
... أعلن معاويه من خلال اقواله وسلوكه الشائن ان (الانحراف) قاعدة بديلة عن الاسلام
وقد توج هذا الانحراف بوضع يزيد على العرش , وكان في مقابل هذا الانحراف
هو ان يلفت الامام الحسين (عليه السلام)
نظر المسلمين الى خطورة هذا الانحراف , فكان عمل الامام الحسين (عليه السلام) له الاثر الفاعل على الناس
حتى ان السلطة الاموية بكل جبروتها وظلمها واستبدادها لم تستطع طمسه , فلجأت الى التمويه والتضليل
وراحت تبرر فعل معاوية وهو تنصيب ابنه الداعر يزيد خليفة
ومحاولة تشويه الدوافع الحقيقية لرفض الحسين (عليه السلام) ذلك
بعد ان حاول معاوية تهديد الامام اكثر من مرة واغرائه بمكر خبيث ..
وهذا مادعا الامام الحسين (عليه السلام) ان يقف خطيبا في مكة في موسم الحج
لكشف عمقق المؤامرة على الاسلام
والتعاليم السماوية التي كان يتعرض لها الاسلام والمسلمون بتنصيب يزيد خليفة عليهم .
كما تطرق الامام (عليه السلام) في هذه المناسبة الى تذكير المجتمعين بمنزلته
ومنزلة ال الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) والتذكير والتاكيد على حقه الذي اغتصب
ودعوته اياهم لمحادثة من يثقون به وبدينه , وقد اقرَّ اكثر من مئتي صحابي والاف التابعين
وايدوا ماقاله الامام الحسين (عليه السلام) وقد حدث ذلك في موسم الحج وفي اوج قوة معاوية
وارتفاع العرش الاموي بالباطل
هذا مادفع الامام الحسين (عليه السلام ) المضي في مهمته والتخطيط لها واعداد الامة لاستقبالها قبل وقت طويل ..
لقد كان معاوية اكثر العارفين بالحسين (عليه السلام) ونواياه النبيلة ومن الذين سيمضون الى نهاية الشوط
بالتصدي لهذا الانحراف الذي تبناه معاوية وحاول المضي به الى النهاية
وتشويه صورة الامام (عليه السلام) لدى الامة الاسلامية
وكذلك تشويه صورة الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب وابنه الامام الحسن (عليهما السلام)
ومحاولة اختلاق مختلف الاقاصيص والاكاذيب المفتراة بحقهما .
وقد املت عليه تربيته الشاذة وخلقه النميم ان يشن حملة واسعة من الاكاذيب والافتراءات والشتائم
على الا مام علي (عليه السلام) وابنائه (عليهم السلام)
ولعل هذه الحملة كما نستشف من التاريخ بانها أوسخ حملة والعنها بل واوسعها خبثا ودناءة
تشن على انسان صالح , بل واسوأ محاولة تشويه الحق وكل ماهو نبيل وصالح
كما شنوا اكبر محاولة تشويه للحقائق والدلائل
على انهم (عليهم السلام) اقرب الناس الى تعاليم الاسلام واكثرهم التزاما بما جاء في كتاب الله تعالى
وقد تراس حملة التشويه والكذب والافتراء معاوية وعمرو بن العص ومروان بن الحكم
والمغيرة بن شعبة وسمرة بن جندب وغيرهم ..
ان قراءة هذه الفترة التاريخية بامعان والوقوف على كل ماكتب عنها سيستشف منها كل انسان مسلم حقا
ويحمل العقلية الاسلامية الصحيحة بان ماقام به الامام الحسين (عليه السلام) كان ينبغي ان يقوم به فعلا
وانه لاخيار امامه يقوم به لردع الباطل والكفر والخروج عن التعاليم الاسلامية الحقة
وانقاذ الامة من ورطتها وانحدارها وسقوطها .
ان قوة الفعل التي تمثلت في الفصل الختامي من ثورة الحسين (عليه السلام)
برزت من كل مشاهد حياته ليضل المشهد الاخير ماثلا دائما كما هو حاله عبر مئات السنين
ولو انه ساوم (حاشا لله) او سكت عن حقه او هادن دولة الظالم لكانت ثورته قد اندثرت
ولذهب دمه ودماءاصحابه هدرا
كما ذهبت دماء العديد من المنافسين على السلطان والزعامة
كأبن الزبير وامثاله , من الذين لم يكن الاسلام وشريعته السمحاء
دافعهم للتصدي والوقوف بوجه الظالم المنحرف .
***
دمتـــــــم بخيـــــــر
تعليق