بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
اليوم نرى المخالفين يشنعون على المذهب الشيعي بأنهم لا يحترمون مقام النبي الكريم بلعن زوجته وأصحابه مع أنها خرجت على إمام زمانها الإمام علي ( عليه السلام ) وكذلك الأصحاب هم من لم يحترموا مقام رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) باتهامه أنه يهجر ومحاولتهم قتله وغير ذلك مما آذوا به الرسول الكريم حيث قال (صلى الله عليه و آله) : (ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت) .ولكن لو نقارن بعض ما يُنقل عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) عند الفريقين نرى ونميّز بين مَنْ يحترم مقام النبي وبين مَنْ لا يحترمه .
ففي صحيح البخاري : ( عن حذيفة قال :أَتَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبَاطَة[1] قَوْم فَبَالَ قَائِماً قائماً ثم دعا بماء فجئته بماء فتوضأ )[2] .
نرى من هذا الحديث والذي ينقل في أصحِّ كتبهم أن النبي يفعل ما يفعله أراذل الناس وهو البول واقفاً والمصيبة أن بعضهم يستنبط من مثل هكذا أحاديث جواز البول واقفاً ، وهل هذا إحترام لمقام النبي الكريم ؟!
بينما لو نرجع لكتب الحديث والتفسير عند الشيعة نرى الخلاف واضح ، وفي الحقيقة لا نحتاج لذكرها بالتفصيل إلا من باب البيان وإلا فإنه يكفي إثبات العصمة برد كل ما يمس مقامه الشريف قبل البعثة وبعد البعثة .
ففي تفسير الطبرسي ينقل :
قال أبو عبد الله (عليه السلام) : ( والله ما أوتي لقمان الحكمة لحسب و لا مال و لا بسط في جسم و لا جمال و لكنه كان رجلاً قوياً في أمر الله متورعاً في الله ساكتاً سكيناً عميق النظر طويل التفكر حديد البصر لم ينم نهاراً قط و لم يتكئ في مجلس قوم قط و لم يتفل في مجلس قوم قط و لم يعبث بشيء قط و لم يره أحد من الناس علي بول و لا غائط قط و لا على اغتسال لشدة تستره و تحفظه في أمره و لم يضحك من شيء قط و لم يغضب قط مخافة الإثم في دينه و لم يمازح إنسانا قط و لم يفرح بما أوتيه من الدنيا و لا حزن منها على شيء قط و قد نكح من النساء و ولد له الأولاد الكثيرة و قدم أكثرهم إفراطا فما بكى على موت أحد منهم و لم يمر بين رجلين يقتتلان أو يختصمان إلا أصلح بينهما و لم يمض عنهما حتى تحاجزا و لم يسمع قولا استحسنه من أحد قط إلا سأله عن تفسيره و عن من أخذه و كان يكثر مجالسة الفقهاء و العلماء و كان يغشى القضاة و الملوك و السلاطين فيرثى للقضاة بما ابتلوا به و يرحم الملوك و السلاطين لعزتهم بالله و طمأنينتهم في ذلك و يتعلم ما يغلب به نفسه و يجاهد به هواه و يحترز من السلطان و كان يداوي نفسه بالتفكر و العبر و كان لا يظعن إلا فيما ينفعه و لا ينظر إلا فيما يعنيه فبذلك أوتي الحكمة و منح القضية)[3] .
ويروى عن الشهيد الثاني في شرح النفلية : ( عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه لم يُرَ على بولٍ ولا غائطٍ )[4] .
نرى من الحديثين الشريفين قمة خلق رسول الإسلام بينما نرى أحاديث أهل الخلاف تخالف حتى القرآن الكريم ألم يقل الله تعالى في كتابه الكريم يصف نبيه العظيم : ( وَإِنَّك لَعَلى خُلُق عَظِيم )[5] .
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ...
[1] . السباطة : موضع يلقى فيه الكناسة وغيرها وهي المزبلة .
[2] . صحيح البخاري ، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري ، ج 1 ، ص 397 .
[3] . مجمع البيان ، أمين الإسلام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ، ج 8 ، ص 74 .
[4] . سنن النبي الأكرم ( ص ) ، السيد الطباطبائي ، ج 6 ، ص 12 .
[5] . سورة القلم : آية : 4 .
تعليق