بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
مأتم الميلاد
اقيم هذا المأتم
في اول ساعة من ولادة الشهيد المفدّى
اخرج الحافظ احمد بن الحسين البيهقي قال:اخبرنا ابو القاسم الحسن بن محمد المفسر اخبرنا ابو بكر محمد بن عبد الله الحفيد حدثنا ابو القاسم عبد الله بن احمد بن عامر الطائي بالبصرة حدثني ابي حدثني علي بن موسى حدثني ابي موسى بن جعفر حدثني ابي جعفر بن محمد حدثني ابي محمد بن علي حدثني ابي علي بن الحسين قال:حدثتني اسماء بنت عميس قالت:قبلت جدّتك فاطمة بالحسن والحسين فلما ولد الحسن ...
الحديث بطوله الى قولها :فلما ولدالحسين فجاءني النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فقال:يا اسماء هاتي ابني فدفعته اليه في خرقة بيضاء فأذن في اذنه اليمنى واقام في اليسرى ثم وضعه في حجره وبكى.
قالت اسماء :فقلت:فداك ابي وامي ممّ بكاؤك؟
قال:على ابني هذا
قالت اسماء:انه ولد الساعة !
قال:يا اسماء تقتله الفئة الباغية لاانالهم الله شفاعتي ثم قال: يا اسماء لاتخبري فاطمة بهذا فانها قريبة عهد بولادته ...الحديث.
واخرجه الحافظ ابو المؤيد الخوارزمي 1 خليفة الزمخشري في مقتل الحسين 1: 87- 88 باسناده عن الحافظ البيهقي .
وذكره الحافظ محب الدين الطبري في (ذخائر العقبي:ص119) نقلا عن مسند الامام ابي الحسن الرضا(عليه السلام) والسيد محمود الشيخاني المدني في(الصراط السوي) .
ومبلغ اعتبار الامام علي الحسن الرضا لدى اعلام السلف واخذ أُمة من الحفاظ ومشايخ الحديث عنه وثقتهم واحتجاجهم به وتعاطيهم نسخته بالمال.
قال الاميني :
لعل هذا اول حفل تأبين أُقيم للحسين الطهر الشهيد في الاسلام المقدس بدار رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ولم تسمع اذن الدنيا قبل هذا ان ينعقد لمولود غير وليد الزهراء الصديقة في بسيط الارض مأتم حين ولدته بدلاً من حفل السرور والحبور والتباشير .
ولم يقرع قط سمعا نبأ ينعى به ينعى منذ استهلاله حين قدم مستوى الوجود بدل نشيد التهاني ويذكر من اول ساعة حياته حديث قتله ومقتله ومصرعه .
ولم ينبىء التاريخ من لدن آدم الى الخاتم عن وليد يهدى الى ابيه عوض هدايا الافراح تربة مذبحه حتى يتمكن منه الحزن في اعماق قلبه وحبّة فؤاده.
فكأن يوم ولادة الحسين له شان خاص لدي الله العلي العظيم ذلك تقدير العزيز العليم لم يقدره يوم سرور لآل الله اهل البيت الطاهر وكأن الأسى تاءمه في الولادة فكدّر عليهم صفو العيش ونغصّ طيب حياتهم واجتثّ من تلكم البيوت التي اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه أُصول المسرّة وبهجة التداعة وجعلها لاهلها دار الحزن.
وذلك بعدها فاوض رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) جبريل (عليه السلام) حول امر ولده القتيل وعلم باليقين التام انه امر لامرد له من الله كما جاء فيما اخرجه الحافظ ابو الحسين الدارقطني في مسنده 2 ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) حين اخبره جبريل ان أُمته ستقتل حسين بن علي فقال:{يا جبريل أفلا أراجع فيه ؟
قال:لا لانه امر قد كتبه الله }.
