إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علي(عليه السلام) والقرآن الكريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علي(عليه السلام) والقرآن الكريم

    علي ( عليه السلام ) والقرآن الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين

    وبعد:

    هناك حديث نبوي شريف اتفق عليه الشيعة والسنة , أنه قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    " إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض "
    نجد – في الحديث – الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقرن العترة بالقرآن والقرآن بالعترة , ويخبر عنهما أنهما لن يفترقا ولن يختلفا في المبدأ وفي أي شيء , فالقرآن يوافق العترة , والعترة تمشي تحت ظل القرآن , فلا اختلاف ولا تنافي بين القرآن والعترة , بل هما متلازمان ومتفقان .
    وبناء على هذا هل يمكن أن يسكت القرآن عن عديله وقرينه ؟ فيخلو عن إسم العترة والإشارة إليهم ؟؟ كلا ثم كلا , فالقرآن فيه تبيان كل شيء وحاشاه أن يسكت عن الإشادة والتنويه عن أشرف أسرة على وجه الأرض وهم أسرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الطيبة وعترته الطاهرة , وعلى رأسهم سيد العترة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) , الذي ضرب الرقم القياسي في كل شيء , وهو والقرآن يسيران في طريق واحد , ويدعوان إلى مبدأ وهدف واحد , فعلي ( عليه السلام ) يعرف القرآن وفنونه وعلومه وأحكامه وفضائله ومزاياه , والقرآن يجلب الإنتباه إلى شخصية علي ( عليه السلام ) ومكارمه ومحاسنه وخصائصه , وينوّه عن مواقفه وتضحياته في سبيل الهدف الذي أنزل من أجله القرآن .
    أوليس القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ؟
    أوليس القرآن يهدي للتي هي أقوم ؟ أوليس القرآن فيه موعظة وشفاء وهدى ورحمة للمؤمنين ؟
    أوليس القرآن هو الحق ويدعو إلى الحق ؟
    فهذا علي ( عليه السلام ) عديل القرآن ويسير مع القرآن جنباً بجنب , يدعو ويهدي ويبين ويعظ ويفرق بين الحق والباطل .
    إذن , فلا مانع أن يحتوي القرآن ( وهو كلام الله المجيد ) شيئاً من تقدير الله تعالى لمواقف علي ( عليه السلام ) والإشادة بفضله وإن يكن التنويه صريحاً فقد تكون الكناية أبلغ من التصريح وأوقع في النفس للتحري عن الحقيقة المقصودة .
    ولم يكتف القرآن بالإشارة إلى فضائل علي , فحسب , بل نجد كمية هائلة وافرة من الآيات البينات التي شملت أهل البيت ( عليهم السلام ) أولا ثم بقية المسلمين ثانياً , فقد روى ابن عباس عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال ما أنزل الله آية فيها : ( ياأيها الذين آمنوا ) إلا وعلي رأسها وأميرها .
    وروى ابن حجر في الصواعق : عن ابن عباس لما نزلت هذه الآية : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية )
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : هم أنت ياعلي وشيعتك , تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين .
    إلى غير ذلك من عشرات الآيات المأولة بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) المذكورة في الصحاح ورواها المحدثون في صحاحهم .
    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين



  • #2
    بسمه تعالى وبه نستعين

    أحسنتم أخي علاء حسن على هذا الموضوع القيم جعله في ميزان اعمالكم.


    إن الله تعالى بين أن القرآن الكريم لا يمكن بأي وجه من الوجوه أن يتطرق إليه التزييف العلمي أو العملي(1).

    حيث يقول في هذاالمجال: (... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (2).

    فمع مضي الأيام وظهور التحولات العميقة في مباني الحكمة النظرية والعملية لم ينفذ الخلل إلى أركان أسسه العلمية والعملية أبدا. وإلا لتعرض إليه البطلان، مع أن الله تعالى نزهه عن أن يسري إليه البطلان والجزاف والفساد وأمثال ذلك، إذن فكتاب كهذا يكون مظهرا لإسم (هو الباقي) قطعاً، وإذا كان الناس الكمل أمثال أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) يعدلون كتاب كهذا فهم يكونون مظهرا للبقاء الإلهي أيضاً.

    فالسر في هذا المظهر هو عصمتهم عن الخطأ والسهو والنسيان ونزاهتهم عن المعصية ومن هذا الطريق تثبت عصمة تلك الذوات النورانية في العلم والعمل. وهكذا فلا يمكن لاحد غير الأشخاص والمجتمعات الطاهرة من أوساخ المعصية وأرواث الطغيان وفرث الاعتداء أن يعرف أهل البيت ويدرك مقامهم الرفيع ويفوز بالاستفادة من فيوضاتهم، ويشرب ويرتوي من كوثرهم.

    وذلك لأن هذه الذوات النورانية هي عدل القرآن الكريم الذي يقول الله تعالى بشانه: (إنّه لَقرانٌ كريمٌ * في كتابٍ مكنونٍ * لا يَمَسُّه إلّا المُطَهَّرون) (3). أي: أنه لابد من طهارة ظاهر البدن عن طريق الوضوء أو الغسل أو التيمم عند مس ظاهر القرآن الكريم، وأما بالنسبة إلى مس باطن القرآن المجيد الذي هو عبارة عن المعارف والحكم الإلهية فلا بد من طهارة باطن الإنسان (القلب) عن طريق تزكية النفس وتهذيبها والقرب من الله.

