بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نفث على لساني ذات يوم فقلت شيئاً يكاد ان يكون شبيهاً بالشعر في صورته الشعرية ، فقلت :
في كل بلاد الدنيا
إذا ولد المرء معاقاً
يبتئس أبواه
إلا في بلادي ..
فقرأت هذه الكلمات لصديق لي لديه قراءات واطلاع على بعض ما يكتب من الشعر وهو من المؤمنين الأخيار فتبسم ضاحكاً ، ثم سكت وذرفت عيونه دمعاً ، قال لي أحسنت فقد صورت حالة موجودة عند ضعاف النفوس ، ولكنك كنت قاسياً في حكمك لأنك عممت ، قلت نعم انا اعترف بأني كنت قاسياً في حكمي فبلادي كما هي كل البلاد فيها الخير والشر وفيها الخبيثون وفيها الطيبون وأنا أستميحك عذراً وأستميح كل المؤمنين العذر ، نعم فبلادي معقل من معاقل المؤمنين الأخيار ..
أخوتي الأعزاء :
قد فهمتم معنى هذه الكلمات القليلة فهي تتحدث عن ظاهرة بدأت بالانتشار هذه الأيام للأسف . أنها ظاهرة التسول باستخدام المعاقين واصحاب العاهات .
وموضوع وظاهرة التسول كتب عنها الكثير وبحث فيها الكثير ، ولكن ما اريد أن أشير إليه في هذه السطور هو أن هذه الظاهرة وهي قيام البعض من ضعاف النفوس بعرض أبنائهم المعاقين واصحاب العاهات مع الإمساك بمجموعة من التقارير الطبية والأشعة وذلك من أجل استدرار عطف الناس والتسول وكسب المال بهذه الطريقة .
والحل كما قال أحد الأخوة المشرفين في احدى تعليقاته على موضوع كتب ، قال نحن لسنا بحاجة إلى تنظير ولا إلى وضع حلول مكتوبة وإنما نحن بحاجة إلى عمل ، وبرأيي القاصر فإننا بحاجة الى التوعية والتذكير التي يجب أن يقوم بها المؤمنين من أجل ايضاح أن المرجعية الرشيدة والمتمثلة بالمرجع الديني الأعلى السيد السيستاني ( حفظه الله وأدام ظله الوارف ) قد خصصت رواتب للعوائل المتعففة ، ومن يتاح له الحضور في مكاتب السيد السيستاني في المحافظات سوف يرى بنفسه ، وسوف يدافع عن المرجعية وعن دورها في توفير مستلزمات العيش للمؤمنين الفقراء واليتامى ، وعليه أن يرشد من تسول له نفسه بأن يتسول باستخدام ابنه المعاق واستخدامه كألة للتسول إلى هذه المكاتب المباركة وأنها لن تقصر اتجاه كل مستحق ومحتاج .
وللدولة دور كبير أيضاً في سبيل القضاء على هذه الظاهرة ، لاسيما وأن هناك وزارة تعنى بهذا الجانب هي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، فعلى هذه الوزارة ان تنزل إلى الشارع وأن ترى بنفسها ما يحدث وهل أن صرف الرواتب التي تصرفها يصرف للمستحقين فعلاً ، ولماذا يقوم هذا النفر بالتسول ؟ . هل أنه مستحق فعلاً وأن الوزارة والدولة مقصرة اتجاهه ؟ أم أنه نفر ضعيف النفس وضال .
في الختام يجب ان تتظافر كل الجهود من أجل القضاء على هذه الظاهرة التي تعتبر صورة مسيئة لبلدنا ولمدينة كربلاء المقدسة التي يتوافد عليها الزوار من كل بلاد الدنيا .
دعائنا أن يوفق كل أخوتنا في عملهم في سبيل القضاء على هذه الآفة الخطيرة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الغر الميامين وسلم تسليماً كثيرا .
تعليق