وكان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يحبذ يوم ذاك كتمان هذا النعي من امّ ريحانته شفقة وعطفا عليها ولحديث عهدها بالولادة والام عطوف حنون والمراة ليس فيها تجلد الرجل تجاه المصائب والرضيع اليف ثديها وربيب حجرها ووردة صدرها طيلة الليل والنهار فكيف التصبر لها عندئذ لو اطلعت على مقدَّارت ولدها؟
وبأيَّ تنشطّ وطيب نفس بعد تحاضنه؟
وبأية أمنية ورغبة في امل ان ترضعه وتقاسي دون تربيته الشدائد؟
وبأي طمأنينة وسكون خاطر جذلان تداعبه وتلاعبه ؟
وباي انشودة فرح تطوف حول مهده وترقده ؟
وبأي لسان وبيان ومقال تناغيه
نعم تناغيه وحقّ لأُم الحسين ان تناغيه وانشودتها :واحسيناً واحسيناً واحسيناً.
او تقتبس من كلام ابيها الآتي وتناغيه :
كربلا يا كربلا ياكربلا كربلا لازلت كرباً وبلا
افهل بقي ذلك السر الفجيع مكتوما من الزهراء الصديقة الى التالي؟ لاها الله.
أنى ثم أنى يبقى ستيرا الى النهاية من ام الوليد القتيل وان كتمه ابوها وبالغ في كتمانه عنها؟3
أنّى ثم أنّى يتاتّى ذلك ووفود الملائكة تهبط باذن ربها يوما بعد يوم ومرة بعد اخرى في وقت محيّن وميعاد معيّن وتنعى الحسين العزيز ويجدد تأبينه حفلا بعد حفل والمأتم ينعقد في بيوت امهات المؤمنين وقد ابكى الله عيون نبيه (صلى الله عليه واله وسلم) وازواجه والصحابة على الحسين وتربة كربلاء تنتقل من يد الى يد واخذت في قارورة كرمز ناطق عن الشهيد المفدى في بيت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بمشهد من الكل ومنظر .
1- ترجمنا له في الجزء الرابع من كتاب الغدير ص398 -407
2- واخرجه الشيخ الاكبر حافظ دمشق ابن عساكر في تاريخ الشام لدى ترجمة الحسين السبط (عليه السلام)
3- (في كتمانه منها)كما جاء في النسخة الحيدرية 1386ه .ق .
{مأتم الامام الحسين من مصادر اهل السنة (سيرتنا وسنتنا )-تأليف العلامة عبد الحسين الاميني –تقديم العلامة اية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي}
اللهم صل على محمد وال محمد
مأتم الميلاد
اقيم هذا المأتم
في اول ساعة من ولادة الشهيد المفدّى
اخرج الحافظ احمد بن الحسين البيهقي قال:اخبرنا ابو القاسم الحسن بن محمد المفسر اخبرنا ابو بكر محمد بن عبد الله الحفيد حدثنا ابو القاسم عبد الله بن احمد بن عامر الطائي بالبصرة حدثني ابي حدثني علي بن موسى حدثني ابي موسى بن جعفر حدثني ابي جعفر بن محمد حدثني ابي محمد بن علي حدثني ابي علي بن الحسين قال:حدثتني اسماء بنت عميس قالت:قبلت جدّتك فاطمة بالحسن والحسين فلما ولد الحسن ...
الحديث بطوله الى قولها :فلما ولدالحسين فجاءني النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فقال:يا اسماء هاتي ابني فدفعته اليه في خرقة بيضاء فأذن في اذنه اليمنى واقام في اليسرى ثم وضعه في حجره وبكى.
قالت اسماء :فقلت:فداك ابي وامي ممّ بكاؤك؟
قال:على ابني هذا
قالت اسماء:انه ولد الساعة !
قال:يا اسماء تقتله الفئة الباغية لاانالهم الله شفاعتي ثم قال: يا اسماء لاتخبري فاطمة بهذا فانها قريبة عهد بولادته ...الحديث.
واخرجه الحافظ ابو المؤيد الخوارزمي 1 خليفة الزمخشري في مقتل الحسين 1: 87- 88 باسناده عن الحافظ البيهقي .
وذكره الحافظ محب الدين الطبري في (ذخائر العقبي:ص119) نقلا عن مسند الامام ابي الحسن الرضا(عليه السلام) والسيد محمود الشيخاني المدني في(الصراط السوي) .
ومبلغ اعتبار الامام علي الحسن الرضا لدى اعلام السلف واخذ أُمة من الحفاظ ومشايخ الحديث عنه وثقتهم واحتجاجهم به وتعاطيهم نسخته بالمال.
