بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
مأتم الحسين
تستجد المآتم بتجدد الاجيال وتبقى خالدة مع الابد لا تبلى جدّتها ولا تنسى بمرّالدهور وكرّالملوين ما دام الاسلام يعلو واسم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) يذكر وسنته تتبع واعلام الدين ترفرف وكتاب الله غير مهجور يتلى وفي لسانه الناطق آية محكمة بودّ عترة المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) وذي قرباه واجر الرسالة واجب محتّم وحب الآل فريضة لا منتدح عنها ولا محيص ولا محيد ولا مهرب وحقوق محمد واله (صلى الله عليه واله وسلم) لاتخص بجيل دون جيل وبفينة دون فينة واجيال الامة المسلمة فيها سواسية والحزن بالحسين الشهيد دائم سرمد ما دامت الجوانح بحبه معمورة والاضلاع بولائه مغمورة .
ومن واجب حملة الكتاب والسنة التأسي بنبيها (صلى الله عليه واله وسلم) وهو الاسوة والقدوة وقد قضى (صلى الله عليه واله وسلم) حياته كاسف البال خاثر النفس حليف الشَّجى والاسى وما رؤي (صلى الله عليه واله وسلم) مستجمعا ضاحكا حتى توفي (1) منذ راى بني امية ينزون على منبره كما تنزو القردة .
وكان (صلى الله عليه واله وسلم) يتأذى من بكاء الحسين السبط وقد جاء في الصحيح فيما اخرجه الحافظ ابو القاسم الطبراني في (المعجم الكبير) من طريق يزيد بن ابي زياد قال: {خرج النبي (صلى اله عليه واله وسلم) من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة فسمع حسينا يبكي فقال: الم تعلمي ان بكاءه يؤذيني }
تراه (صلى الله عليه واله وسلم) يتأذى من بكاء ريحانته فما ظنك به اذا وجده قتيلا بالقتل الذريع مرملا بالدماء مجدّلا على الرمضاء مكبوبا على الثرى معفّر الخدين دامي الوريدين محزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة والرداء سفّت الريح عليه السفا والعفا ؟!
ما ظنّك به لما رآه مذبوحا عطشانا ظاميا وحيدا غريبا تفتت كبده من الظمأ ورضّت أعضاؤه بحوافر الخيول ؟!
آه وألف آه يا اسفي عليه .
الجسم منه بكربلاء مضرج والراس منه على القناة يُدار
يا لهفي عليه ويا لهفتاه !
سبي اهله كالعبيد وصفّدوا بالحديد يساقون في الفلوات فوق اقتاب المطيات تلفح وجوههم حرّ الهاجرات.
آه اسفي على بنات محمد .
اصواتها بُحت وهن نوادب يندبن قتلاهن بالايماء
فكما دام حزن نبينا مدى حياته وكدّر صفو عيشه رزء ولده العزيز والامر بعد لم يقع كذلك حقيق علينا وعلى كل من صدّقه وصدّق في ولائه واستنّ بسننه ان يدوم توجّعنا وتفجّعنا بالمصاب الفادح ويكون البكاء والعويل على بضعة نبينا سرمدا الى يوم القيامة وقد جاء فيما اخرجه الفقيه ابن المغازلي الواسطي في (المناقب) -وهو موجود عندنا ولله الحمد- :{ان حول قبر الحسين اربعين الف ملك شعثا غبرا يبكون عليه الى يوم القيامة }
وفي لفظ الشيخ الفقيه ابي بكر الزاغوني (2) :{سبعين الف ملك).
فاتخاذ الله تعالى مشهد الحسين الطاهر دار حزن وبكاء لملاتكته الى يوم القيامة.
وادّخار دمه في الملأ الاعلى منذ يوم رفعه اليه الحسين المفدّى بكفيه يوم عاشوراء ولم تنزل منه قطرة .
واخذ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يوم عاشوراء دمه ودم اصحابه في زجاجة ورفعها الى السماء .
