بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد
قد يتصور البعض ان الامام الحسين عليه السلام كان الهدف من قيامه اهل الكوفة وتحرك نتيجة رسائل اهل الكوفة فقط ، وقد خدع فيهم ، والحال ليس كذلك لو تتبعنا تاريخ الامام الحسين (عليه السلام ) فعدة عوامل طبيعية تسببت بخروج الامام الحسين عليه السلام قاصدا العراق ولا اثر مؤثر لرسائل اهل الكوفة قد تسبب بخروجه على نحو الحصر .
واليك بعض الادلة : قد روي في مصادر التاريخ ان الامام الحسين (عليه السلام) قال لابن الزبير عندما طلب منه ان يستجير بحرم الله : (سيستحل هذا الحرم من اجل رجل من قريش والله لا اكون ذلك الرجل صنع الله بي ما هو صانع). وكذلك روي عنه(عليه السلام) قوله: (وايم الله لو كنت في حجر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا في حاجتهم والله ليعتدون علي كما اعتدت اليهود في السبت والله لان اقتل خارجا منها احب الي من ان اقتل داخلا منها بشبر).
واليك بعض الادلة : قد روي في مصادر التاريخ ان الامام الحسين (عليه السلام) قال لابن الزبير عندما طلب منه ان يستجير بحرم الله : (سيستحل هذا الحرم من اجل رجل من قريش والله لا اكون ذلك الرجل صنع الله بي ما هو صانع). وكذلك روي عنه(عليه السلام) قوله: (وايم الله لو كنت في حجر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا في حاجتهم والله ليعتدون علي كما اعتدت اليهود في السبت والله لان اقتل خارجا منها احب الي من ان اقتل داخلا منها بشبر).
وكذلك في احدى خطبه عليه السلام : (الحَمدُ للهِ، ومَا شاءَ الله، ولا قُوَّة إلاَّ بالله، خُطَّ المَوتُ على وِلدِ آدم مخطَّةَ القِلادَة على جِيدِ الفَتاة، وما أولَهَني إلى أسْلافي اشتياقَ يَعقُوبَ إلى يوسف، وخيرٌ لي مَصرعٌ أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطِّعُها عسلان الفلوات بين النَّواوِيسِ وكَربلاء، فيملأن أكراشاً جوفا، وأحوية سغباً.
لا مَحيصَ عن يوم خُطَّ بالقلم، رِضا الله رِضَانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفِّينا أجورنا أجور الصابرين، لن تشذّ عن رسول الله لَحمته، وهي مجموعة له في حظيرة القدس، تقرُّ بهم عَينه، وينجزُ بهمْ وَعدَه.
من كان باذلاً فِينَا مهجتَه، وموطِّناً على لِقَاء الله نفسه، فلْيَرْحَل مَعَنا، فإنِّي راحلٌ مُصبِحاً إن شاء الله) مقتل الإمام الحسين للسيّد ابن طاووس: 23
وفي بحار الانوار 45/99: (( ان يزيد انفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر وولاه امر الموسم وقد اوصاه بقتل الحسين(عليه السلام) سرا وان لم يتمكن منه بقتله غيلة ثم انه دس مع الحاج ثلاثين رجلا من شياطين بني امية وامرهم بقتل الحسين(عليه السلام) على أي حال اتفق).
فهذه الاخبار تشير الى ان الامام الحسين(عليه السلام) مقتول لو بقي في مكة ولا يعيق يزيد وجود الامام في الحرم من قتله. وقد فعل بنو امية ذلك بغيره
فمسألة قتل الحسين (عليه السلام) امر غير مرتبط بخروجه وعدمه فهم يريدون منه البيعة وإلا فالقتل ولما كان الحسين مصرا على عدم البيعة فمعناه انه يقتل في أي ارض كان.
وفي الواقع ان هذه عينات بسيطة من الروايات والاثار والاخبار التي تبين ان الامام الحسين يعلم بقتله واستشهاده وجمعها يحتاج الى مجلدات فمسالة موت الامام حتمية لأنه لا صلاح الا بموته واستشهاده ...