قال الاميني :
لعل هذا اول حفل تأبين أُقيم للحسين الطهر الشهيد في الاسلام المقدس بدار رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ولم تسمع اذن الدنيا قبل هذا ان ينعقد لمولود غير وليد الزهراء الصديقة في بسيط الارض مأتم حين ولدته بدلاً من حفل السرور والحبور والتباشير .
ولم يقرع قط سمعا نبأ ينعى به ينعى منذ استهلاله حين قدم مستوى الوجود بدل نشيد التهاني ويذكر من اول ساعة حياته حديث قتله ومقتله ومصرعه .
ولم ينبىء التاريخ من لدن آدم الى الخاتم عن وليد يهدى الى ابيه عوض هدايا الافراح تربة مذبحه حتى يتمكن منه الحزن في اعماق قلبه وحبّة فؤاده.
فكأن يوم ولادة الحسين له شان خاص لدي الله العلي العظيم ذلك تقدير العزيز العليم لم يقدره يوم سرور لآل الله اهل البيت الطاهر وكأن الأسى تاءمه في الولادة فكدّر عليهم صفو العيش ونغصّ طيب حياتهم واجتثّ من تلكم البيوت التي اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه أُصول المسرّة وبهجة التداعة وجعلها لاهلها دار الحزن.
وذلك بعدها فاوض رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) جبريل (عليه السلام) حول امر ولده القتيل وعلم باليقين التام انه امر لامرد له من الله كما جاء فيما اخرجه الحافظ ابو الحسين الدارقطني في مسنده 2 ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) حين اخبره جبريل ان أُمته ستقتل حسين بن علي فقال:{يا جبريل أفلا أراجع فيه ؟
قال:لا لانه امر قد كتبه الله }.
وكان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يحبذ يوم ذاك كتمان هذا النعي من امّ ريحانته شفقة وعطفا عليها ولحديث عهدها بالولادة والام عطوف حنون والمراة ليس فيها تجلد الرجل تجاه المصائب والرضيع اليف ثديها وربيب حجرها ووردة صدرها طيلة الليل والنهار فكيف التصبر لها عندئذ لو اطلعت على مقدَّارت ولدها؟
وبأيَّ تنشطّ وطيب نفس بعد تحاضنه؟
وبأية أمنية ورغبة في امل ان ترضعه وتقاسي دون تربيته الشدائد؟
وبأي طمأنينة وسكون خاطر جذلان تداعبه وتلاعبه ؟
وباي انشودة فرح تطوف حول مهده وترقده ؟
وبأي لسان وبيان ومقال تناغيه
نعم تناغيه وحقّ لأُم الحسين ان تناغيه وانشودتها :واحسيناً واحسيناً واحسيناً.
او تقتبس من كلام ابيها الآتي وتناغيه :
كربلا يا كربلا ياكربلا كربلا لازلت كرباً وبلا
افهل بقي ذلك السر الفجيع مكتوما من الزهراء الصديقة الى التالي؟ لاها الله.
أنى ثم أنى يبقى ستيرا الى النهاية من ام الوليد القتيل وان كتمه ابوها وبالغ في كتمانه عنها؟3
أنّى ثم أنّى يتاتّى ذلك ووفود الملائكة تهبط باذن ربها يوما بعد يوم ومرة بعد اخرى في وقت محيّن وميعاد معيّن وتنعى الحسين العزيز ويجدد تأبينه حفلا بعد حفل والمأتم ينعقد في بيوت امهات المؤمنين وقد ابكى الله عيون نبيه (صلى الله عليه واله وسلم) وازواجه والصحابة على الحسين وتربة كربلاء تنتقل من يد الى يد واخذت في قارورة كرمز ناطق عن الشهيد المفدى في بيت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بمشهد من الكل ومنظر .
1- ترجمنا له في الجزء الرابع من كتاب الغدير ص398 -407
2- واخرجه الشيخ الاكبر حافظ دمشق ابن عساكر في تاريخ الشام لدى ترجمة الحسين السبط (عليه السلام)
3- (في كتمانه منها)كما جاء في النسخة الحيدرية 1386ه .ق .
{مأتم الامام الحسين من مصادر اهل السنة (سيرتنا وسنتنا )-تأليف العلامة عبد الحسين الاميني –تقديم العلامة اية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي}
تعليق