تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
أكمل لكم قصة استبصار صديقي واثق
بعد أن جلسنا في ساحة المدرسة وتكلمنا حول الامتحانات ومعوقاتها حولت الحديث إلى ما كان في بالي فقلت لواثق : يا صديقي واثق أنت ولد مؤدب ومتدين فأنت تصلي صلاتك في وقتها وتحافظ عليها وتصوم في شهر رمضان وفي غيره قبل تكليفك وأراك محباً لأصدقائك وتحب أن تقدم الخير لهم . اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
أكمل لكم قصة استبصار صديقي واثق
ولكن مَنْ تتبع في أعمالك هذه ؟ هل تتبع القرآن الكريم أم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) أم غيرهما ؟
سألته هذا السؤال وأنا بين مستفهم وخائفٍ من نتيجة السؤال ، هل سيتسبب بالتنافر بيننا أم التقارب أكثر ؟!
سكت واثق لبرهةٍ من الزمان وقال أنا أفعل ما يفعله أبي فأصلي كما يصلي وأصوم كما يصوم أبي فما يفعله هو أفعله أنا .
فقلت له : وفي العقائد من تتبع أيضاً لوالدك ؟
فقال : نعم . وما المشكلة في ذلك ؟
فقلت : ولكن هذا خلاف القرآن الكريم ، ألم يقل الله تعالى في كتابه الكريم : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ ءَابَاءَنَا أَوَلَوْ كانَ ءَابَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ ) .
بهت واثق وقال : لقد قرأتُ القرآن كثيراً وكأني لم أقرأ هذه الآية ! وكنت أظنها خاصة بالكفار والمشركين .
فقلت : أريد أن أسألك سؤال أهم من ذلك . فقال : تفضل أنا كلي آذان صاغية .
فقلت : مَنْ تعتقد أنه أحقُّ بالخلافة بعد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) علي ( عليه السلام ) أم أبو بكر وعمر ؟
قال : طبعاً أبو بكر وعمر والدليل لو أن علياً أحقَّ لجعله الله هو الخليفة بعد الرسول ( صلّى الله عليه وسلم ) مباشرة ولكنه لم يقع .
قلت : ولكن استلامهم للسلطة بعد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) لا يدل على أحقيتهم بالخلافة ، ألم تقرأ بأن النبي الكريم أخبر بأن علياً ( عليه السلام ) وصيه وخليفته من بعده .
فقد ذكر الطبري في تأريخه " إن هذا - ويقصد علياً – أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا " .
قال : ما المشكلة في ذلك فأمير المؤمنين استلم الخلافة بعد الرسول ( صلّى الله عليه وسلم ) وسمعت الناس له وأطاعته .
فقلت له : ولكن الرسول أوصى بإتباع القرآن وأهل البيت من بعده .
قال : ولكن النبي ( صلّى الله عليه وسلم ) قال كتاب الله وسنتي ، ونحن نتبع سُنَّته التي نقلها لنا الصحابة الكرام .
قلت : ولكن أحمد بن حنبل في مسنده نقل غير ما ذكرتم :
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي أَلَا وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ "
شعرتُ بأن في داخله بركان ولكن قوة العلاقة بيننا حالت دون انفجار ذلك البرهان .
فقال : لم أسمع بأن هناك كتاب عندنا أهل السنة يقول كتاب الله وعترتي لا بد لي من مراجعة ذلك حتى أكمل الكلام معك .
قلت : إبحثْ فهذا من حقك ....
وللأسف قبل أن ننهي كلامنا دقَّ الجرس وذهبنا للصفوف .
وللقصة بقية أقصها عليكم في الحلقة القادمة إن شاء الله ...
تعليق