كا هذه تومىء الى ان امد الحزن والبكاء على الحسين السبط يمتد الى يوم العرض الاكبر والعبرات تسكب الى يوم يقام للحسين العزيز مأتم عام جمع الله الخلق في صعيد واحد يساهم فيه كل البرية اذ الرزية رزية محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وهو سيد البشر وذلك لما تحشر الصديقة أُم القتيل فاطمة(عليها السلام) بضعة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ومعها ثياب مصبوغة بدم كما جاء فيما اخرجه الفقيه ابن المغازلي في المناقب والحافظ الجنابذي الحنبلي ابن الاخضر (3) في معالم العترة مرفوعا من طريق امير المؤمنين علي (عليه السلام) :{تحشر ابنتي فاطمة ومعها ثياب مصبوغة بدم فتتعلق بقائمة من قوائم العرش وتقول :يا جبار احكم بيني وبين قاتل ولدي فيحكم لابنتي ورب الكعبة}
وهذا الحديث اخذه السيد محمود المدني في كتابه (الصراط السويّ) واستشهد به على صحة قول سليمان بن يسار الهلالي (4) وجد حجر مكتوب عليه :
لابد ان ترد القيامة فاطم وقميصها بدم الحسين ملطخ
ويل لمن شُفعاؤه خُصماؤه والصور في يوم القيامة ينفخ
فالتحفظ بدم القتيل وثيابه رمز لدى الامة العربية وغيرها من الامم بانه لم يثأر بعد وما اقصّه وليّ الدم من القاتل وبعد الاستثئار والثأر يندمل الجرح بالثأر المنيم وبقضاء الحكم العدل يطيب خاطر الملهوف وتطمئن نفسه وينقشع همه وتخمد نائرة الجوى {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}الشعراء :الاية 227.
1- اخرجه بهذا اللفظ الحافظ الكبير البيهقي في دلائل النبوة والنسخة موجودة وذكره جمع من الاعلام اخذين منه.
2- عبيد الله بن نصر بن السري الزاغوني ابو محمد المؤدب المتوفي 514 وقد جاوز الثمانين ترجم له الحافظ ابن الجوزي في المنتظم 9: 220 وقال:كان من حفاظ القران واهل الثقة والصيانة والصلاح .
3- ابو محمد بن محمود الجنابذي البغدادي المتوفي 611 كان حافظا ثقة حجة نبيلا ما راينا من شيوخنا سفرا وحضرا مثله في كثرة موسوعاته ومعرفته بمشايخه وحسن اصوله وحفظ واتقان .........الى اخر ما في الشذرات من الثناء عليه ج5: 46-47 .
4- سليمان بن يسار المدني تابعي عظيم من رجال الصحاح الست متفق على ثقته وعلمه وفقهه وامامته وامانته توفي سنة 107 عن 73 سنة .
راجع تاريخ البخاري الكبير 2ق2 : 42 ،طبقات ابن سعد 5 : 130 ، الجرح والتعديل 2ق 1 :491 ، تهذيب التهذيب 4 : 2228-230.
{مأتم الامام الحسين (عليه السلام) من مصادر اهل السنة (سيرنتا وسنتنا ) تأليف العلامة الشيخ عبد الحسين الاميني- تقديم العلامة اية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي}
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
مأتم الحسين
تستجد المآتم بتجدد الاجيال وتبقى خالدة مع الابد لا تبلى جدّتها ولا تنسى بمرّالدهور وكرّالملوين ما دام الاسلام يعلو واسم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) يذكر وسنته تتبع واعلام الدين ترفرف وكتاب الله غير مهجور يتلى وفي لسانه الناطق آية محكمة بودّ عترة المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) وذي قرباه واجر الرسالة واجب محتّم وحب الآل فريضة لا منتدح عنها ولا محيص ولا محيد ولا مهرب وحقوق محمد واله (صلى الله عليه واله وسلم) لاتخص بجيل دون جيل وبفينة دون فينة واجيال الامة المسلمة فيها سواسية والحزن بالحسين الشهيد دائم سرمد ما دامت الجوانح بحبه معمورة والاضلاع بولائه مغمورة .
ومن واجب حملة الكتاب والسنة التأسي بنبيها (صلى الله عليه واله وسلم) وهو الاسوة والقدوة وقد قضى (صلى الله عليه واله وسلم) حياته كاسف البال خاثر النفس حليف الشَّجى والاسى وما رؤي (صلى الله عليه واله وسلم) مستجمعا ضاحكا حتى توفي (1) منذ راى بني امية ينزون على منبره كما تنزو القردة .
وكان (صلى الله عليه واله وسلم) يتأذى من بكاء الحسين السبط وقد جاء في الصحيح فيما اخرجه الحافظ ابو القاسم الطبراني في (المعجم الكبير) من طريق يزيد بن ابي زياد قال: {خرج النبي (صلى اله عليه واله وسلم) من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة فسمع حسينا يبكي فقال: الم تعلمي ان بكاءه يؤذيني }
تراه (صلى الله عليه واله وسلم) يتأذى من بكاء ريحانته فما ظنك به اذا وجده قتيلا بالقتل الذريع مرملا بالدماء مجدّلا على الرمضاء مكبوبا على الثرى معفّر الخدين دامي الوريدين محزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة والرداء سفّت الريح عليه السفا والعفا ؟!
ما ظنّك به لما رآه مذبوحا عطشانا ظاميا وحيدا غريبا تفتت كبده من الظمأ ورضّت أعضاؤه بحوافر الخيول ؟!
آه وألف آه يا اسفي عليه .
الجسم منه بكربلاء مضرج والراس منه على القناة يُدار
يا لهفي عليه ويا لهفتاه !
