اصبرْ.. فجعلناك من الصابرين..!
حيدر عاشورالعبيدي
لا يفتأُ يردد ويهيب : واصلوا السير دوما وارفعوا مراسيكم وأبحروا إلى الغرض العظيم باتجاه السماء ..إنهم معنا على ذات الأرض التي نسير جميعا في مناكبها ..اتخذوا طريقهم إلى السماء صاعدين شهداء أتقياء...يدركون الغرض العظيم الذي خلقوا ليبلغوه..فعندما نعرف ونتيقن بعين اليقين ، يتسنى لنا أن نحدد ،ونختار ..عدلا بغير ميل ،وحرية بغير إساءة وفضيلة بغيرة نزوة...فلهم الولاء الضاري(أئمة أهل البيت)،جميعهم من نور واحد،إنهم أئمتي وسادتي وأوصياء وصي رسول رب العالمين.
هكذا كان يطلق عنان كلماته بصوت شجي مملوء بالحزن والألم والوجع والجزع، في كل مجلس يجلسه ومع كل شخص يشاطره مكانه.. أصبح إذاعة متنقلة لحب الأئمة الأطهار يروي كراماتهم ..ولم يكف عن سرد استشرافه برؤية الملقب (ذي الثفنات والسجاد) وزين العابدين،وسيد الساجدين...وهو ينشد مآثره،وهي التي تدفعه،وتحفزه لضرورة بقائه، ليندمج ويتفاعل مع من حوله ومع من يحب .
بقيت كلمات الإمام(عليه السلام) تمثل له صور الكمال الإلهي : (اصبرْ فجعلناك من الصابرين) كانت بمثابة مسؤولية مقاومته للمرض الذي عجز الأطباء عن شفائه وهو يعاني إطفاء إحدى عينيه نتيجة ضربة في دماغه فأصبح يعيش بنصف جسد وهو يتعذب ويتألم،ويجد صعوبة في التنقل من اجل العيش الكريم فكان ليله ونهاره متشابهين وهو يختلي بجسده ليسقي روحه بكلمات الله ويصفي نفسه من شهواتها والأخذ بروح الدين والتمسك بالمعصومين (عليهم السلام) سبيلا للنجاة...كان المسجد ممتلئا بالمؤمنين فكان انتقاله من عالم المرض إلى عالم الشفاء،علاقة إيمانية تهب عليه في صورة الإمام(عليه السلام) تحمله مسؤولية إدامتها ومقاومتها وتوضيحها.. كأنها وحدة إسلامية تحمل لواء الأئمة وتأثيراتهم على المحبين والعاشقين لأهل بيت النبوة صلوات الله عليهم .
فكان مدرسة سجادية يتحدث فيها عن شخصية ومكانة الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) عند الله عزوجل وعن ظهوره بعد واقعة عاشوراء يعد معجزة لحقانية أهل البيت (عليهم السلام )...فهو الإمام الذي نطق له الحجر الأسود بلسان عربي مبين بأذن الله سبحانه وتعالى شاهدا بإمامته (عليه السلام)...ومعجزة(الصحيفة السجادية) فريدة في تكوينها وهي تحتوي على جميع الحقائق والمعارف الإلهية، لو أراد شخص أن يتكلم معه الله (عزوجل) فعليه أن يقرأ القرآن الكريم ولو أراد أن يتكلم مع الله فعليه أن يقرأ (الصحيفة السجادية)..اثبت بقوة إيمانه، بعقيدة أهل البيت وعشقه الأزلي للإمام زين العابدين (عليه السلام) ملاذا لشفاء المرضى من المؤمنين وبابا سجادية على الأرض....
تعليق