    وأما إذا حصل التفكيك بين القرآن والعترة في المطلب الذي ذكرناه فلازمه حصول الإفتراق بينهما، وهذا الإفتراق غير ممكن وباطل بنص حديث الثقلين المقبول بل المتواتر.

    إذن فالخلاصة:

    أولاً: إن العترة هم معصومون كالقرآن.

    وثانياً: إن الحصول على ولايتهم من دون طهارة القلب والروح غير ممكن.

    وثالثاً: إن شريعة أهل البيت (عليه السّلام) مخفية في كنه ولايتهم كما أن ظاهر القرآن الكريم محجوب في كنه الكتاب المكنون.

    رابعاً: إن لولاية أهل البيت مراتب طولية وبعض تلك المراتب تعد باطن للمراتب الأخرى نظير القرآن الذي له بطون طولية.



    المصادر:

    1- مقتبس من سلسلة أبحاث القرآن والعترة، آية الله جوادي آملي، مغ†سسة الاسراء للعلوم الوحيانية.

    2- فصلت : 41 / 42.

    3- الواقعة: 77/ 78/79.
    قل للمغيب تحت أطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي و ندائيا
    صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
    ************
    السلام عليكِ يا أم أبيها

    تعليق


    • #3
      بسمه تعالى وبه نستعين

      أحسنتم أخي علاء حسن على هذا الموضوع القيم جعله في ميزان اعمالكم.


      إن الله تعالى بين أن القرآن الكريم لا يمكن بأي وجه من الوجوه أن يتطرق إليه التزييف العلمي أو العملي(1).

      حيث يقول في هذاالمجال: (... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (2).

      فمع مضي الأيام وظهور التحولات العميقة في مباني الحكمة النظرية والعملية لم ينفذ الخلل إلى أركان أسسه العلمية والعملية أبدا. وإلا لتعرض إليه البطلان، مع أن الله تعالى نزهه عن أن يسري إليه البطلان والجزاف والفساد وأمثال ذلك، إذن فكتاب كهذا يكون مظهرا لإسم (هو الباقي) قطعاً، وإذا كان الناس الكمل أمثال أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) يعدلون كتاب كهذا فهم يكونون مظهرا للبقاء الإلهي أيضاً.

      فالسر في هذا المظهر هو عصمتهم عن الخطأ والسهو والنسيان ونزاهتهم عن المعصية ومن هذا الطريق تثبت عصمة تلك الذوات النورانية في العلم والعمل. وهكذا فلا يمكن لاحد غير الأشخاص والمجتمعات الطاهرة من أوساخ المعصية وأرواث الطغيان وفرث الاعتداء أن يعرف أهل البيت ويدرك مقامهم الرفيع ويفوز بالاستفادة من فيوضاتهم، ويشرب ويرتوي من كوثرهم.

      وذلك لأن هذه الذوات النورانية هي عدل القرآن الكريم الذي يقول الله تعالى بشانه: (إنّه لَقرانٌ كريمٌ * في كتابٍ مكنونٍ * لا يَمَسُّه إلّا المُطَهَّرون) (3). أي: أنه لابد من طهارة ظاهر البدن عن طريق الوضوء أو الغسل أو التيمم عند مس ظاهر القرآن الكريم، وأما بالنسبة إلى مس باطن القرآن المجيد الذي هو عبارة عن المعارف والحكم الإلهية فلا بد من طهارة باطن الإنسان (القلب) عن طريق تزكية النفس وتهذيبها والقرب من الله.

      وأما إذا حصل التفكيك بين القرآن والعترة في المطلب الذي ذكرناه فلازمه حصول الإفتراق بينهما، وهذا الإفتراق غير ممكن وباطل بنص حديث الثقلين المقبول بل المتواتر.

      إذن فالخلاصة:

      أولاً: إن العترة هم معصومون كالقرآن.

      وثانياً: إن الحصول على ولايتهم من دون طهارة القلب والروح غير ممكن.

      وثالثاً: إن شريعة أهل البيت (عليه السّلام) مخفية في كنه ولايتهم كما أن ظاهر القرآن الكريم محجوب في كنه الكتاب المكنون.

      رابعاً: إن لولاية أهل البيت مراتب طولية وبعض تلك المراتب تعد باطن للمراتب الأخرى نظير القرآن الذي له بطون طولية.



      المصادر:

      1- مقتبس من سلسلة أبحاث القرآن والعترة، آية الله جوادي آملي، مۆسسة الاسراء للعلوم الوحيانية.

      2- فصلت : 41 / 42.

      3- الواقعة: 77/ 78/79.
      قل للمغيب تحت أطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي و ندائيا
      صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
      ************
      السلام عليكِ يا أم أبيها

      تعليق


      • #4
        شكر وتقدير

        الأخ الفاضل سيد علاء العوادي اشكر مروركم القيم والمبارك وتفضلكم بالإطلاع على المشاركة وتعليقاتكم الثرية البالغة على الموضوع وفقكم الله تعالى

        تعليق

        يعمل...
        X