
تندب الارض انسانها | وتبكي السموات كيوانها؟ | |
وتهتز شجواً قلوب الانام | وقد شدد الخطب احزانها | |
اتنسى الحسين واصحابه | فسل كربلاء واشجانها؟ | |
وتلك الديار واطلالها | تنوح وتندب سلوانها | |
لورد حياض الردى قد سرى | وخاض مع الغلب ميدانها | |
تعاظم خطب يفت القلوب | واغضى وقرح اجفإنها | |
فمن خط بالسيف لوح الحياة | وضحى وشيد بنيانها؟ | |
يصول كاسد الشرى في الوغى | بعزم يزلزل ثهلانها | |
كرائم هاشم هل تستباح | كان لم يكن احد صانها | |
واقفر ربع الهداة الاباة | وناغت امية شيطأنها | |
فيا تربة قد سقتها الدماء | وراحت تؤجج نيرانها | |
وفتية فهر غدت بالعراء | وقطعت البيض ابدانها |
فخلت بان السما اطبقت | على الارض تقصف سكانها | |
فإي صريع هوى كالشهاب | ولاقى المنية جذلانها؟ | |
قضى ظمأً فوق حر الصعيد | وقد هزّ بالسيف اركانها | |
وكم هتكت في الوغى نسوة | حواسر تندب اشجانها | |
تساق الاسارى بعجف النياق | الى الشام تقصد سلطأنها | |
وارؤسهم للقنا مرتع | وقد كلل الغار تيجانها | |
وزينب طورا تنادي اخي | وطورا تجدد احزانها | |
سلام على المهج الضاميات | تزف الى الله ايمانها | |
فيا جسدا مثخنا بالجراح | به اخرس الرعب فرسانها | |
ويا ثاويا في عراص الطفوف | كسته البسيطة اكفإنها | |
لاجل العقيدة كان النهوض | دعوت واوضحت برهانها | |
فللت العساكر للمارقين | بسيفك فإقتص اقرانها | |
بكر عليها لظى يصطلي | بعزم فلم تخشى سلطانها | |
ولولا حسامك لم تستقم | لنا شرعة اثبتت شانها | |
ولولاك مانهضت امة | الى الحق اعليت فرقانها | |
الى ان قضيت بلا عاضد | صريعا توسد تربانها | |
تدفق جودك مثل الغمام | وتجزي بلطفك احسانها | |
وتاهت بوصفك ألبابنا | وخطبك ادهش اذهانها |