بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
إن مجرد زواج إمراة من نبي لا يعطيها عصمة وقدسية زائدة ، وهذا معروف لكل مطلع على القرآن ، فقد جعل الله زوجات بعض الأنبياء مثلاً للذين كفروا ، بسبب عدم إيمانهن بالله ، ومخالفتهن لأوامره ، قال تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )[1]. اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
ومن نساء النبي اللائي ذمها القرآن الكريم هي عائشة ، ولعائشة مواقف كثيرة آذت بها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم .
ومنها ( عدم الحياء والعياذ بالله ) فما رواه مسلم في صحيحه :
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُضْطَجِعاً فِي بَيْتِي كَاشِفاً عَنْ فَخِذَيْهِ أَوْ سَاقَيْهِ فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَسَوَّى ثِيَابَهُ - قَالَ مُحَمَّدٌ وَلاَ أَقُولُ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ - فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ[2] لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقَالَ « أَلاَ أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ »[3].
ولكن هل كذّبتْ عائشة على رسول الله أم بنو أمية لعلمهم ببغض عائشة للرسول الكريم جعلوها جسراً لذم الرسول على حساب عثمان فالمهم عند بني أمية هو منقبة أو فضيلة لعثمان حتى لو سلبوا الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلم الحياء وهو الذي وردت الروايات تلو الروايات من الفريقين في مدحه وبيان حياءه ، فلا ريب أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل خلق الله ، كان مستكملا لمكارم الأخلاق. وكيف لا يكون كذلك وهو القائل كما عن التهذيب بإسناده عن إسحاق بن جعفر عن أخيه موسى عن آبائه عن علي عليه السلام) قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وقال : أدبني ربي فأحسن تأديبي، وقال أبو سعيد الخدري في مكارم الأخلاق كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أشد حياء من العذراء في خدرها .
وقد سئل الحافظ السخاوي عن المواطن التي استحيت فيها الملائكة من عثمان فقال: لم أقف عليها في حديث يعتمد[4] .
وهذا شيء يسير ممّا تحتويه كتب الحديث والسير من أمثال هذه الموضوعات التي تجلّ الصحابة وتطعن برسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ونسأل الله أن يوفقنا لبيان تلك المطاعن لإظهار الحقائق .
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ...
[1] . سورة التحريم : آية 10 .
[2] . تهتش : تغير من الجلسة .
[3] . صحيح مسلم ، مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري ، ج 4 ، ص ، 1866 .
[4] . معالم الفتن ، سعيد أيوب ، ج 1 ، ص 24 ، نقلاً عن التراتيب الإدارية .
تعليق