى أن يضع قسماً من عباءته تحت قدميه وقسماً منها فوق رأسه كي يتقي حرارة الحصى وأشعة الشمس ... انتهت صلاة الظهر. وهرع الحجيج يريدون نصب خيامهم الصغيرة التي كانوا يحملونها معهم يلوذون بها من حر الهاجرة. إلّا أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبرهم أنّ عليهم أن يستعدوا لسماع رسالة إلهية جديدة في خطبته، وكان الذين يقفون على مسافة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يستطيعون رؤيته، لذلك صنعوا له منبراً من أحداج الإبل ارتقاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال مخاطباً الناس بعد أن حمد الله وأثنى عليه:... «... فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين».
فنادى مناد: وما الثقلان، يا رسول الله؟
قال: الثقل الأكبر كتاب الله... والآخر الأصغر عترتي... فجأةً رأى الناسُ النبيَّ ينظر حوله... وما أن وقعت عينيه عَلَى علِـيٍّ حتى انحنى وأخذ بيد علِـيٍّ نحوه فرفعها حتى رُئِيَ بياض آباطهما، وعرفه القوم أجمعون، فقال: أيّها النّاس: من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: إنّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليّ مولاه،... ثمّ نظر إلى السماء ودعا اللهَ قائلاً: «اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصـر من نصـره، واخذل من خذله، وأدر الحقّ معه حيث دار...». انتهت خطبة النبيّ.... ثمّ لم يتفرّقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي... الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرّب برسالتي والولاية لعليٍّ من بعدي»(2).