بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى اله الطيبين الطاهرين : الحكمة من فرض المهر للزوجة :
عند ما كانت المرأة في عصر الجاهلية لم تحصل على أي قيمة او مكانة في المجتمع .
فاذا اراد الرجل ان يتزوج من امرأة ترك امر صداقها الذي هو حقها المسلم المشروع الى اوليائها ، حيث كان اولياء المرأة التي تريد ان تتزوج فيقوم اوليائها بأخذ صداقها ويعتبرونه حقا مسلما لهم لا للزوجة ، ولبعض يجعلون التزوج بأمراة صداقا لامرأة اخرى ،مثلا ان يزوج احدا اخته لشخص بشرط ان يتزوج ذلك الشخص اخته له ، حيث كان هذا هو شأنهم وهذا هو صداق الزوجتين وعندما جاء الاسلام قد ابطل جميع هذه التقاليد الظالمة المجحفة بحق المراة وعتبر ان الصداق هو حقا مشروعا مسلما خاصا بالمرأة ، واوصى بذلك في كتاب الله العزيز مرارا وعلى رعاية هذا الحق المشروع للمرأة .
على انه ليس حد معين للصداق في الاسلام ،فهو امر تابع لحق الزوجين واتفاقهم ، وقد وردة روايات كثيرة تؤكد على التخفيف من ارتفاع سقوف المهور ، ولاكن هذا ليس امر الزامي ولا حكم مشرع به ، بل هو امر استحبابي لتسهيل عملية الزواج عن بعض الشرائح الضعيفة ماديا ، كالطلبة والكسبة ذات الدخل المحدود الذين لايستطيعون الوقوف امام المهور المرتفعة ، على الرغم من رغبتهم في الزواج ذكورا كانوا ام نساء حيث ان بعض اولياء امورهن يطلبون المهور الخياليه ويتصورونا جزء من مستوى طبقات المجتمع أي من باب الكبراء والتعجب . وكل هذا يدخلهم الى باب المحرمات وبنفس الوقت يجنون على بناتهم بهذه الاساليب الضالمة لهم وكثير ما نرى من بنات بعض الطبقات في المجتمع عوانس لايقربها احد بسنها ،ونجد اغلب هذه العوائل بعيده كل البعد عن معنى الدين وما يهدف اليه لتحسين واقع المجتمع ونشر المحبه والتواضع والايثار . وهنا السؤال المطروح ، حيث ان الزوج والزوجة المستفادان من الزواج بشكل متساوي وتقوم الرابطة الزوجية على اساس مصالح الطرفين فلماذا الرجل يدفع مبلغا وهذا واجب عليه سواء كان المبلغ كثير اوقليل الى زوجته بعنوان المهر او الصداق ؟ ثم ان ذلك لاينطوي على اسائة شخصية المرأة ؟ الا ان هذا الامر يجعل صيغة كصيغة البيع والشراء على مشروع صيغة وسنة الزواج ؟ وهذه الامور تدفع البعض ان يعارضوا بشدة مبدا المهر وارتفاع سقوفه ومساله الصداق ، وكذا يقوى اتجاه المعارضة لدى المتغربين خاصة وما يجدون من عدم الاخذ بهذا المبدا في الزوجات الغربية .
والذي يقال في الاروقة المختلفة وهو الحق ان حذف الصداق والمهر من مشروع الزواج هو ليس من شانية رفع الشخصية للمرأة وانما تعرض الى الخطر الذي ذكر قبل قليل ، وهذا صحيح الرجل والمراة يستفيدان من مشروع الزواج واقامة حياتهم الزوجية على المساواة ،ولاكن لاانكار ان الاكثر تضرر عند افتراق الزوجين هي المرأة ، لان الرجل يختلف عنها بحكم قابلياته الجسدية الخاصة يمتلك سلطانا ونفوذ وفرص اكثر في المجتمع ومن خلال ذلك يمكنه ان يعيد ويعوض ما فاته في فرصة زواجه السابق ويعيد كيانه ووضعه العام من جديد ، واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين .
تعليق