اصالة الفرد ام اصالة المجتمع في النظرية الماركسية:

[العراقي2]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لابد ان تبحث الاخلاق الماركسية من الناحية العامة حيث يطرح موضوع أصالة الفرد ام أصالة المجتمع فقد يكون هناك شخص لا يعترف بان التكامل هو المعيار الوحيد للفعل الاخلاقي ويوجد تكامل للفرد وتكامل للمجتمع كلا على حده لكن في بعض الاحيان يقع تزاحم بين هذين التكاملين اي يحدث تعارض بين حقوق الفرد وتكامل المجتمع وقد لا يقول الباحث باي حق للفرد اي بمعنى انه لا اصاله له والاصال للمجتمع فحسب بل قد يقول: الباحث ان الفرد امراعتباري والمجتمع هو الشيء الحقيقي كما قال بذلك دور كيم، وهذا الموقف يشبه موقف القرآن الكريم بالنسبة الى الله تعالى فالفرد لا حق له في مقبالة سبحانه:(إن الامر كله لله) فكل شيء هو لله وهذا الفرد نفسه لله واذا كان له له شيء فهو بتمليك من الله وهذا يعني ان للافرد حقوقا وملكية فيما بينهم واما اذا قيسوا الى الله تعالى فليس لهم اي شيء.
يقال ان ابا فراس الحمداني الشاعر العربي المبدع الذي عاش في القرن الهجري وعاصر الفارابي وكان منتميا الى بلاط ملوك آل حمدان وكان هؤلاء الملوك يحبون العلم والادب ويرعون العلماء والادباء ومع ان حكومتهم لم تكن واسعة النفوذ لكنها كانتكانت راقية المستوى ولهذا عندما اكمل الفارابي دراسته في بغداد غادرها الى الموصل ورآها افضل من دار الخلافة وبقي فيها الى ان مات وصلى عليه سيف الدولة الحمداني نفسه وعلى حال فقد كان هؤلاء الملوك يقدرون العلم والادب ولهذا كثر الشعراء في بلاطهم وقيل انه في احد الايام كان سيف الدولة جالسا مع الادباء والشعراء فالتفة اليهم قائلا: لقد نظمت بيتا من الشعر ولا اظن ان احدا قادر على اكماله سوى ابي فراس الحمداني والبيت هو كالتالي:

لــــــــــــك جــــــــسمــــــــي تعـــــلــــــــــــــه فـــــدمــــــي لا تـــــــــطــــــلــــــه


فانشد ابو فراس قائلا:

قـــــــال ان كــــــــــنــــــت مــــــالكـــــــا فـــــــــلـــــــــــــــي الامـــــــــــر كلــــــــــــــــه

وهذه اشارة الى الآيه الكريمة: (ان الامر كله لله) ومثل هذا يقال اليوم بالنسبة الى المجتمع فهناك نظريات في علم الاجتماع تقول ان الفرد في مقابل المجتمع لا اصالة له ولا اختيار ولا حرية ولا اية حقوق، بل للافراد فيما بينهم حقوق وتكاليف واما في مقابل المجتمع فليست لهم اية حقوق.