إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفة قصيرة..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفة قصيرة..




    وقفة حول تصور الضلال في النبي الأعظم صلى الله عليه وآله..

    حينما نصل إلى الآية الكريمة في سورة الضحى ((ووجدك ضالاً فهدى))

    نسأل أنفسنا: هل كان النبي ضالاً وقد بعثه الله لإنقاذ البشرية من الضلال؟؟

    وكيف يضل النبي وقد خلقه الله من نوره وسبح له قبل الملائكة؟؟
    ...........................................
    في البدء يجب الإيمان بأن النبي صلى الله عليه وآله هو كخلق الله في فقرهم إلى الخالق؛
    بشرٌ مركبٌ فيه نفخة من السماء وقبضة من صفوة الأرض، لكنه تميز بالقداسة والسموِّ في الذات والرقي في المواهب،
    ففي آيات السورة المباركة نقرأ تسليته تعالى لنبيه - بعد قولهم له إن الله ودعك وقلاك - كيف كان يتيماً فآواه وعائلاً فأغناه،
    ولكن عندما نقرأ
    ((ووجدك ضالاً فهدى)) قد نخطئ في فهم الضلال في النبي ولكننا نتراجع عندما نقرأ في سورة النجم:
    ((..ماضلَّ صاحبكم وما غوى))؟؟

    كيف نخطئ في فهم الضلال في النبي، والضلال ينتهي بظلام القلب والرؤى والأفكار ونحن نقرأ:
    ((يأيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً الى الله بإذنه وسراجاً منيراً)) الأحزاب/ 45-46

    يصفه تعالى بالسراج المنير الذي يكشف الظلام، وفي إحداها نقرأ: (( وجعلنا سراجاً وهاجاً))
    فهو ليس فقط ينير الطريق بل يتوهج في ضمير الانسان ويدخل في عمقه حتى أنه يتفاعل مع الفطرة الإنسانية السليمة،
    ذلك هو الإشراق الذي يعكس النور الإلهي.


    نعم ورد في التفاسير على سبيل الإجمال: وجدك ضالاً أي: عما أنت عليه الآن من النبوة والشريعة،
    كنت غافلاً عنهما فهداك إليهما، لم تكن تعلم بأحكام الدين والشريعة، كنت فاقداً للفيض الإلهي قبل وصولك مقام النبوة،
    وجدك ضالاً أي: خامل الذكر، منحرفاً ضالاً في شعاب مكة أو ضالاً في طريق رحلته إلى الشام، وقيل غير ذلك،
    وهناك تفاسير ضعيفة لاتليق في مقامه الرفيع.


    وحينما نتأمل في قراءة حياته صلى الله عليه وآله نراها قد مرت بأدوار عجيبة وحالات استثنائية فريدة
    (اليتم، القهر، الفقر، مقاطعة قومه له، الهجرة) حتى قال(ماأوذي نبي بمثل ماأوذيت)
    وبعد رحيله عن الدنيا أوذي أضعاف ماأوذي في حياته من أذى قومه لبضعته الزهراء عليها السلام
    وجحودهم لوصيه وخليفته من بعده إلى سم ريحانته الحسن عليه السلام
    ومن ثم ذبح ريحانته الحسين عليه السلام في ملحمة ليس لها نظير في تاريخ الأنبياء.


    نستنتج من ذلك أن حاجة النبي وفقره إلى الله أمر طبيعي، ومنها حاجته إلى تخطيط مسيرته في الحياة
    وتحديد موقفه في عالم الرسالات، إنه صاحب مواهب وفطرة سليمة يشعر أنه بحاجة إلى من يضع له الخطة
    التي تنسجم مع مواهبه ومشاعره تجاه ربه وتجاه أخيه الإنسان،
    كما يحتاج إلى العصمة للتسديد في أداء رسالته وحصانته من الناس والعصمة فيض إلهي،
    وكان صلوات الله عليه ينتظر الهداية لتحديد دوره ليباشر بمسؤولياته،
    فجاءت الخطة عن طريق الوحي وكان موضوعها
    (الإسلام).

    الإسلام(لا الفكرة والنظرية والأطروحة) إنه الدين والمنهج، إنه الخطة التي تحمل لمسات السماء و نفحات الغيب،
    لم يكن نظرية تستبدل مع الزمن بما ينسجم مع المصالح الشخصية وردة الفعل،
    بل كان القانون الإلهي الذي يتوازى مع الحق دون تقاطع،
    وهنا لايمكن أن نتصور أن النبي الذي كان يعبد الله على دين آبائه كان ضالاً عن دائرة التوحيد،
    والحق أنه ماكان ليخرج منها وهو سليل من خطها وابن من بنى دعائمها.


    فلابد هنا أن نفهم أن الضلال في الآية ليس ذاك، إنما هو الضلال في معرفة الدور واكتشاف الغيب الذي يمنحه القيمة،
    وكان النبي بأمس الحاجة إلى من يحدد له دوره في الحياة، إنه مقتضى التربية الإلهية لمن يجتبى للرسالة
    ويكون الناطق عن السماء بصدق، تماماً كما ينتظر الناشئ من يأخذ بيده للسير في دروب الحياة ويضع له الخطة للمستقبل،
    وهنا كان النبي الأعظم بعين الله مذ اشتقه من نوره الى أن ولد في شعاب مكة تحيط به رمال الصحراء..



