لكل شيء موسم يرتبط به وبزمان معين ، فكما للزرع موسم بحسب اختلاف الثمر ونوعه وهل هو في الصيف أو في الشتاء .. وكما أن لبعض العبادات موسم مثل صيام شهر رمضان أو الحج ، وكما أن للدراسة موسم تبدأ بوقت محدد وتنتهي بوقت آخر .. فكذلك للشهادة موسم .. وربما لا يمكن حصرها بموسم إذا كانت من أجل الدفاع عن العرض وعن النفس وعن ثغور المسلمين .. وربما تنحصر بموسم ..
كما يحصل الآن بعد أن صدرت فتوى الجهاد الكفائي من المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني ( حفظه الله ) ، وهذا هو الذي دفع الشاب حسين - الطالب الحوزوي الذي يدرس العلوم الدينية – أن يستأذن من اساتذته ومن أدراة المدرسة الدينية التي يدرس فيها لغرض التطوع في صفوف المجاهدين من الحشد الشعبي .. ولكي يشترك في الجهاد وليحقق حلمه في ان ينال الشهادة والتي هي حلم طالما راوده . فقد قرر حسين التوقف عن الدراسة لفترة معينة وأن يشارك في الجهاد لأنه موسم ينتظره كل مؤمن .. فحزم حقيبته ووضع فيها أهم ما يحتاج اليه الفرد من أدوات بسيطة وملابس قليلة .. وحمل بيده كتابين هما ( القرآن الكريم و الصحيفة السجادية ) فقد كان حسين قاريء جيد للقرآن وممن يقرأه باستمرار ، وكذلك كان كثير الدعاء في صلواته وفي أكثر خلواته ..
وصل حسين إلى معسكر التدريب وبعد أن تدرب لفترة لا باس بها جاء أمر توجههم إلى ساحات العز والشرف .. وكان برفقته عمه الذي يكبره بسنوات قليلة . وكان المكان الذي تم اختيارهم له هو مكان على مشارف مدينة سامراء . وما إن وصلوا قريبا من مدينة سامراء وشاهدوا القباب الذهبية حتى ترقرقت عيون حسين وبدأت تنهمر الدموع منهما ، وصاح بأعلى صوته لن يصلوا إلى مقدساتنا وفينا عرق ينبض .. لن يصلوا ولن يدنسوا مقدساتنا ..
واستمرت السيارة بمسيرها وبدأت تقترب من مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري ( عليهما السلام ) . وبعد أن وصلوا نزلوا لأداء الزيارة وصلاة ركعتين . وبعد ان اكملوا مراسيم الزيارة والصلاة وقف حسين قبالة المرقدين الشريفين وعاهد مولاه صاحب الزمان ( عجل الله فرجه ) أن لا يعود إلا وقد تطهر العراق من كل الدواعش أو ينال الشهادة ..
وبعد أسبوع من القتال والخروج بطلعات قتالية لتطهير بعض القرى من هؤلاء الأوباش ( الدواعش ) حصل تعرض على المكان الذي يتواجد فيه حسين ورفاقه وبعض تشكيلات الجيش ، وكان الهجوم عنيفا وكبيراً ، فكان قتالاً عنيفاً حيث هجم العدو بأعداد كثيرة .. وحصل قتال قوي وعنيف وكان نتيجة هذا التعرض هو استشهاد مجموعة من المجاهدين كان من ضمنهم حسين ، وصمد رفاقهم وأندحر العدو وولى خائبا . أما حسين فقد نال ما كان يريده ويتمناه وما عاهد عليه مولاه صاحب الزمان ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وهو الشهادة ..
فهنيئاً لحسين الشهادة وحفظ الله عراقنا ومقدساتنا وحفظ الله مراجعنا العظام ..
تعليق