الأهتمام بالشعر من الأمور التي تأخذ وقتاً من الإنسان ، بل ويدفع الأموال الباهظة إذا أضطره الأمر لحضور مناسبة ما ، فنراه يسرع لمحلات تصفيف الشعر لقصه وتغير تسريحته ولونه ،أو يضطر الفرد الى أرتداء الشعر الصناعي إذا أضطرته أهمية الأمر ،لابل نشعر براحة عميقة بمجرد أمرار المشط عليه وتمشيطه ، وهذا مما أكدته الشريعة الاسلامية بل جعلت حكمة من المستحبات المؤكدة الأهتمام بالشعر وتسريحه فكيف ينمو أو يتكون الشعر؟
عملية تطور وتكوين الشعر من خلايا جلدية غير حية ممتلئة بنوع من البروتين المتجمد يسمى؛ القيراتين، أو المادة القرنية. وفي أثناء نمو الجنين في الرحم، يكتسي جلده بنوع من الشعر يشبه الزغب، ويسمى؛ بالعقيقة، وقبل الولادة مباشرة، يحل محل هذا الشعر في معظمه، نوع آخر من الشعر الناعم الدقيق يسمى؛ شعر الطفولة الثانوي، يخلفه شعر الطفولة الثلاثي . ويوالي الشعر تجديد نفسه على مدى الحياة، مقترناً ذلك بتزايد خشونته باضطراد .و نرى أن شعر الإنسان في كل مكان في الجسم ما عدا راحتي اليد وباطن القدمين والشفتين والجفون، بصرف النظر عن الرموش. فالشعر أيضا نسيج طلائي مثل الجلد. وخلافاً للجلد، فإنه يتكون من طبقات صدفية، ونسيج طلائي كيراتيني من طبقات متعددة، وخلايا مسطحة، ويحتوي على بروتين الكيراتين، والذي يساعد شكله الذي يتبع الشعر دورة نمو محددة بثلاث مراحل متميزة ومتزامنة:
طور التنامي anagen،
طور التراجع catagen،
الانتهاء telogen به الخيوط في بنية وقوة جذع الشعرة.
أولاً:مرحلة التنامي
يعرف طور التنامي anagen بمرحلة النمو.وهي تبدأ في حليمات الشعر ويمكن أن تستمر إلى ثماني سنوات.ويعتمد الوقت الذي تمضيه الشعرة في هذه المرحلة من النمو على الجينات الوراثية. فكلما طال بقاء الشعرة في مرحلة التنامي، كلما كان نموها أسرع وطولها أكبر. خلال هذه المرحلة، تنقسم الخلايا في الحليمة لإنتاج ألياف الشعر الجديد، وتدفن البصيلة نفسها في طبقة من الجلد لتغذية الخصلة. ويكون حوالي 85 ظھ من شعر الرأس في مرحلة التنامي في وقت معين.
ثانياً: مرحلة التراجع
يرسل الجسم إشارات لتحديد متى تنتهي مرحلة التنامي وتبدأ مرحلة التراجع. يعرف طور التراجع أيضا بالمرحلة الانتقالية، والذي يسمح للبصيلة بمعنى من المعاني، تجديد نفسها. خلال هذا الوقت ،و الذي يستمر نحو اسبوعين، تتقلص بصيلات الشعر بسبب التفكك وينفصل الحليمات و"تقع"، وتنفصل خصلة الشعر وتنعزل عن امدادات الدم المغذي. وفي نهاية المطاف تقوم البصيلة، والتي يبلغ طولها سدس الطول الأصلي، بدفع جذع الشعرة إلى الأعلى. في حين أن الشعر لا ينمو خلال هذه المرحلة ،إلا أن طول الألياف النهائية تزداد عندما تدفعهم البصيلة إلى الأعلى.
طور الانتهاء
خلال طور الانتهاء، أو الراحة، تبقى كلا من الشعرة والبصيلة كامنة لفترة من 1 إلى 4 أشهر. ويكون حوالى عشرة إلى خمسة عشر في المئة من شعر الرأس في هذه المرحلة من النمو في وقت من الأوقات. وتبدأ مرحلة التنامى من جديد مرة أخرى بعد اكتمال طور الانتهاء. فتقوم الخصلة الجديدة بدفع القديمة والنمو مكانها. ويؤدي هذا إلى فقدان الشعر الطبيعي المعروف باسم التساقط
لون الشعر
ويتوقف لون الشعر على ما يحتويه من خضاب داكن يسمى؛ بالميلانين، من حيث كميته وتوزيعه، وكذلك على ما كل شعرة في لبابها المركزي من مقدار الهواء. وكلما قل الميلانين، خف لون الشعر.
منبت الشعر
وتنبت كل شعرة، في جيب دقيق غائر في الجلد يسمى؛ الجريبة. وتتصل الجريبات بغدد جلدية؛ هي الغدد الزهمية، أو الدهنية، تتكفل بإمداد الشعر بمادة زيتية تكسب الشعر لمعته. وينمو الشعر من جذوره، فإنه بإضافة خلايا جديدة إلى الجذر، تدفع القصب تدريجياً إلى خارج الجلد
العناية بالشعر
ينبغي أن تعامل جذور الشعر بشكل مختلف عن نهاياته
الشعر في جذوره يختلف عن الشعر الذي هو أبعد عن فروة الرأس، ولذلك يجب معاملته على نحو مختلف. الشعر في جذوره أقوى من الشعر الذي نما.
والاسلام دين الرحمة لم يترك شي الا ووضع بصماته الرحيمة عليه فجاء وبين لنا كيفية التعامل مع الشعر وتسريحة يستحب إكرام الشعر، وذلك بتنظيفه وتمشيطه وتبليله بالماء وتعطيره وما أشبه ذلك.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):
(من اتخذ شعراً فليحسن ولايته أو ليجزّه).
