إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الغفلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الغفلة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين

    الغفلة :
    لقد وردت هذه المفردة في القران الكريم بصياغات متعددة وكثيرة ، لذا نحن اخذنا أربع ايات وسنتكلم حول الغفلة بشكل عام .
    1ـ (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) للكهف: 28
    2ـ (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) الاعراف : 179
    3ـ (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)
    4ـ (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) الانبياء: 1


    ان الغفلة من أهم المواضيع التي تحدث عنها القران الكريم بشكل مختصر في جهة ومكثف في أخرى ، وقد اهتم علماء الاسلام بالبحث عن هذه المسالة ، وكذلك ضدها ما يعني بحثوا عن الالتفات واليقضة وهن اضداد للغفلة ، حيث ان خطورتها تهدد كل انسان ، ولذا جاء التحذير الشديد من قبل الروايات المتعددة ومنها ما روي عن امير المؤمنين : سكر الغفلة والغرور أبعد إفاقة من سكر الخمور)
    [1] فهذه الراوية توضح لنا خطر هذا المرض العظيم ، الذي يجعل كل شخص لا يهدأ أبداً ، وروي بسند صحيح عن سليمان بن خالد ، عن الصادق ( عليه السلام ) ، عن أبيه ( عليه السلام ) ، عن آبائه ( عليهم السلام ) أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : جُمع الخير كلّه في ثلاث خصال : النظر والسكوت والكلام فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة وكلّ كلام ليس فيه ذكر فهو لغو فطوبى لمن كان نظره عبراً وسكوته فكراً وكلامه ذكراً وبكى على خطيئته وأمن الناس شرّه[2]

    انموذجاً من عرض القران لخطورة الغفلة:
    1ـ أمر الله عز وجل نبيه (صلى الله عليه واله) بعدم اطاعة الغافل عن ذكر الله والمتبع لهواه ، فكان التحذير من الغافل لهذه الدرجة التي ذكرها القران الكريم ، فهو أبعد ما يكون عن الله ، واقرب للشيطان
    2ـ لقد صرح القران الكريم ان الغافل هو مستحق لنار جهنم ، بعد ان وصف حال الغافلين ، فكانوا لا عقل لهم ولا يفقهون شيئاً اعماهم الضلال ، فقلوبهم وعيونهم قد عُطلت ، وكذلك آذانهم التي يسمعون بها ، فاصبحوا كالانعام بل اضل من الانعام ، فنتصور ان اخس درجة ان يكون الانسان بمنزلة الحيوانات والدواجن ، لكن القران الكريم يصرح بان الانسان يصل بخسته وفسقه الى درجة دون البهائم ، بل قد يتنزه الحيوان عنها كونها لا تتناسب وشأنه .
    3ـ ان الانسان معرض للخطر وفقد الايمان من قبله بسبب الغفلة التي تعتريه ، فيذكر القران الكريم ان الذين يقترب منهم الحساب وهم معرضون عنه هم أولئك الغافلون
    4ـ ما يجني الانسان من الغفلة سوى الندامة والويلات يوم القيامة والخسران الابدي ، والخلود في جهنم .

    مراتب الغفلة:
    صحيح ان الغفلة مرض خطير وفتاك الا ان له درجات وطبقات ومستويات مفاوتة من شخص لاخر ، فتعتمد اعتماداً كلياً على ايمان الشخص ودرجة فطنته وتفكيره ، لاننا لايمكن ان نفلت كلياً من الغفلة فلا بد وان تمر علينا ساعات او لحظات الا ونحن غافلون ، فمثلاً المؤمن بالغفلة البسيطة لا يقع في الكوارث وبالتالي لا يوعده الله بالنار والعذاب اليم ، وجل انواع الغفلة المذكور في القران الكريم هي من كانت في اعلى المراتب بحيث ادت الى انحراف اصحابها يقول العلامة الطباطبائي بهذا الخصوص: أن حقيقة الغفلة هي التي توجد عندهم فإنها بمشية الله سبحانه ألبسها إياهم بالطبع الذي طبع به على قلوبهم وأعينهم وآذانهم والغفلة مادة كل ضلال وباطل[3]

    اوقات الغفلة:
    هل هنالك اوقات يغفل بها الانسان عن ربه ؟
    نعم ان هتالك اوقات لربما يشدد عليه الشيطان فيها او لربما حالات خاصة يمر بها كل انسان ، فقد ورد في الحديث القدسي: يا عيسى تيقظ في ساعات الغفلة
    [4] وقد بين اهل البيت(عليهم السلام) ساعة الغفلة فعن جعفر عن أبيه عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : تنفلوا في ساعة الغفلة ولو بركعتين خفيفتين فإنهما يورثان دار الكرامة ، قيل يا رسول الله وما ساعة الغفلة ؟ قال: ما بين المغرب والعشاء[5] وعقب المازندراني قائلاً: هي ساعات النوم وساعات الاشتغال بالضروريات من الدُّنيا وبأمور الخلق ، والمراد بالتيقظ في هذه الساعات ذكره تعالى والإتيان بوظايف الطاعات وغيرها مما يوجب القرب بالحق والحذر مما يوجب البعد منه[6]

    معاني اخرى للغفلة:
    وردت نصوص تحمل معاني الغفلة ولكن باختلاف اللفظ ، فقد جاء عن مير المؤمنين ( عليه السلام ) « الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا »
    [7]

    *************************************************


    [1]ـ عيو الحكم والمواعظ: ص285

    [2] ـ مووعة احاديث أهل البيت(ع): الشيخ هادي النجفي، ج8،ص142

    [3] ـ الميزان في تفسير القران: ج8،ص338

    [4] ـ الكافي: ج8،ص132

    [5] ـ تهذيب الاحكام: الشيخ الطوسي، ج1،ص243

    [6][6] ـ شرح اصول الكافي: ج12،ص105

    [7] ـ شرح اصول الكافي للمزندراني، ج9،ص180




  • #2






    كلمات الشكر لكم الاخ الفاضل المبدع

    (حسن الجوادي) على هذا الموضوع القيم.


    وأقول :

    إن الغفلة قد تكون غض البصر تعمدا وتعاليا عن الحق أو تكون التهاون بفعل الخير أو الإنشغال بالمهم عن الأهم بل بالقبيح عن الحسن.


    فإن غفلة الإنسان عن الإيمان بالله تعالى وجحد الحجج والآيات الباهرات هي غفلة الكافرين والناجمة عن الكبر والتعالي والجهل والتعنت وخبث السريرة.


    وأما غفلة المؤمن فهي انشغاله بالمهم عن الأهم او بغير المهم عن المهم ، واحيانا بالقبيح عن العمل الصالح .


    أحسنتم كثيرا..

    وقـــــــــــــل ربِّ زدني عــِـــــــــــلماً







    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد واله الطاهرين.
      السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
      احسنتم وفقكم الله تعالى .

      تعليق

      يعمل...
      X