إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سياسة الإرهاب والتجويع التي اتبعها معاوية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سياسة الإرهاب والتجويع التي اتبعها معاوية

    ا
    اللهم صل على محمد وآل محمد





    لقد اتبع معاوية سياسة الإرهاب والقتل والتجويع بالنسبة إلى الرعايا المسلمين الذين لا يتفقون معه في الهوى السياسي، وإطلالة قصيرة على تاريخ هذه الفترة من حياة المسلمين تثبت هذه الدعوى.

    حدث سفيان بن عوف الغامدي، وهو أحد قواد معاوية العسكريين، قال: "دعاني معاوية فقال: إني باعثك بجيش كثيف أداة وجلادة، فالزم لي جانب الفرات حتى تمر بهيت فتقطعها فإن وجدت بها جنداً فأغر عليهم، وإلا فامض حتى تغير على الأنبار، فإن لم تجد جنداً فامض حتى توغل في المدائن. إن هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق ترعب قلوبهم، وتفرح كل من له هوى فينا منهم، وتدعو إلينا كل من خاف الدوائر، فاقتل كل من لقيته ممن هو ليس على مثل رأيك. وأخرب كل ما مررت به من القرى، وأحرب الأموال فإن حرب الأموال شبيه بالقتل وهو أوجع للقلب .

    ودعا معاوية بالضحاك بن قيس الفهري وأمره بالتوجه ناحية الكوفة، وقال له:
    "من وجدته من الأعراب في طاعة علي فأغر عليه".

    "فأقبل الضحاك فنهب الأموال، وقتل من لقي من الأعراب، حتى مر بالثعلبية فأغار على الحاج فأخذ أمتعتهم، ثم أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الذهلي، وهو ابن أخي عبد الله بن مسعود فقتله في طريق الحاج عند القطقطانة وقتل معه ناساً من أصحابه".

    واستدعى معاوية بسر بن أرطاة، ووجهه إلى الحجاز واليمن،
    وقال له: "سر حتى تمر بالمدينة فاطرد الناس، وأخف من مررت به، وانهب أموال كل من أصبت له مالاً ممن لم يكن دخل في طاعتنا، فإذا دخلت المدينة فأرهم أنك تريد أنفسهم، وأخبرهم أن لا براءة لهم عندك ولا عذر حتى إذا ظنوا أنك موقع بهم فاكفف عنهم.. وارهب الناس عنك فيما بين المدينة ومكة واجعلها شردات..".

    وقال له:
    "لا تنزل على بلد أهله على طاعة علي إلا بسطت عليهم لسانك حتى يروا أنهم لا نجاة لهم، وأنك محيط بهم، ثم اكفف عنهم وادعهم إلى البيعة لي، فمن أبى فاقتله، واقتل شيعة علي حيث كانوا" .

    فسار، وأغار على المدينة ومكة، فقتل ثلاثين ألفاً عدا من أحرق بالنار
    .

    وقد استمر على هذه السياسة بعد أن قتل علي عليه السلام ولكنها إذ ذاك أخذت شكلاً أكثر تنظيماً وعنفاً وشمولاً.

    وقد نص المؤرخون على أن هذا الإرهاب بلغ حداً جعل الرجل يفضل أن يقال عنه أنه


    زنديق أو كافر ولا يقال عنه أنه من شيعة علي عليه السلام، وقد بلغ بهم الحال أنهم كانوا يخافون من النطق باسمه حتى فيما يتعلق بأحكام الدين التي لا ترجع إلى الفضائل التي كان الأمويون يخشون شيوعها، فكانوا يقولون "روى أبو زينب"، وقال أبو حنيفة: أن بني أمية كانوا لا يفتون بقول علي ولا يأخذون به، وكان علي لا يذكر في ذلك باسمه.

    وكانت العلامة باسمه بين المشايخ أن يقولوا: قال الشيخ
    .
    وحظر الأمويون على الناس أن يسموا أبناءهم باسم علي عليه السلام.


    وكتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة: "أن برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته".

    فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون علياً، ويبرؤون منه، ويقعون فيه وفي أهل بيته.

