المشفقون على خروج الأمام الحسين من مكة المكرمة
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
لما أُذيع تصميم الحسين (ع) وعزمه على مغادرة الحجاز والتوجه الى الكوفة أَشفق عليه جماعة من أهله وشيعته , فكانت قلوبهم تذوب أسى و حزناً على مغادرة الأمام للحجاز ,وكانو يتكلمون بلغة العاطفة و يفكرون في شيء لم يكن الأمام يفكر به
ومن هؤلاء المشفقون هو عبد الله بن جعفربن ابي طالب
خاف عبد الله بن جعفر على ابن عمه حينما علِم بعزمه على التوجه الى العراق, فاحاطتبه موجات الأسى ,فبعث اليه بأبنيه عون ومحمد ,وكتب معهما هذه الرسالة
أما بَعد :فاني أسألك الله لما انصرفت حين تقرأ كتابي هذا فأني مشفق عليك من هذا الوجه أن يكون فيه هلاكك,واستئصال أهل بيتك ان هلكت اليوم أَطفأ نور الأرض فانك علم المهتدين ورجاء المؤمنين, فلاتعجل بالسير فاني أثر كتابي والسلام)
وأسرع ابن جعفر وهو خائر القوى ذاهل اللُب الى عمر بن سعيد حاكم مكة فأخذ منه كتابا فيه أمان للحسين, وجاء مسرعا اليه ,فعرض عليه الأقامة في مكة وعدم النزوح للعراق فلم يستجب الأمام له, وأخذ يتضرع اليه عبد الله ويتوسل في ان ينصرف عن نيته
,فقال الأمام :” رأيت رسول الله (ص) في منامي ,وأخبرني بأمر لابد ان انتهي اليه )
فسأله بن جعفر عن الرؤيا, فأبى ان يحدثه بها وقال له :” ماحدثت بها أحد, وما انا بمحدث بها حتى ألقى الله عز وجل“ ( تاريخ الطبري6,219
انصرف عبد الله بن جعفر وهو غارق بالأسى والشجون و أيقن بنزول الرزء القاصم وقد أمر ابنيه عون و محمد وأمهما السيدة زينب (ع) بمصاحبة خالهما الأمام الحسين عليه السلام
كتاب :حياة الأمام الحسين
تأليف :باقر شريف القرشي
تعليق