إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النهاية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النهاية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين


    يأتي يوم تذهب به كل هذه التفاهات والترهات كل هذه المشاكل والاوجاع والآلام ، ليس هو ذاك اليوم الذي نموت فيه انه اليوم الذي تطوى السماء به كورقة اعتيادية فقال في محكم كتابه العزيز: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ)
    فاذا لاحظنا الدقة في تصوير الاية لتلك الواقعة العظيمة من خلال جملة واحدة لعرفنا الدقة القرانية والبلاغة الناصعة التي تمتاز بها الايات القرانية ، وهذه اللحظة والساعة تحصل بها اهوال مشيبة ويحسن بنا ان ندرج الموعظة النورية لامير الكلام:

    يامن يسلم إلى الدود ويهدى إليه ، اعتبر بما تسمع وترى ، وقل لعينيك تجفو لذة الكرى ، وتفيض من الدموع بعد الدموع تترى ، بيتك القبر بيت الأهوال والبلى ، وغايتك الموت يا قليل الحياء ، اسمع يا ذا الغفلة والتصريف ، من ذي الوعظ والتعريف ، جعل يوم الحشر يوم العرض والسؤال ، والحباء والنكال ، يوم تقلب إليه أعمال الأنام ، وتحصى فيه جميع الآثام ، يوم تذوب من النفوس أحداق عيونها ، وتضع الحوامل ما في بطونها ، ويفرق بين كل نفس وحبيبها ، ويحار في تلك الأهوال عقل لبيبها ، إذ تنكرت الأرض بعد حسن عمارتها ، وتبدلت بالخلق بعد أنيق زهرتها ، أخرجت من معادن الغيب أثقالها ، ونفضت إلى الله أحمالها ، يوم لا ينفع الجد إذ عاينوا الهول الشديد فاستكانوا ، وعرف المجرمون بسيماهم فاستبانوا ، فانشقت القبور بعد طول انطباقها ، واستسلمت النفوس إلى الله بأسبابها ، كشف عن الآخرة غطاؤها ، وظهر للخلق أنباؤها ، فدكت الأرض دكا دكا ، ومدت لأمر يراد بها مدا مدا ، واشتد المثارون إلى الله شدا شدا ، وتزاحفت الخلائق إلى المحشر زحفا زحفا ، ورد المجرمون على الأعقاب ردا ردا ، وجد الامر - ويحك يا إنسان - جدا جدا ، وقربوا للحساب فردا فردا ، وجاء ربك والملك صفا صفا ، يسألهم عما عملوا حرفا حرفا ، فجئ بهم عراة الأبدان ، خشعا أبصارهم ، أمامهم الحساب ، ومن ورائهم جهنم ، يسمعون زفيرها ، ويرون سعيرها ، فلم يجدوا ناصرا ولا وليا يجيرهم من الذل ، فهم يعدون سراعا إلى مواقف الحشر ، يساقون سوقا ، فالسماوات مطويات بيمينه كطي السجل للكتب ، والعباد على الصراط وجلت قلوبهم ، يظنون أنهم لا يسلمون ، ولا يؤذن لهم فيتكلمون ، ولا يقبل منهم فيعتذرون ، قد ختم على أفواههم ، واستنطقت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون . يا لها من ساعة ما أشجى مواقعها من القلوب حين ميز بين الفريقين ! فريق في الجنة وفريق في السعير ، من مثل هذا فليهرب الهاربون ، إذا كانت الدار الآخرة لها يعمل العاملون[1]



    [1] ـ الامالي: الشيخ الطوسي، ص654

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    بارك الله فيكم وسلمت الانامل على الموضوع القيم والمتالق
    نتمنى لكم الموفقية ودوام التواصل




    من مواقف القيامة المهولة الحساب.


    يقول الله تعالى في محكم آياته وقرآنه: ï´؟اقْتَرَبَ لِلْنّاسِ حِسابُهُم وهُم فِي غَفْلَة مُعْرِضُونï´¾(الأنبياء:1).

    تصف الآية الكريمة يوم القيامة بأنَّه يوم الحساب، والحساب الإلهي في عالم الآخرة هو عبارة عن الموازنة بين ما عمله الإنسان من حسنات وسيئات، ليكشف للإنسان ماله وما عليه فيجازى به، وتكشف فيه الصحف والسرائر، ويتجسّد أمام كلِّ فرد عمله، فيراه بكامل تفاصيله وجزئياته، يقول الله تعالى: ï´؟ليجزي اللهُ كُلَّ نفس ما كسَبَت إنَّ اللهَ سريعُ الحسابï´¾(إبراهيم:51)، ويقول في آية أخرى ï´؟ثمّ رُدُّوا إلى اللهِ مولاهُم الحقِّ ألا لَهُ الحُكمُ وَهو أَسرعُ الحاسبينï´¾(الأنعام:62).

    مدة يوم الحساب
    وإنَّ يوم الحساب وإنْ سمّيَ يوماً لكنَّه يعد بآلاف السنين من سنيِّ الدنيا، فهناك لا شمس تشرق، ولا أرض كأرضنا تدور، وتوجد في ذلك اليوم مواقف مهمَّة هي التي يتمُّ بها المعاد، وتقام بها الحجَّة الكبرى على الناس، وينالون جزاء أعمالهم.

    فإنَّه بعد أن يعطى كلُّ إنسان صحيفة أعماله، يبدأ الحساب، وهو مشهدٌ عجيب، حيث يحاسَب جميع الناس في آن واحدٍ، وتطول فترة حساب كلِّ إنسانٍ وتقصر بحسب أعماله وأهميتها، فمنهم من يقصر حسابه ويمضي لجنَّته التي وعد بها، أو النَّار التي يجزى فيها على سوء صنيعه، ومنهم من يطول حسابه لسنين يعلم الله مداها.

    من مشاهد يوم الحساب
    لا يختلف يوم الحساب عن يوم القيامة من حيث الأهوال التي يراها الإنسان فيه، وقد تحدثت الكثير من الآيات القرآنية الكريمة عن أوصاف هذا اليوم المهول وما يواجهه الإنسان من رعب وكارثة، فمن أوصاف هذا اليوم:

    يوم الفزع: بل الفزع الأكبر الذي لا يمكن أن يتخيَّله الإنسان، يقول الله تعالى: ï´؟يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌï´¾(الحج:2).

    إلاَّ أنَّ المؤمنين الملتزمين بأوامر الله تعالى ونواهيه، يثيبهم الله تعالى على حسن إيمانهم أمناً من الفزع والحزن في هذا اليوم. يقول الله تعالى: ï´؟فَهُم من فَزَع يومئذ آمِنونï´¾(النمل: 89)، ويقول في آية أخرى: ï´؟لا يحزنهم الفَزَعُ الأكْبَرï´¾(الأنبياء:103).

    يوم الندامة: فعندما يرى الإنسان ما قدَّمته يداه، وما فرَّط في حقِّ نفسِّه وربِّه في دار الدنيا، ويرى أعماله التي كان يعملها في الدنيا، فهناك تحلُّ عليه الندامة، لكنَّ الندامة هنا لا تقارن بندامة المرء في الدنيا، ففي يوم الحساب لا رجوع لتصحيح الأوضاع، لذلك يكون الندم في غايته، وتكون الحسرة في أعلى درجاتها، يقول الله تعالى: ï´؟وأَسرُّوا النَّدامةَ لمّا رَأوا العذابَ وَقُضِيَ بَينَهُم بِالقِسطِï´¾(يونس:54).

    تعليق

    يعمل...
    X