بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
بقلم قيس عليوي المسعودياللهم صل على محمد وآل محمد
(من حاول امرا بمعصية الله كان افوتَ لما يرجو وأقرب لما يحذر)
هذا الحديث الشريف والرائع عن الامام الحسين (عليه آلاف التحية والسلام ) حديث يكبح جِـماحَ نفوسنا بحق وهو يسلط الضوء على سُنة سنن الله في خلقه لامحيص عنها(سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)الاحزاب (62) وسنة الله فينا وفيمن يأتي بعدنا . وتطبيقات وشواهدُ كلامِ الإمام كثيرةٌ عبر التاريخ ، فأخوة يوسف أرادوا أمراً فيه معصيةُ الله وهو قتلُ أخيهم والغاية :كانوا يرجون أن تخلـــوَ محبةُ أبيهم لهم كما يحدثنا القرآن في قوله تعالى على لسانهم (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ) يوسف (9) وبالتأكيدكانوا يحذرون من الفضيحة وانكشاف أمرهم ،لكن النتيجة التي حصلوا عليها أنْ فاتــهم مايرجون ووقعوا فيما يحذرون ، فأبوهم بقي ساخطاً عليهم كارهاً لهم الى اواخر عمره وجريمتهم قد افتضحت لدرجة اننا اليوم وبعد آلاف الأجيال نتلوا قصتهم في القرآن ونعلم بجرمهم فأي فضيحة أكبر من هذه ؟!
اما عمر بن سعد فأراد امرا بمعصية الله وهو قتل الامام يرجو به حكم الري ، نعم قتل الامام لامقابلَ حكمٍ فعليّ للري بل مقابلَ وعدٍ غيرِ موثوق بحكم الري، ويحذر من فوات حكمها ومن الاقتصاص منه فوقع فيمايحذر منه بأن قتل جزاءً لمافعل ، وفاته ماكان يأمل، ومات حسرة ، ولم يشم تراب الري ، ومن يسرق المال، ليشتري بيتا تأنس به العيال وليستقر امره فإنه سيفوته الاستقرار الذي إياه طلب، ويقع في المحذور الذي منه هرب ،كالوقوع بأيدي الشرطة او انه لايوفق للتوبة او يبتلى بالقلق اوالخوف المستمر من انكشاف الأمر أو حصولِ هذه المحاذير كلِها معاً ،ونحوِ ذلك من المحاذير ، ومن يبخلُ عن دفع الحقوق الشرعية حرصاً وطمعا بالمال سوف يفوته ذلك ويقع عاجلاً أم آجلاً فيما يحذر وسيـبتليهِ الله بإنفاقها في المعاصي فعن أبي عبد الله (من لم ينفق في طاعة الله ابــــتُــليَ بأن ينفق في معصـية الله ، ومن لم يمشِ في حاجة ولي الله ابـــتُـــليَ بأن يمشيَ في حاجة عدو الله عزوجل)
ومن استغل ازدحامَ السوق أوالحيلة في المعاملة ليسرق أموال الناس فأن الله يبتليه بأن يصرفه في المهالك فربما يصرفه في العلاج أو في مصيبة تــحُــل به أوبعائلته فعن النبي (ص)( من جمع مالا من مَهاوش أذهبه الله في نـَـهابِر) (المهاوش) الذي اصيب في غير موضعه بالاختلاط والشبهة والتلصص (النهابر) المهالك(1) وهكذا حال كل من يريد أويهم بأمر فيه معصية فأنه سيقع في المحذور ويفوته ماكان في ذهنه يدور
فإذا فكّر أحدنا أونوى معصية فعلينا أن نتذكر هذا الحديثَ الرائع، فهو لوحده مدرسة والسعيد من اتعظ بغيره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العين والمقاييس
تعليق