ولكنه مع علمه الغيبي والاخباري عن ابيه وجده صلوات الله عليهم قد عمل بما يعمله اذكى ثوري واذكى قائد حربي فقد خرج من مكة لان مكة ارض حرام فلم يكن يرغب ان تهتك حرمتها ،مع انه اشد حرمة منها بل لا قياس لكن نقول بحسب الظاهر ، ثم ان مكة خالية من الأنصار و ليس فيها شيعة له وإن الإمام الحسين (عليه السلام) خرج لطلب الإصلاح، والإصلاح يتمثل بإظهار المذهب الحق، ورجل المذهب الحق، وهو الإمام الحسين (عليه السلام) وذلك بالمسير من مكة إلى الكوفة لطلب أهلها منه ذلك وأما البقاء في مكة أو المدينة دون أن يكون له أنصار وأتباع يساندونه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر لا يتحقق منه الهدف الذي يبتغيه وهو إظهار المذهب الحق والشخص المحق فلعله كان يقتل بمفرده هناك، كما أشار ذلك هو صلوات الله وسلامه عليه فلا تظهر مظلوميته ومطالبته للحق ورفضه للظلم والطغيان، والحصيلة أنه كان يريد الانتصار وإظهار فساد الطغمة الحاكمة من خلال إظهار مظلوميته وأن هذه الفئة الحاكمة تتجاوز على كل المقدسات ولا تحمل من هذا الدين أي صفة أو مقدار.
ولكنه مع علمه الغيبي والاخباري عن ابيه وجده صلوات الله عليهم قد عمل بما يعمله اذكى ثوري واذكى قائد حربي فقد خرج من مكة لان مكة ارض حرام فلم يكن يرغب ان تهتك حرمتها ،مع انه اشد حرمة منها بل لا قياس لكن نقول بحسب الظاهر ، ثم ان مكة خالية من الأنصار و ليس فيها شيعة له وإن الإمام الحسين (عليه السلام) خرج لطلب الإصلاح، والإصلاح يتمثل بإظهار المذهب الحق، ورجل المذهب الحق، وهو الإمام الحسين (عليه السلام) وذلك بالمسير من مكة إلى الكوفة لطلب أهلها منه ذلك وأما البقاء في مكة أو المدينة دون أن يكون له أنصار وأتباع يساندونه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر لا يتحقق منه الهدف الذي يبتغيه وهو إظهار المذهب الحق والشخص المحق فلعله كان يقتل بمفرده هناك، كما أشار ذلك هو صلوات الله وسلامه عليه فلا تظهر مظلوميته ومطالبته للحق ورفضه للظلم والطغيان، والحصيلة أنه كان يريد الانتصار وإظهار فساد الطغمة الحاكمة من خلال إظهار مظلوميته وأن هذه الفئة الحاكمة تتجاوز على كل المقدسات ولا تحمل من هذا الدين أي صفة أو مقدار.
