
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال :
لا يكمل المؤمن إيمانه حتّى يحتوي على مائة وثلاث خصال : فعل وعمل ونيّة وباطن وظاهر.
فقال أمير المؤمنين علي عليه السلام :
يا رسول الله ما يكون المائة وثلاث خصال ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
يا عليّ من صفات المؤمن أن يكون
جوّال الفكر ، جوهريّ الذكر ،
كثيراً علمه ، عظيماً حلمه ،
جميل المنازعة ، كريم المراجعة ،
أوسع الناس صدراً ، وأذلّهم نفساً ، ضحكه تبسماً ، واجتماعه تعلّماً ،
مذكّر الغافل ، معلّم الجاهل ،
لا يؤذي من يؤذيه ، ولا يخوض فيما لا يعنيه ، ولا يشمت بمصيبة ولا يذكر أحداً بغيبة ،
بريّاً من المحرّمات ، واقفاً عند الشبهات ،
كثير العطاء ، قليل الأذى ،
عوناً للغريب ، وأباً لليتيم ،
بشره في وجهه ، وخوفه (حزنه) في قلبه ، مستبشراً بفقره ،
أحلى من الشهد ، وأصلد من الصلد ،
لا يشكف سرّاً ، ولا يهتك ستراً ،
لطيف الجهات ،
حلو المشاهدة ، كثير العبادة ،
حسن الوقار ، ليّن الجانب ،
طويل الصمت ، حليماً إذا جهل عليه ، صبوراً على من أساء إليه ،
يجل الكبير ، ويرحم الصغير ،
أميناً على الأمانات ، بعيداً من الخيانات ،
إلفه التّقى ، وخلقه الحياء ،
كثير الحذر ، قليل الزلل ،
حركاته أدب ، وكلامه عجب ،
مقيل العثرة ، ولا يتّبع العورة ،
وقوراً ، صبوراً ، رضيّاً ، شكوراً ،
قليل الكلام ، صدوق اللسان ،
برّاً مصوناً ، حليماً ، رفيقاً ، عفيفاً ، شريفاً.
لا لعّان ولا نمّام ،
ولا كذّاب ولا مغتاب ، ولا سبّاب ،
ولا حسود ، ولا بخيل ،
هشّاشا بشّاشاً ، لا حسّاس ولا جسّاس.

يطلب من الأمور أعلاها ، ومن الأخلاق أسناها ،
مشمولاً لحفظ الله ، مؤيّداً بتوفيق الله ،
ذا قوّة في لين ، وعزمه في يقين ،
لا يحيف على من يبغض ، ولا يأثم فيمن يحب ،
صبور في الشدائد ، لا يجور ولا يعتدي ، ولا يأتي بما يشتهي.
الفقر شعاره ، والصبر دثاره ،
قليل المؤونة ، كثير المعونة ،
كثير الصيام ، طويل القيام ، قليل المنام ،
قلبه تقي ، وعلمه زكي ،
إذا قدر عفا ، وإذا وعد وفى ،
يصوم رغباً ويصلي رهباً ،
ويحسن في عمله كأنّه ينظر (ناظره) إليه ،
غضّ المطوف (الطرف) ، سخي الكفّ ،
لا يردّ سائلاً ولا يبخل بنائل ،
متواصلاً إلى الاخوان ، مترادفاً للإحسان ،
يزن كلامه ، ويخرس لسانه ،
لا يغرق في بغضه ، ولا يهلك في محبّته (حبه) ،
لا يقبل الباطل من صديقه ، ولا يردّ الحقّ من عدوّه ،
لا يتعلّم إلاّ ليعلم ، ولا يعلم إلاّ ليعمل.
قليلاً حقده ،
كثيراً شكره ،
يطلب النهار معيشته ، ويبكي الليل على خطيئته ،
إن سلك مع أهل الدنيا كان أكيسهم ، وإن سلك مع أهل الآخرة كان أورعهم ،
لا يرضى في كسبه بشبهة ، ولا يعمل في دينه برخصة ،
لطيف ( يعطف ) على أخيه بزلته ، ويرعى ما مضى من قديم صحبته .

المصدر : كتاب التمحيص للأسكافي
أحد أصحاب سفراء الإمام المهدي عليه السلام
تعليق