بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنهْتَدِي لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ...
أقصُّ عليكم قصة استبصار صديقي واثق ......الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنهْتَدِي لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ...
كان لي في المدرسة صديق عزيز اسمه واثق وكنا نتفق في كلِّ شيءٍ ، الدراسة واللعب والمطالعة ، وكنا نأتي للمدرسة ونخرج سويةً وكنت أحبه كثيراً وهو كذلك يبادلني نفس الشعور لأنه كما قال الإمام الهادي عليه السلام : " لا تَطْلُبِ الصَّفا مِمَّنْ كَدِرَتَ عَلَيْهِ، وَلاَ النُّصْحَ مِمَّنْ صَرَفْتَ سُوءَ ظَنِّكَ إ لَيْهِ، فَإنَّما قَلْبُ غَيْرِكَ كَقَلْبِكَ لَهُ " .
ولكن كان هناك نقطة خلاف بيني وبين صديقي الغالي واثق ألا وهي أني كنت على المذهب الشيعي الإثني عشري وأعتقد بالأئمة الإثني عشر وأنهم هم من لهم حقّ الخلافة بعد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) وهو على المذهب السني ويعتقد بأن من له حقّ الخلافة بعد النبي الكريم هو أبو بكر ومن ثمَّ عمر ثمَّ عثمان ثمَّ علي .
فكان في نفسي أن أهدي هذا الصديق إلى مذهب الحق ولكن لسطوة النظام آنذاك وهمجية البعثيين الأنجاس كانت تحول بيني وبين فتح الحديث مع صديقي الغالي واثق ، فمن يعرفون به أنه يتكلم في الدين ويقلل من قيمة الصحابة والخلفاء يعتبرونه ارتكب جريمة كبرى وارتكب شططاً ويستحق الإعدام .
ففي داخلي حرب نفسية بين أن أفتح معه الحديث حول المسألة أم لا ، وكما قلت بأننا كنَّا لا نفترق أبداً حتى في الاستراحة بين الدروس كنّا نجلس معاً في ساحة المدرسة ولا نختلط ببقية الزملاء .
وفي يوم من الأيام وفي درس الجغرافية لم يأتِ أستاذ المادة ، وهو الأستاذ جعفر الذي كان معاون مدير المدرسة ومدرس مادة الجغرافية في وقت واحد وكان رحمه الله طيب القلب ويحب الطلبة كثيراً ، فخرجنا إلى ساحة المدرسة وكالعادة جلسنا أنا وواثق بعيداً عن الطلاب ولكن هذه المرة كنت عازماً على مفاتحة صديقي بأحقية مذهب الشيعة الإمامية دون المذاهب وبمسألة الخلافة بصورة خاصة .
جلسنا نتحدث عن الدراسة وعن قرب الامتحانات وصعوبة المواد الدراسية ومعوقات الدراسة كانقطاع التيار الكهربائي بصورة مستمرة وغيرها .
ولكني حاولتُ أن أغير الموضوع فقلت لو حكم أهلُ الحقِّ لما وصلنا للذي نحن اليوم فيه .
تفاجئ الأخ واثق من كلامي بدايةً ، وفي الحقيقة كنتُ خائفاً من ردِّ فعل واثق ، وظلَّ ساكتاً لفترة من الزمان .....
وللقصة بقية أقصها عليكم في الحلقة القادمة إن شاء الله ....
تعليق