سبي اهله كالعبيد وصفّدوا بالحديد يساقون في الفلوات فوق اقتاب المطيات تلفح وجوههم حرّ الهاجرات.
آه اسفي على بنات محمد .
اصواتها بُحت وهن نوادب يندبن قتلاهن بالايماء
فكما دام حزن نبينا مدى حياته وكدّر صفو عيشه رزء ولده العزيز والامر بعد لم يقع كذلك حقيق علينا وعلى كل من صدّقه وصدّق في ولائه واستنّ بسننه ان يدوم توجّعنا وتفجّعنا بالمصاب الفادح ويكون البكاء والعويل على بضعة نبينا سرمدا الى يوم القيامة وقد جاء فيما اخرجه الفقيه ابن المغازلي الواسطي في (المناقب) -وهو موجود عندنا ولله الحمد- :{ان حول قبر الحسين اربعين الف ملك شعثا غبرا يبكون عليه الى يوم القيامة }
وفي لفظ الشيخ الفقيه ابي بكر الزاغوني (2) :{سبعين الف ملك).
فاتخاذ الله تعالى مشهد الحسين الطاهر دار حزن وبكاء لملاتكته الى يوم القيامة.
وادّخار دمه في الملأ الاعلى منذ يوم رفعه اليه الحسين المفدّى بكفيه يوم عاشوراء ولم تنزل منه قطرة .
واخذ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يوم عاشوراء دمه ودم اصحابه في زجاجة ورفعها الى السماء .
كا هذه تومىء الى ان امد الحزن والبكاء على الحسين السبط يمتد الى يوم العرض الاكبر والعبرات تسكب الى يوم يقام للحسين العزيز مأتم عام جمع الله الخلق في صعيد واحد يساهم فيه كل البرية اذ الرزية رزية محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وهو سيد البشر وذلك لما تحشر الصديقة أُم القتيل فاطمة(عليها السلام) بضعة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ومعها ثياب مصبوغة بدم كما جاء فيما اخرجه الفقيه ابن المغازلي في المناقب والحافظ الجنابذي الحنبلي ابن الاخضر (3) في معالم العترة مرفوعا من طريق امير المؤمنين علي (عليه السلام) :{تحشر ابنتي فاطمة ومعها ثياب مصبوغة بدم فتتعلق بقائمة من قوائم العرش وتقول :يا جبار احكم بيني وبين قاتل ولدي فيحكم لابنتي ورب الكعبة}
وهذا الحديث اخذه السيد محمود المدني في كتابه (الصراط السويّ) واستشهد به على صحة قول سليمان بن يسار الهلالي (4) وجد حجر مكتوب عليه :
لابد ان ترد القيامة فاطم وقميصها بدم الحسين ملطخ
ويل لمن شُفعاؤه خُصماؤه والصور في يوم القيامة ينفخ
فالتحفظ بدم القتيل وثيابه رمز لدى الامة العربية وغيرها من الامم بانه لم يثأر بعد وما اقصّه وليّ الدم من القاتل وبعد الاستثئار والثأر يندمل الجرح بالثأر المنيم وبقضاء الحكم العدل يطيب خاطر الملهوف وتطمئن نفسه وينقشع همه وتخمد نائرة الجوى {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}الشعراء :الاية 227.
1- اخرجه بهذا اللفظ الحافظ الكبير البيهقي في دلائل النبوة والنسخة موجودة وذكره جمع من الاعلام اخذين منه.
2- عبيد الله بن نصر بن السري الزاغوني ابو محمد المؤدب المتوفي 514 وقد جاوز الثمانين ترجم له الحافظ ابن الجوزي في المنتظم 9: 220 وقال:كان من حفاظ القران واهل الثقة والصيانة والصلاح .
3- ابو محمد بن محمود الجنابذي البغدادي المتوفي 611 كان حافظا ثقة حجة نبيلا ما راينا من شيوخنا سفرا وحضرا مثله في كثرة موسوعاته ومعرفته بمشايخه وحسن اصوله وحفظ واتقان .........الى اخر ما في الشذرات من الثناء عليه ج5: 46-47 .
4- سليمان بن يسار المدني تابعي عظيم من رجال الصحاح الست متفق على ثقته وعلمه وفقهه وامامته وامانته توفي سنة 107 عن 73 سنة .
راجع تاريخ البخاري الكبير 2ق2 : 42 ،طبقات ابن سعد 5 : 130 ، الجرح والتعديل 2ق 1 :491 ، تهذيب التهذيب 4 : 2228-230.
{مأتم الامام الحسين (عليه السلام) من مصادر اهل السنة (سيرنتا وسنتنا ) تأليف العلامة الشيخ عبد الحسين الاميني- تقديم العلامة اية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي}
تعليق