وقال (عليه السلام): (الشعر الحسن من كسوة الله تعالى فأكرموه)
يستحب جزّ الشعر الزائد واستئصاله.
قال الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) :
(ثلاث من سنن المرسلين: العطر وأخذ الشعرو....)
والمراد بأخذ الشعر: أعم من الشعر الزائد في الرأس أو اللحية، أو أخذ أصل الشعر من البدن في غير ما لا يجوز كاللحية
ومن فوائد جز الشعر
لجز الشعر فوائد وردت في الروايات،
فعن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي:
(استأصل شعرك يقل درنة ودوابه ووسخه وتغلظ رقبتك ويجلو بصرك ويستريح بدنك).
عن علي بن يقطين عن أبيه، عن أبي الحسن الأول(عليه السلام) قال: سمعته يقول:
(إن الشعر على الرأس إذا طال ضعف البصر وذهب بضوء نوره، وطمّ الشعر يجلو البصر ويزيد في ضوء نوره) يستحب دفن الشعربعد جزه .
العناية بالشعر بالتمشيط وموصى عليه في الروايات الشريفة
المشط من المستحبات المؤكدة، وله فوائد جمة،
قال الصادق(عليه السلام):
(المشط يذهب بالوباء وهو الحمى)
ولا يستبعد أن يراد بالوباء مطلق الأمراض لا الحمى فقط، وإنما الحمى مصداق ظاهر ذكره الإمام(عليه السلام).
وفي رواية قال الراوي: سمعت أبا الحسن(عليه السلام) يقول: (المشط يذهب بالوباء)
وفي رواية أخرى قال أبو عبد الله(عليه السلام):
(كثرة المشط يقلل البلغم)، لأن البلغم مناف للحرارة والمشط يقلل الحرارة في الرأس والوجه.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزوجل:
(خذوا زينتكم عند كل مسجد) قال: (المشط، فإن المشط يجلب الرزق ويحسن الشعر وينجز الحاجة ويزيد في ماء الصلب ويقطع البلغم،
ولذلك يستحب التمشيط لكل صلاة، قبلها وبعدها، سواء كانت فرضاً أم نفلاً.
روى محمد بن علي بن الحسين قال: سئل أبو الحسن الرضا(عليه السلام) عن قول الله عزوجل:
(خذوا زينتكم عند كل مسجد)
قال عليه السلام : (من ذلك التمشط عند كل صلاة).
هناك آداب في تسريح الشعر ينبغي مراعاتها،
فعن أبي الحسن(عليه السلام) قال:
(إذا سرّحت رأسك ولحيتك فأمرّ المشط على صدرك فانه يذهب بالهم والوباء)
وفي رواية عن الصادق (عليه السلام) قال:
(من سرّح لحيته سبعين مرّة وعدّها مرّة مرّة لم يطريه الشيطان أربعين يوماً)
وفي رواية: (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يسرّح تحت لحيته أربعين مرّة ومن فوقها سبع مرات يقول: إنه يزيد في الذهن ويقطع البلغم)
أداب التمشيط
التمشيط من قيام
يكره التمشط من قيام،
فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (التمشط من قيام يورث الفقر).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (من مشط قائماً ركبه الدين)
وعن أبي الحسن موسى(عليه السلام) قال: (لا تمتشط من قيام فانه يورث الضعف في القلب، وامتشط وأنت جالس فإنه يقوي القلب ويمخج الجلدة)
وبما أنه زينه كما ورد في النصوص الشريفة فقد جاءت الأحكام الشرعية للنساء بحرمة شعرها أمام الأجانب وهذه المسائل التي سأذكرها جاءت وفقاً لفتاوى آية الله العظمى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله الوارف .
السؤال: ما هو الواجب علي المراة ستره؟
الجواب: يجب على المرأة ان تستر شعرها وما عدا الوجه والكفين من بدنها عن غير الزوج والمحارم من البالغين مطلقاً ، بل الأحوط لزوماً ان تتستر عن غير البالغ أيضاً إذا كان مميزاً وأمكن ان يترتب على نظره اليها ثوران الشهوة فيه ، واما الوجه والكفان فيجوز لها ابداؤها إلاّ مع خوف الوقوع في الحرام أو كونه بداعي ايقاع الرجل في النظر المحرم فيحرم الابداء حينئذٍ حتى بالنسبة الى المحارم. هذا في غير المرأة المسنة التي لا ترجوا النكاح واما هي فيجوز لها ابداء شعرها وذراعها ونحوهما مما لا يستره الخمار والجلباب عادة ـ من دون ان تتبرج بزينة.
السؤال: هل يجوز للمرأة التي لا تستر وجهها إزالة الشعر عن وجهها ، وتصفيف حواجبها ، ووضع المساحيق الطبيعية الخفيفة على الوجه؟
الجواب: إزالة شعر الوجه وتصفيف الحواجب لا يمنعها من كشف وجهها بشرط الأمن من الوقوع في الحرام ، وعدم كون الإبداء بداعي وقوع النظر المحرم عليها. وأما مع استخدام مساحيق التجميل فلا بدّ من ستر الوجه.
السؤال: لو استعملت امراة شعراً إصطناعيا سترت به شعرها الحقيقي ، فهل يجوز لها إظهار صورتها على غير ما هي عليه طلبا للزينة والستر معا؟
الجواب: يجوز لها استخدام الشعر الإصطناعي ، ولكنه زينة يجب ستره عن الرجال الأجانب.
والحمد لله رب العالمين
تعليق