ان الامام الحسين انما استجاب لأهل الكوفة لكون الكوفة بلد المسلمين الوحيد الذي بادر لدعوة الحسين للمجيء اليها لإقامة الدولة الاسلامية من جديد، بعد ان رفض اهلها البيعة للطاغية الذي نزا على سلطة المسلمين في الشام بغير حق، فكانت الكوفة السباقة، بل الوحيدة التي تفاعلت مع حركة الرفض التي اعلنها الحسين عليه السلام ضد تسلم الطاغية يزيد بن معاوية لخلافة المسلمين ، فهي معسكر المسلمين واكبر حواضرهم، اذ كان عدد نفوسها آنئذ اكثر من (4) ملايين نسمة، فعندما كان الناس يذكرون الكوفة واهلها، آنئذ، انما كانوا يعنون بها الامة، اي المسلمين، وقد وجهوا له الدعوة حيث وصلت الكتب على اقل الروايات (12000) كتاب ووصلت في بعض المصادر الى ثلاثين وأربعين الف كتاب ، فلابد في ظاهر الامر من الاستجابة لهم واي ثوري أي قائد حربي مكانه لتحرك فالاستجابة قطع للألسنة وقطع للمعاذير واعمال ما في الوسع واليد ، ولكنه مع ذلك لم يعتمد على هذه الكتب بل ارسل ابن عمه مسلم بن عقيل عليهم السلام كسفير وكمندوب وكمتحرر للأخبار والأوضاع وبحسب الرسالة التي أرسلها الى اهل الكوفة فان الامام الحسين عليه السلام لم يثق او يعتمد على الرسائل من اهل الكوفة بل ان الامر يعتمد على رسالة مسلم بن عقيل فتأمل ما جاء في الرسالة : ( مِن الحُسينِ بن عَلي إِلى مَن بلغهُ كتابي هذا مِن أوليائِه وَشيعَتِه بالكوفة :سلامٌ عليكم ، أما بعد : فَقَد أتَتْني كُتُبكُم ، وفهمتُ ما ذكرتُم مِن مَحبَّتِكم لِقُدومِي عَليكم ، وأنا بَاعثٌ إِليكم بِأخي وابنِ عَمِّي وثِقتي من أهلي مسلم بن عقيل ، لِيعلمَ لِي كُنْهَ أمْرِكُم ، ويكتبَ إِليَّ بما يَتبَيَّن له من اجتماعِكُم ، فإن كان أمرُكم على ما أتَتْني بِه كُتُبُكم ، وأخبَرَتني به رُسُلُكم ، أسرعتُ القُدومَ إليكُم إِن شَاء اللهُ ، وَالسَّلام ) . فلاحظ ان الامام الحسين عليه السلام من خلال ما كتب ان اعتماده الأساسي لا على ال(12000) رسالة –على الأقل - بل على كلام شخص وهو ثقته مسلم بن عقيل عليه السلام فلم يعتمد على ما كتبوا بل ارسل المتفحص كل هذا بحسب الظاهر فكيف خدع الحسين عليه السلام ؟!! ثم ان الامام الحسين عليه السلام قد علم استشهاد مسلم قبل ان يصل كربلاء وعلم بخيانة الكوفة ، فلو كان أي شخص مكانه لرجع وتوقف عن الذهاب ولكن هذا دليل اخر يضاف ويثبت ان الحسين عليه السلام لم يكن خروجه بسبب الرسائل ، او بسبب اهل الكوفة بل هو لا يخطو الخطوة الا بالامر الإلهي والتسديد الرباني والبعد الاستراتيجي العميق والنظرة الثاقبة التي يصل بصرها الى عمق التاريخ ، فالحسين عليه السلام عمل بما شائه الله وعمل بمشية الله وعمل كل ما يرضي الله وكان يعلم مسبقا بنتائجه ولكن " ان لم يستقم دين محمد (صلى الله عليه واله ) الا بقتلي فيا سيوف خذين " فلم يكن ينوي اللجوء إلى مكان آمن - لغرض السلامة - بل قالها بصراحة : ( خرجت لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي..), فالحسين (عليه السلام) قصد الكوفة باعتبارها واحدة من الحواضن المتمردة على الحكم الأموي - غالباً ـ, وباعتبار الاعراق والقوميات المختلفة فيها, وباعتبار الواجب الذي يراه (عليه السلام) ملقىً على عاتقه, ومثل هذه المسألة - الغدر والخيانة - لا يأبه بها الامام حتى يترك هدفه, والاّ لكان أبوه (عليه السلام) أولى بمغادرة الكوفة من قبل ! فاحتمال العصيان والنكول لا يسقط واجب التصدي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
استفدنا من :
مركز الأبحاث العقائدية
مركز الأبحاث العقائدية
محاضرات الشيخ احمد الصافي حفظه الله
تعليق