    وكان أشد الناس بلاءً حينئذٍ أهل الكوفة، لكثرة من بها من شيعة علي عليه السلام، فاستعمل عليهم زياد بن سمية وضم إليه البصرة، فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف، لأنه كان منهم أيام علي عليه السلام، فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم، وقطع الأيدي والأرجل، وسمل العيون، وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم، وشردهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم.

    فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي عليه السلام، فازداد البلاء والفتنة، فلم يبق أحد من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه أو طريد في الأرض
    .

    وأجمل ذلك الإمام محمد بن علي بن الحسين الباقر عليه السلام، فقال:
    "وقتلت شيعتنا بكل بلدة، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة، وكل من يذكر بحبنا والإنقطاع إلينا سجن أو نهب ماله، أو هدمت داره، ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليه السلام".
    وقد طبق ولاة معاوية على العراق مهد التشيع لال علي هذه السياسة بوحشية لا توصف. فقد استعمل زياد سمرة ابن جندب على البصرة فأسرف هذا السفاح في القتل إسرافاً لا حدود له.
    أما زياد بن سمية فكان يجمع الناس بباب قصره يحرضهم على لعن علي، فمن أبى عرضه على السيف وكان يعذب بغير القتل من صنوف العذاب.

    هذا عرض موجز للسياسة التي تتناول حياة الناس وأمنهم، وأما السياسة التي تتناول أرزاق الناس وموارد عيشهم فلا تقل قتامة وكلوحاً وإيغالاً في الظلم على سابقتها.

    وهاك بعض الشواهد على ما نقول. كتب معاوية إلى عماله بعد عام الجماعة:
    ".. انظروا إلى من قامت عليه البينة أنه يحب علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطاءه ورزقه. وشفع ذلك بنسخة أخرى: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به واهدموا داره".

    وكثيراً ما كان الأنصار يمكثون بلا عطاء ولا ذنب لهم إلا أنهم ينصرون أهل البيت‏‘
    .

    وكانوا إذا عصاهم أحدٌ من المسلمين قطعوا عطاءه ولو كان العاصون بلداً برمتها.


    وكان من جملة الأساليب التي اتبعها معاوية لحمل الحسين عليه السلام على بيعة يزيد حرمان جميع بني هاشم من عطائهم حتى يبايع الحسين عليه السلام
    .

    وها هو معاوية يعطي عمرواً بن العاص أرض مصر وأموالها وسكانها المعاهدين ملكاً حلالاً له، وقد جاء في صك هذا العطاء: أن معاوية أعطى عمرواً بن العاص مصر وأهلها هبة يتصرف كيف يشاء وحين استولى معاوية على العراق نقل بيت المال من الكوفة إلى دمشق، وزاد في أعطيات أهل الشام، وحط من أعطيات أهل العراق
    وقد أوضح فلسفته في جمع المال بقوله: "الأرض لله، وأنا خليفة الله، فما اخذ من مال الله فهو لي، وما تركته كان جائزاً لي".
    وهكذا حرم المسلمون من أموالهم لتنفق هذه الأموال على الزعماء القبليين، والقادة العسكريين، وزمر الكذابين على الله ورسوله.

    وقد طبقت هذه السياسة سياسة الإرهاب والتجويع بالنسبة إلى المسلمين عموماً، وبالنسبة إلى كل من اتهم بحب علي واله على الخصوص. لقد كان حب علي سرطان الحكم الأموي فعزموا على قطعه تماماً.



    المصدر _ *الحياة السياسية لأئمة اهل البيت عليهم السلام * _
    التعديل الأخير تم بواسطة كريم الجعيفري ; الساعة 31-10-2014, 05:53 PM. سبب آخر:

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    بكل ماخطه حرفك

    وبكل ماجمعه فكرك
    تبقى مميز
    ثق بأني أستمتعت كثيرا من بين السطور




    إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تطهيرا

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      بارك الله بك لمرورك الكريم وقراءتك للموضوع وفقت اختي الزينبية

      تعليق

      يعمل...
      X