اللهم صل على محمد وعلى آله أجمعين
آليتُ أن أجفو المنامَ بمرقدي
ليذيبَ في صدري العظامَ توجّدي
آليتُ أن أقضي الحياة َ مسهدّاً
وأقظ ّ أجفانَ الكرى بتسهدي
ما زلتُ أسبحُ في الدجى متيقظاً
لتنالني شتى الهموم ِ بمقصدي
وأخالني فوق القتاد مصفّداً
والشوكُ في جسمي يروحُ ويغتدي
والبدرُ منكدرُ الشُعاع ِ وضوءُهُ
رنقٌ كقلبِ العاشق ِ المتوقد
أصبحتُ ميْتاً مذ طُعنتُ وصحبتي
قد شاهدوا جسدي قضى لم يُلحدِ
في أضلعي لهبٌ أذابَ جوانحي
بالحزن ِ، قد ذهب اللظى بتجلّدي
وأتيتُ أنظر في الوجوهِ مصعّداً
طرفي إلى قلبٍ غرير ٍ أسودِ
متجنياً متهتكّاً متمرداً
عند الخساسة لم يفكرْ في غد
أن كنتَ تبكي للغرام فإنني
أبكي خليلاً للوفا لم يوجدِ
فكأنّما لي أربُعٌ ضيعتها
خلفَ الخرائطِ في المكان ِ الأبعدِ
فتهمّ ُ أن تدنو إليّ بومضِها
لأراهُ فيها وقْدَ نور ٍ سرمدي
يا أيّها الألقُ المجسّد للورى
بشراً به كلّ العوالم تقتدي
فلقد تلاقى في هواكَ على المدى
ضحكُ المحبّ ودمعةِ المتوجّد
أن تملكَ الأموال تعرضُ زاهداً
وتصدّ صدّ القانع ِ المتعبدِ
وتمدّ كفّكَ في العطا متلطفاً
كتلطفِ الأزهار ِ للفجر ِ الندي
يا مالئاً قلبَ المحبّ بشاشة ً
ومسعّراً قلبَ الطغام ِ الحسّد
إصعد ونَلْ تلكَ النجوم تسامياً
فَسِواكَ من حسدٍ هوى لم يصعدِ
والشهبُ تخطف من سناكَ بريقَها
في الليل ما بين الثرى والفرقدِ
يا ابن الذي عمّ الأنامَ بفضله
كالخير لاحَ لسُغَبٍ في فدفدِ
إني عشقتُكَ والهوى في جانحي
كالجمر ما بين الحشا لم يبْردِ
وسكنتَ ما بين الشغافِ ولم تزل
فيضاً سقى جدبَ الحياةِ بموردِ
خذلوك في سوح ِ الجهادِ نكاية ً
وتجرّأ الباغي الطليق ليعتدي
وخيانة ً قد جاءها النفر الألى
قد أضرموا فِتناً بها لم تخمدِ
في النفس منها زفرة ٌ لهّابة ٌ
توري الزهورَ بروضةٍ بتنهدٍ
كم زارع ٍ والاكلون عُداتُهُ
والزرعُ صوّح في الربى لم يُحصدِ
والدين أنتم من أقمتم صرحَه
يسمو على رغم البلا بتجدد
فإذا صمتَّ فأنت أروعُ ناطق ٍ
وإذا نطقتَ فأنت أعظمُ منشدِ
وإذا عبدتَ فأنت أعظم عابدٍ
أسبلتَ آماقَ الورى بتهجد
طوبى لأحجار ِ البقيع ِ تناثرتْ
من حوْل ِ قَبرِكَ في الفناءِ الأسعدِ
يا من له قلبي هفا بتوجّع ٍ
عهدي ببابكَ مشروعٌ لم يوصدِ
قد نابني رزءُ الزمان ِ بفادح ٍ
وغدوتُ ألتفع البلا يا سيّدي
وطفقتُ أشكو للإلهِ بليتي
إذ حزّني حزّ الصفيح ِ بمبردِ
ظمآنُ للطير ِ الطروبِ لضحكةٍ
لتأوّدِ الغصن ِ الرطيبِ الأملدِ
لمنائر ٍ يغزو القلوبَ بريقُها
لمراقدِ الصيدِ الهداة الهُجّد
للفسح للشاطي النديّ لزورق ٍ
ينساب في نقل الحسان ِ الخُرّد
لمواقد الشاي اللذيذ لجلسةٍ
تحت الأرائِكِ قرب ضوء الموقد
ليشدّني وادي الغريّ كعهده
شدّ الوليد تعلّقاً بالأكبدِ
وأشدّ كفي بالضريح تشبثّاً
في ذلة المسترحم ِ المستنجدِ
فإذا تولّى القلبَ خوفٌ في الورى
متوجّلاً كالهراب المتشرّد
سأراكَ في وسطِ الشغافِ مُطمئناً
قلبي فلم أيأسْولم أتنكدِ
للشاعر أبراهيم الباوي
تعليق