تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى اله الطيبين الطاهرين : الزواج المتعدد : لقد جوز الاسلام الزواج لأكثر من زوجة واحده ضمن شروط حددة في الكتاب المجيد بضمن هذه الاية المباركة لقوله تعالى : ( وان خفتم ان لاتقصطوا في اليتامى فنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم ان لاتعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ذلك ادنى ان لاتعولوا )إن الاستفادة من هذه الاية المباركة العدد الاعلى المحدد للزواج الدائم هو اربعة نساء ويجب ان تتحقق العدالة بينهن . وتبيانه : الخطاب في الاية المباركة يقول انكم اذا خفتم أن لاتقسطوافي الايتام منهن ولا تطلب انفسكم النكاح منهن والزواج بهن فادعوهن واطلبوا النكاح من غيرهن ما طاب لكم مثنى وثلاث ورباع .
وان هذا الخطاب المتوجه الينا في الكتاب العزيز وبين فيه اذا تمكن الفرد فله الحق ان يتزوج اثنان أوثلاثه أواربعة بشرط العدالة والتمكن من ما يليق بهن بحسب الاستطاعة بصورة او بشكل متساوي وبعدم تحقق ذلك في اكثر من الواحدة فواحدة .والقرينة على ذلك قوله تعالى (فان خفتم ألا تعدلو فواحدة او ما ملكت ايمانكم ) وكذلك آية المحصنات .
ان الدافع من ذلك هو المراد بالأية النكاح لآثنان بعقد واحد او الثلاثة مثلا ، او المراد نكاح الاثنان معا ثم الاثنتان معا وهكذا ،فان الضرورة في الاسلام قاضية بعدم الجمع ازيد من الاربعة للنسوة او اشتراك ازيد من رجل واحد في زوجة واحدة . وكذا الشروط حيث قال تعالى : ( فان خفتم الا تعدلوا فواحدة ) حيث ان الزواج لأكثر من زوجة ان امكن مراعاة العدالة التامة بين الجميع في الواجبات والحقوق سال ابن أبي العوجاء هشام ابن الحكم فقال له : أليس الله حكيما ؟ فقال بلى ، وهو احكم الحاكمين ، فقال اخبرني عن قوله عزوجل : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) فان هذا ليس فرض ؟ قال : بلى ،
قال : اخبرني عن قوله عزوجل : ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل )فاي حكيم يتكلم بهذا ؟ فلا يكن عنده جواب ، فرحل الى مدينة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى أبي عبد الله عليه السلام فقال :يا هشام بغير وقت حج ولاعمرة ؟ قال جعلت فداك لامر يهمني إن ابن ابي العوجاء سألني في مسألة لم يكن عند نا فيها شيء قال : اخبره بما جرى بقصته ، فقال له ابو عبد الله عليه السلام : اما قوله عزوجل : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة ) المقصود بذلك النفقة وأما قوله : ( ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ) المقصود منها المودة فقال : فلما قدم عليه هشام بهذا الجواب واخبره به ، فقال له : والله هذا الجواب ليس منك . وكذا فان الحكمة من تعدد الزوجات هي حكمة الاسلام وقوانينه وتشريعاته دائما تحيط حول الحاجات الانسانية لجميع افراد المجتمع ، وكذا تقام على اساس المراعاة للضرورات الحيوية في هذه الدنيا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين .
تعليق