أسرار انتصار صوتك في عصر الخيانة
حيدرعاشور العبيدي
رمى الصوت كريما ليوقظ المنشغلين والنائمين،وصل مداه أنحاء العالمين،وأغلق نهايات الطرقات واجتمعت في كفه بحار الكون وهو ينشد الجمرة فالجمرة ويفكك دوائر الشر فانبجست أعلام الرفع ترامت على الأرض..وانتشروا كالبغايا لا مأوى لهم سوى بقايا ظلال حكومات مرتجفات من صدى صوته،وتآمروا ليخطفوا الصوت ولم ينطق باسمه احد، يتكبرون على أنفسهم وهو يكبر بالفقراء واتسعت ارض المقدسات بهم واسترجعت صوت سيدها الأول يوم الطف وهو ينصح النفوس الباغية ويعالج الأرواح المريضة وهيأ يومه المخلد لإسهام ورماح وغدر وهو ينادي: هل يستقيم ويبقى الدين القيم بموتي؟فكانت كربلاء قبلة الأنبياء والأوصياء منها بدأت سارية الإسلام وكل سارية تعلن عن مداها بمختلف الأجيال ومركزها روضة قبر السبط... وتعاقبت البطولات وبنشيده أغروا أتباع الضوء وأصبحت كربلاء مدينة السلام تقاطروا عليها بوجوه تمسك باللون الكبرياء .. أحييت هوامش نسوها وهي تستعيد نخلة الامام بمدن الامام برجال الامام وبدأت تسرد البطولات وكيف تحاك المؤامرات يمازجون بين الحقيقة والوهم ولكنهم يعلمون أن الصوت الهادر سيبقى موجودا حتى يضيق عليهم المساحات بل يتواجد في كل دار...نامت رؤوس وقامت رؤوس وتطوف رؤوس وبقي الصوت يوحد ويتوحد فلن يحتاج الى خارطة تروي للعالم قوته. جاءت الأصوات من البعد تهتف منكسرة وبعضها منتصرة بصحن القائد الامام تروي مشاهد الإيمان في مناطق حاربت الشيطان.. إن الانتصار قائم ليس بصمود الأبطال ولا بصبر النساء والأطفال هناك قوة تحيط بالمكان يخافها الأعداء وارتجفت لها الأوصال..صيحة داهمت حشودهم ومزقت أعلام هوسهم ..صيحة وصلت من الأحداق للأحداق وهي تدمر فلولهم عجزوا أمامها تماما وفروا كالفئران واتينا الى أبا الأحرار زائرين. كانت رواياتهم تعبر عن قوة اللاهية ساندت المؤمنين وتركت ظلها على نفوسهم بعد استجابة دعواتهم بنداء الأئمة الأوصياء...أطلقت سؤالي منفردا وتغطيت بخبئ الصوت، إنهم يزحفون وتجمعنا وكانت ليلتنا قاسية تعالت الأصوات في صفوفهم وصراخ الأطفال يدفعنا نحو الموت والنساء تصلي وتدعوا الله بالأئمة المعصمين وقائمهم أن ينقذهم من جنون الحرب، حان الوقت نقرأ الشهادة متمسكين بالعترة الطاهرة مؤمنين إن الشهيد عن الوطن تعلوه الشهادة كنا يدا بيد والرصاص يؤلف بين جهات التراب.. الأصوات تعلو والاستغاثة من فلول الكفرة لا حد لها استنفر رجالنا للشهادة ،ولكن ليس هناك أي بوادر للهجوم وصعقنا صباحا حين وجدنا الكافرين لا اثر لهم وستعاد قوانا وبدأنا نحمي ونحصن أنفسنا حتى جاء الفرج من قوات الإيمان الكربلائي، ليترجموا أسرار عظمة الإمام التي انطلقت من كربلاء وتعيد نهضته، حاملين النور والألم والحلم،راكبين الأمواج لينقلوا الفكر الذي حملوه من سيد الشهداء وليبثوا تلك القوة الخفية التي يملكها في ثبات الموقف عند الشدائد....
تعليق