
بقلم : المحقق
إن رثاء الإمام الحسين عليه السلام هو إحياء لذكره عليه السلام ، وهو ليس اقلّ شأنا ممن ذكرهم القرآن الكريم بل أمر بذكرهم ، (( واذكر عبدنا أيوب)) ، (( واذكر عبدنا داوود)) ،((واذكر في الكتاب ابراهيم)) ، (( واذكر في الكتاب مريم)) .... ، فإذن ذكر الإمام الحسين عليه السلام من الأمور التي نحن مأمورين بفعلها وعدم التقصير تجاهها ، وما الرثاء الحسيني إلا احد مصاديق ذكره بأبي هو وامي.
و إن النهج الذي انتهجه الرادود الحسيني جيلا عن جيل يتسم بسمات علمية وضوابط اخلاقية ومعايير شرعية .
فمن السمات العلمية إختيار الطريقة الأدائية العلمية وبالطبع هي تتوقف على نوع القصيدة فضلا عن كلماتها .
ومن الضوابط الأخلاقية عدم خلط ما اعتاد عليه المطربون في أغاني الطرب واللهو سواء من ناحية الأداء او الزي او المظاهر .
ومن المعايير الشرعية عدم التعدي على خطوط الشريعة المقدسة من خلال قراءة القصيدة بالألحان التي تجانس تلك المعروفة عند المطربين في مجالس طربهم ، ولاسيما ان ذلك من مصاديق تشويه المذهب بل الإسلام بصورة عامة ، مع ان احتمالية الترويج لتلك الظاهرة من بعض اعداء الإسلام فإن ذلك لايخلو من وجه.
و ينبغي ان تكون هناك مواقف دينية رسمية للحد من توسع هذه الظاهرة المشبوهة ، كما ان التثقيف من قبل وسائل الإعلام الحسينية المعتدلة يعتبر من واجباتها ، وكذلك خطباء الجمعة وخطباء المنبر الحسيني ، واصحاب الكلمة المسموعة ، والأقلام الحسينية المخلصة.
واما من جهة تطبيق الناحية القانونية فقد تكون في المسألة بعض الصعوبة في التطبيق لأن الظاهرة ليست في العراق فحسب ، وقد تدخلنا هذه المسألة في متاهات نحن في غنى عنها ، وأرى ان الفكر يقابل بالفكر ، فبالتثقيف يمكن الحد منها ، او على الأقل توعية الناس برفضها وعدم شراء منتجات المؤسسات التي تتبنى او لاتقف بحزم أزاء تلك الظاهرة الاّحسينية.
و إن اسباب هذه الظاهرة كثيرة ، وأبرزها :
1- القنوات الفضائية التي تتصدر الترويج لهذه الظاهرة ، ولا اريد ان اذكر الاسماء فهي معروفة عند الجميع ، نعم قد يكون لها رأي ووجهة نظر ، لكن يجب ان تعيد النظر في ذلك ، ونحن لانريد ان نكون معولا لهدر طاقات اؤلئك الشباب بل نريدهم ان لايكونوا معولا يهدم بواسطه شعائر الدين الحنيف.
2- الجهل الفقهي والثقافي وقلة الوعي بالنهج الذي اراده امامنا الحسين عليه السلام ، (( كونوا زينا لنا ، ولا تكونوا شينا علينا)).
3- البعض يهدف الى الشهرة والتكسب وهذا لايليق مع القضية الإيمانية الحسينية من ان يكون ذلك مدعاة الى سحق القيم والمبادىء للقضية الرثائية الحسينة والأصالة العظيمة التي تمتعت بها عبر السنين.
وأكتفِ بذلك القدر رعاية للإيجاز
والحمد لله أولا وآخرا..
******************
تعليق