بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أهم مشكلات الشباب أسبابها وعلاجها .. الحلقة الرابعة ( القلق الاجتماعي ) اللهم صل على محمد وآل محمد
سنتناول في هذه الحلقة ان شاء الله مشكلة أصبحت تلازم الشباب في العصر الحالي باعتبار أن القلق مرض من أمراض العصر الحاضر ، ويتفرع عنه هذه المشكلة ( القلق الاجتماعي ) .
والقلق كما يعرفه عالم النفس فرويد هو : حالة من الخوف الغامض الشديد الذي يتملك الإنسان ، ويسبب له كثيراً من الكدر والضيق والألم ، والقلق يعني الانزعاج ، والشخص القلق يتوقع الشر دائماً ويبدو متشائماً ، ومتوتر الأعصاب ، ومضطرباً كما ان الشخص القلق يفقد الثقة بنفسه ، ويبدو متردداً عاجزاً عن البت في الأمور ، ويفقد القدرة على التركيز .
وقد يقترن القلق بالخوف في حالات كثيرة . والقلق من مشاكل الشباب الرئيسية لكونه يرتبط بالمرحلة العمرية الأكثر تعقيداً – الشباب – والتي هي عبارة عن مرحلة تحديد الهوية كما يسميها علماء النفس او يطلق عليها البعض ( أزمة الهوية ) .
والقلق الاجتماعي كما يعرفونه هو : الخوف من مواجهة الناس خصوصا في الاجتماعات التي يحضرها قليل من الناس لأن الشخص المصاب بهذا النوع من الرهاب يعتقد أن الناس دائما تتفحصه وتنقده وهو لا يتحمل هذا الوضع وان المريض بهذا النوع لا يستطيع التحدث أمام الجمهور أو يلقى محاضرة أو يأكل امام الناس لأنه يخشى من أن يصاب بالغثيان أو الرغبة في القيء أمام الناس .
واما العالم هارتويل فإنه يقول في تعريفه : ان القلق الاجتماعي هو توتر ناتج عن وجود الفرد مع الناس وهو اضطراب يتميز بالقلق والوعي المفرط بالذات في المواقف الاجتماعية .
والشاب الذي يعاني من القلق الاجتماعي يتميز بالصفات التالية :
1 – الشعور بانعدام الأمن .
2 – الخجل والاحجام .
3 – عدم الاتزان الانفعالي .
4 – التمركز والانغلاق حول الذات .
وابرز حالات القلق الاجتماعي هي : الانطواء – الانعزال – الانسحاب .
وهذا القلق الاجتماعي له مخاطر كثيرة فأنه يؤدي إلى أن يجعل من الشاب قليل الانتاج والانجاز على المستوى الدراسي وعلى المستوى الاجتماعي ، وعلى مستوى العمل ، وكذلك سوف يحرمه من الفرص اللازمة لتطوير مهاراته الاجتماعية ويحرمه من التواصل مع المجتمع والانتفاع من الطيبين الموجودين فيه والاستفادة من خبراتهم .
ولمعالجة القلق الاجتماعي يقترح الدكتور احمد علي عطوان عدة اساليب ومن ابرزها :
1 – التدرب على الاسترخاء العضلي .
2 – التدرب التوكيدي ( تأكيد الذات ) .
3 – تقليل الحساسية التدريجي .4 – المشاركة في النشاطات الترفيهية والاجتماعية الرياضية .
وعلى العموم هذه العلاجات لها النفع الكبير وقد أستخدمها الكثير من المرشدين النفسيين ، ويضاف إليها العلاج الروحاني فهو مفيد كثيراً في ازالة القلق الاجتماعي ، ومن أمثلته تلاوة القرآن الكريم فإن الله سبحانه وتعالى يقول : ( إلا بذكر الله تطمئن القلوب ) وتعلم الأحاديث الرائعة لرسول الله صلى الله عليه وآله وأحاديث أهل البيت عليهم السلام ، وقد ورد عن أحد الأئمة أن القلوب لتمل فاطلبوا لها الحكمة ، وهذ الأمور هي ان شاء الله شفاءاً للصدور وذهاباً للهم والحزن ..
وفق الله شبابنا للمعاشرة الطيبة مع كل فئات المجتمع والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين الرسول المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين .
تعليق