بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
من الأمور التي كان يقوم بها عمر في الإسلام هو الإفتاء بغير علم وهو من موجبات النار ولكن هل كان يعلم ذلك عمر أم لا ؟ وهل كان يعلم بجهله وأنه لايفقه شيئاً أم لا ؟ لو نراجع الصحاح والمسانيد لرأينا العجب من (( الخليفة )) !!
ففي صحيح مسلم :
- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى - يَعْنِى ابْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ - عَنْ شُعْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَكَمُ عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاً أَتَى عُمَرَ فَقَالَ إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدْ مَاءً . فَقَالَ لاَ تُصَلِّ . فَقَالَ عَمَّارٌ أَمَا تَذْكُرُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ أَنَا وَأَنْتَ فِي سَرِيَّةٍ فَأَجْنَبْنَا فَلَمْ نَجِدْ مَاءً فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ[1] فِي التُّرَابِ وَصَلَّيْتُ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَضْرِبَ بِيَدَيْكَ الأَرْضَ ثُمَّ تَنْفُخَ ثُمَّ تَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَكَ وَكَفَّيْكَ ». فَقَالَ عُمَرُ اتَّقِ اللَّهَ يَا عَمَّارُ.
قَالَ إِنْ شِئْتَ لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ . قَالَ الْحَكَمُ وَحَدَّثَنِيهِ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ مِثْلَ حَدِيثِ ذَرٍّ قَالَ وَحَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ ذَرٍّ فِي هَذَا الإِسْنَادِ الَّذِي ذَكَرَ الْحَكَمُ فَقَالَ عُمَرُ نُوَلِّيكَ مَا تَوَلَّيْتَ[2].
فنعرف من هذا الحديث أن عمر لا يفقه أبسط أمور الشريعة الإسلامية ولا يعرف التيمم ومع ذلك أفتى الرجل بعد الصلاة !!
والأعظم من ذلك أنه في بعض الأمور كان يعرف الحكم الشرعي ولكنه يخالفه وينهى عنه مع علمه بثبوته في الشريعة الإسلامية .
ففي سنن النسائي :
أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال أنبأنا أبي قال أنبأنا أبو حمزة عن مطرف عن سلمة بن كهيل عن طاوس عن ابن عباس قال سمعت عمر يقولوالله إني لأنهاكم عن المتعة وإنها لفي كتاب الله ولقد فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني العمرة في الحج . تحقيق الألباني : صحيح الإسناد[3].
لو ندقق الحديث لرأينا أن عمر يأكد على ثبوت حكم المتعة بالشريعة بالجملة الاسمية " إنها لفي كتاب الله " ولام التوكيد " لفي كتاب الله " ولام القسم " لقد " وحرف التحقيق " لقد " فكل هذه المؤكدات ومع ذلك نهى عنها فهذا الإفتاء ليس فقط بغير علم بل مع العلم بمخالفة الشريعة (( بل بغير إيمان بالله ورسوله )) .
ولو نعرف ما هي عاقبة من يفتي بغير علم ومن يفتري ويكذب على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ، ففي مسند أحمد :
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّقُوا الْحَدِيثَ عَنِّي إِلَّا مَا عَلِمْتُمْ فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ وَمَنْ كَذَبَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارَ[4] .
ولكن لو قال قائل كان عمر لا يفتي عن عدم علم بل إجتهد وأخطأ أو نسي وغير ذلك .
نقول : بأن إقرار العقلاء على أنفسهم حجة أو جائز وعمر بنفسه اعترف بعدم تفقهه بالدين - وليس بغريب عمَّن أنهى حياته بالصفق بالأسواق – ففي كتاب الزهد لابن حنبل :
حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن غيلان ، حدثنا سفيان ، عن ابن جدعان قال : سمع عمر رجلا يقول : « اللهم اجعلني من الأقلين » فقال : « يا عبد الله وما الأقلون ؟ » قال : « سمعت الله يقول : ( وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ )[5] ، ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )[6] » وذكر آيات أخر ، فقال عمر : « كلُّ أحدٍ أفقهُ مِنَ عُمرَ »[7] .
فالنتيجة : مادام عمر قد أفتى بغير علمٍ وكذَّب على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فعاقبته النار وبئس المهاد .
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين وصلّى الله على خير خلقه أجمعين وعلى آله الطيبين الطاهرين
[1] . تمعكت : تقلبت في التراب .
[2] . صحيح مسلم ، ج 1 ، ص 193 .
[3] . صحيح وضعيف سنن النسائي ، محمد ناصر الدين الألباني ، ص 308 .
[4] . مسند أحمد ، ج 6 ، ص 353 .
[5] . سورة هود : آية 40 .
[6] . سورة سبأ : آية 13 .
[7] . الزهد ، أحمد بن حنبل ، ص 120 .
تعليق