تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أهم مشكلات الشباب أسبابها وعلاجها .. الحلقة الثانية ( الخجل )
سنتناول في هذه الحلقة ان شاء الله أول واهم مشاكل الشباب وهي ( الخجل ) .
والخجل كما يعرفونه هو : الانطواء والانكفاء على الذات والعزلة الاجتماعية ، وهو مقترن بالخوف منمواجهة الناس . وقد يتوهم البعض أن الحياء هو نفس الخجل وهذا توهم واشتباه ، فإن الخجل مذموم والحياء محمود . وموضوع الخجل تناوله الكثير من علماء النفس وعلماء الأخلاق وعلماء الأديان وكتبوا فيه الكثير ولكن ما يعنينا في بحثنا هنا هو كيف نعرف الشاب الخجول ومعرفة أسباب الخجل وكيف نعالجها ، وكيف نجعل الشاب يتغلب عليها .
وهنا يبرز سؤال مهم وهو كيف لنا ان نعرف الشاب الخجول ويجيبنا على هذا السؤال الدكتور أحمد علي عطوان بالقول :
(( نستطيع تعرف الشاب الخجول بملاحظة سلوكه حيث انه غالبا ما :- - يتجنب الاتصال بالأشخاص الاخرين واقامة علاقات تتصف بالألفة والمودة .
- - يكون جباناً ، ويخاف بسهولة وتقل ثقته بنفسه .
- - يكون ذا شخصية متحفظة ويتردد في إلزام نفسه باي شيء .
- - يكون صامتاً ويتحدث بصوت خافت ويتجنب التقاء العيون في المواقف الاجتماعية إضافة إلى انعدام زمام المبادرة لديه . ))
وأما اسباب الخجل فهي بحسب الدكتور علي السيد خليفة في كتابه الخجل أسبابه وعلاجه فهي ترجع إلى احد سببين وهما :
1 – العامل الجسمي : وفي هذه الحالة يكون الإنسان مصاباً بعاهة أو يعاني من سمنة مفرطة او هزال شديد ، وبالتالي يكون عرضة لمركب النقص الذي يؤدي إلى عدم الثقة بالنفس .2 – العامل النفسي : وفي هذه الحالة تلعب ظروف التربية والنشأة دوراً هاماً وخطيراً ، فتخضع نفس الإنسان لنزعات متعارضة ومتصارعة ، وتجعله في حالة اضطراب جياش يموه عليه الحقائق ويجعله قليل الانتباه ، وهذا يدفعه إلى الانطواء والخجل .
ويتفق الدكتور احمد علي عطوان مع هذه الأسباب ولكنه يضيف إليها ايضاً أمور منها : عدم الشعور بالأمن الناتج عن ممارسات التنشئة الاجتماعية الخاطئة التي كان الوالدان يتبعانها مع الشاب في أثناء طفولته والتي تتضمن عدة أنماط من التربية كالحماية الزائدة ، والإهمال والنبذ والسخرية والنقد اللاذع وعدم الثبات بالمعاملة ، وكذلك يضيف إليها محاكاة الشاب للوالدين الخجولين ، وكذلك مفهوم الذات السلبي لدى الشاب والذي يسمي نفسه خجولاً لإحساسه بالنقص .
واما الحلول لهذه المشكلة فهي تكمن في اتباع التالي :
1 – تعليم الشاب المهارات الاجتماعية ومكافأته عليها ( التدريب التدعيمي ) والذي يتضمن إعطاء مجموعة من المهارات مثل المبادرة بالتحية والابتسام وهز الرأس والاتصال بالأعين كما تتضمن مهارات الاتصال اسلوب ( النمذجة ) وذلك بتقديم نموذج والطلب من الشاب تقليده .2 – تقليل الحساسية التدريجي وذلك بتعليم الشاب الاسترخاء الذي هو مضاد مباشر للقلق .
3 – تشجيع الجرأة وتأكيد الذات ( وهذا سنتطرق له في حلقة أخرى ان شاء الله ) .
وايضاً تشجيع الشاب على حضور صلاة الجماعة وحضور المناسبات التي يكون فيها حضور مجتمعي لا باس به ، وذلك من أجل ان يتفاعل أكثر مع المجتمع وتذوب لديه صفة الخجل .
ويبقى القول كما ذكرنا في البداية أنه يجب علينا ان نميز بين الخجل وبين الحياء ، فالخجل مذموم ، والحياء ممدوح وهو من الأخلاق الحميدة .
دعائنا أن يوفق شبابنا لكل خير ، وان يبعد الله عنهم كل سوء .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين .
المصادر
---------------
مشكلات وبرامج ارشادية ، للدكتور احمد علي عطوان
الخجل اسابه وعلاجه ، للدكتور علي السيد خليفة
تعليق