  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام ابي القاسم محمد ، وعلى آله الطيبين الطاهرين . شكرا جزيلا للاخ المشرف والمبدع المتألق (علي الخفاجي )
    سماحة المشرف : قولكم ((
    فلابد هنا أن نفهم أن الضلال في الآية ليس ذاك، إنما هو الضلال في معرفة الدور واكتشاف الغيب الذي يمنحه القيمة، )) ليس هو المقصود والمراد من معنى الضلال ، لانه وحسب فحوى كلامك سيدنا ان الله تبارك وتعالى يصف وينعت النبي الاكرم بالضال قبل نبوته ، وعلى اعتبار ان النبي صل الله عليه وآله قبل النبوة لم يكن يعرف دوره ولم يكتشف الغيب حسب تعبيركم ، الذي سوف يمنحه الله تعالى ، وهذا الكلام غير صحيح
    وانما المراد من القضية كاملتا هي
    ان الله تبارك وتعالى يوجه خطابه الى النبي الاكرم محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في سورة الضحى ، فيقول له
    ((الم يجدك يتيما فآوى ، ووجدك ضالا فهدى ))

    )
    فقوله وباختصارالم يجدك يتيما فآوى ، الكلام موجه الى النبي صلى الله عليه وآله ، فكأن الله تعالى يقول له
    يارسول الله الم تكن يتيما ، واليتيم لفظة لم تكن تطلق فقط لمن هو فاقد لابويه فحسب بل كانت تطلق للشئ الذي ليس له شبيه او مثيل فيقال له هذا شئ يتيم
    والنبي الاكرم كان يتيما من جميع الجوانب ، ولم تكن مخصوصة لليتم من الابوين ، الله عزوجل يعطي لكافل اليتيم منزلة تقارب الانبياء ، فكيف يذكر النبي بانك يتيم
    ثم قال له تبارك وتعالى ((

    وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى )
    ) قال المفسرين ، ان النبي صلى الله عليه وآله عندما تلقى الامر الالهي بنشر الدعوة الاسلامية ، قريش بعثت مندوبا منها ليرى ماهو فحوى دعوته صلى الله عليه وآله وسلم ، فعندما عاد المندوب الى قومه سألوه ، ما ورائك ، قال ان هذا النبي ، يدعو الى اله واحد ، وكانت قريش تدعوا الى عبادة عدة الهة ، فاستغربوا من قول المندوب ، وقالوا واعجبا ايدير هذا الكون اله واحد ، فنعتوه بالضال حاشاك يارسول الله ، فقالوا انه لضال ، فكأن الباري يقول له وجدك ضالا في نظر قريش ونظر الناس ، فهدى اي هدى افئدة الناس اليك .


    اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وصلى الله على محمد وآل محمد

    تعليق


    • #3


      السلام على الأخ صادق القول
      سددك الله في القول والفعل
      لاننكر ماورد من تفاسير كثيرة في المراد من الضلال في الخطاب الموجه للنبي صلى الله عليه وآله
      في سورة الضحى حتى ما تفضلتم بإيراده في ردكم المهذب الذي يفصح عن سعة اطلاعكم وحرصكم
      عما ورد من تفاسير في شخصية النبي العظيم.

      ونحدد إجابتنا لكم بنقاط:
      1- إن معرفة الدور الرسالي والنزوع إلى اكتشاف الغيب الذي يمنحه القيمة المنسجمة مع مؤهلاته ومواهبه؛
      أمرٌ كان له في غاية الإنتظار، فالتصدي للرسالة؛ أعظم مهمة يقوم بها البشر، والرسالة دين ذات منهج قويم
      يتناسب مع كل عصر ويتضمن دستوراً يتجاوب مع كل حالة، وهذا الدستور والمنهج الحادثان كان فاقداً لهما قبل الوحي،
      وكان محتاجاً لمعرفتهما قبل البعثة وبعدها، أما ماكان من أمر الضلال قبل البعثة فما ذكرته - في بحثي -
      لا ينافي ما ورد في معظم التفاسير من قول قريب، وأما بعدها فكان صلى الله عليه وآله بأمس الحاجة إلى التسديد
      كالعصمة من الناس للقيام بمهام الرسالة والتبليغ، كما لاينافي الترقب والانتظار- الذي كان عليه – قبل البعثة إقراره بالوحدانية لله جل وعلا.

      2- ماأوردته - أخي الصادق - من قول المفسرين(..إن قريشاً بعثت مندوباً منها ليرى ماهو فحوى دعوته صلى الله عليه وآله..الخ)
      تعد وجهاً من وجوه التفاسير المتعددة المبنية على قناعة المفسر في الإعتماد على الخبر أو القرائن وفي إيراده
      وعدم إيراده في التفسير، والإختلاف في التفسير أمر طبيعي عند المفسرين).

      3- لكن دعنا – أخي صادق القول – وكل أصدقائنا في القول والعمل أن ننظر في بعض التفاسير
      التي لم توقر شخصية النبي الأعظم وتنصفه، فهذا تفسير المراغي يقول:
      (أجمع الرواة على أن سبب نزول هذه السورة حدوث فترة في نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وأنه حزن لذلك حزناً شديداً حتى غدا مراراً إلى الجبال ليتردى من شواهقها، وأنه ماكان يمنعه إلا تمثل الملك له وإخباره إياه أنه رسول الله حقا)
      أليس ذلك وصفاً لمحاولته الإنتحار؟؟

      ثم عندما وصل إلى الآية(ووجدك ضالاً فهدى) قال(..وكان يفكر في دين اليهودية...ثم يفكر في دين عيسى).

      لك مني أخلص الدعوات، ومثلك لا يكل اللسان عن الدعوة له بالتوفيق
      فأنت أهل للإنصاف بصدق.
      وصدق من قال في الصديق:
      سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
      صديقٌ صدوقٌ صادق القول منصفا

      تعليق

      يعمل...
      X